ارتفعت حصيلة الحرائق حول أثينا الثلاثاء إلى 74 قتيلا، كما أعلنت أجهزة الإطفاء، فيما تعيش البلاد صدمة بعد العثور على أكثر من 20 شخصا متفحما، بينهم أطفال. وأفادت المتحدثة باسم جهاز الإطفاء ستافرولا ماليري أن الحرائق خلفت 74 قتيلا موضحة أن هذه الحصيلة غير نهائية وما زال نحو ملئة عنصر إطفاء يواصلون البحث عن ضحايا محتملين في الساحل الشرقي من منطقة إتيكي التي أتت عليها النيران مساء الإثنين. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن ستين قتيلا. وهذه الحرائق هي الأشد ضررا منذ تلك التي أسفرت عن 77 قتيلا في 2007. وبين القتلى والدة بولندية وابنتها، كما ذكرت وارسو التي لم تقدم مزيدا من التفاصيل. وفي محطة ماتي البحرية التي تبعد حوالى أربعين كلم شرق أثينا، عثر على 26 شخصا متفحمين ومتشابكين مجموعات "في محاولة أخيرة لحماية أنفسهم"، كما قال أحد عناصر الإنقاذ فاسيليس أندريوبولوس. وما زال مواطنون يتحدثون عن مفقودين، خصوصا لدى المراكز الثلاثة للصليب الأحمر التي فتحت في القطاع، كما أكدت جورجيا تريسبيوتي المتحدثة باسم المنظمة. مضيفة أن "الناس مصدومون، ضائعون، وخسر البعض منهم كل شيء الأطفال والأهل والمنازل". وقال رئيس الوزراء إليكسيس تسيبراس "اليونان اليوم في حداد"، معلنا في رسالة تلفزيونية للأمة الحداد الوطني ثلاثة أيام. وتتحدث روايات المسؤولين والمقيمين عن نيران شديدة انقضت بعد ظهر الإثنين على الساحل الشرقي للعاصمة، وحاصرت الضحايا في سياراتهم أو على بعد أمتار من الشواطئ التي كانوا يحاولون بلوغها. وفي ماتي، أدى عنف الرياح التي فاقت 100 كلم في الساعة، إلى "تقدم مخيف للنيران في المناطق السكنية"، كما قالت المتحدثة باسم رجال الإطفاء ستافرولا ماليري. وأكد رئيس بلدية مرفأ رافينا القريب، إيفانغيلوس بورنوس أن "ماتي لم تعد موجودة"، محصيا "أكثر من ألف مبنى و300 سيارة" لحقت بها أضرارا، وما زالت النيران تنبعث منها. فيما أحصت الحكومة 172 جريحا بينهم 16 طفلا، منهم 11 في حالة خطرة. ونقل حوالى 715 شخصا عبر البحر إلى رافينا. وتنظم السلطات والمتطوعون تحركاتهم لمساعدة المنكوبين، من خلال جمع وتوزيع الماء والمواد الغذائية والألبسة، فيما نقل المشردون إلى الفنادق. وقضى خمسة أشخاص على الأقل في البحر حيث تتواصل عمليات البحث. وبدأت عملية التعرف إلى هويات الضحايا في هذه المنطقة التي يؤمها أيضا سائحون أجانب. وعاود الحريق تمدده في المنطقة بعد تراجع في الصباح، كما ذكرت خلية رجال الإطفاء. وما زالت جبهة ناشطة أيضا في كينيتا التي تبعد حوالى خمسين كلم غرب العاصمة، حيث اندلع أول حريق صباح الإثنين. ولم تتم الإشارة إلى سقوط ضحايا، لكن النيران التهمت عددا من السيارات والمنازل. وحصلت البلاد التي استعانت بالآلية الأوروبية للحماية المدنية على المساعدة خصوصا عبر الوسائل الجوية من فرنسا وإسبانيا وإسرائيل وبلغاريا وتركيا وإيطاليا ومقدونيا والبرتغال وكرواتيا، فيما توالت رسائل التعزية من الخارج. وأشار المتحدث باسم الحكومة ديميتريس تزاناكوبولوس إلى "اندلاع 15 حريقا متزامنا على ثلاث جبهات مختلفة في أتيك"، ما حمل اليونان على طلب طائرات بدون طيار من الولاياتالمتحدة "لمراقبة أي نشاط مشبوه والكشف عنه".وبسبب هذه الأوضاع، ألغت رئاسة الجمهورية الاستقبال السنوي المقرر الثلاثاء لإحياء ذكرى استعادة الديمقراطية في اليونان في جويلية 1974.