أثار خبر نزع لافتات مكتوب عليها عبارات تذكر بالاستزادة من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغفار، للعابرين على الطريق الوطني رقم 45، وتحديدا في منطقة الشلال جنوبي عاصمة ولاية المسيلة، حالة من الاستهجان غير المسبوق وسط عشرات المواطنين الذين لم يهضموا الأسباب ولا الجهة التي قامت بإصدار قرار نزع هذه اللافتات. وذهب البعض إلى حد اعتبار ذلك "شكلا من أشكال محاربة كل ما هو ديني وأصيل ويدعو إلى ذكر الله"، والذين وجدوا في مواقع التواصل مجالا خصبا للرد على هذا التصرف "المشين"، حتى أن بعضهم ذهب إلى حد ربط نزع هذه اللافتات من على حواف الطريق المذكور بما يحدث من ردود أفعال حول التداعيات التي خلفها قانون الميراث الجديد بتونس، واعتبر أن الأمر مرتبط ببعضه البعض ويهدف في مجمله إلى ضرب المقوم الديني في مقتل، وأن هناك حربا على الإسلام وما إلى ذلك، فيما ذهب آخرون إلى "تكفير" بعض المسؤولين المحليين، ونحو ذلك من النعوت التي حمَّلت هؤلاء مسؤولية تجاهلها للعديد من الآفات المستشرية هنا وهناك، والتي ظلت تنغص الحياة اليومية للمواطنين وتؤرقهم، وتحركت لما تعلق الأمر بلافتات من هذا القبيل، يقول المتذمرون. وكانت "الخبر" حاولت التقرب من الجهات المعنية من أجل تحصيل موقف مما حدث ويحدث وأسباب زرع هذه اللافتات قبل التراجع عنها، وتسليط الضوء على هذه القضية، إلا أنها لم تتمكن من ذلك في ظل وجود مسؤول الهيئة التنفيذية الولائية لولاية المسيلة في عطلة، وتعذر الاتصال برئيس المجلس البلدي ووالي الولاية بالنيابة، إلا أن مصادر مطلعة كشفت ل "الخبر" أن الأمر لا يعدو أن يكون "زوبعة في فنجان" حركتها أطراف على مواقع التواصل الاجتماعي بخلفيات مبيتة دون التحميص والتدقيق لما حدث، وحوّلت الأمر من لا شيء إلى حرب على القيم الدينية، والأمر يتعلق بمبادرة من أحد المحسنين قام بصنع لافتات مكتوب عليها أذكار مختلفة، وطلب ترخيصا من مصالح البلدية لوضعها على حواف الطريق الوطني المذكور من باب إلهام مرتاديه بذكر الله ليس إلا، قبل أن تتدخل مصالح الأشغال العمومية لولاية المسيلة وقامت بنزع عدد قليل منها شكل عائقا في موقع أشغال، وتعهدت المديرية بإعادة تركيبها من جديد بعد انتهاء الأشغال، وهو ما فتح بابا للتأويل، ما بين رافض لوجودها ومستسيغ لها، وهناك من حاول التذكير بأننا في دولة تدين بالإسلام، وأن نزعها يعد خروجا عن الملة.