** أنا فتاة عمري ثلاثون سنة، يتقدم كثير من الرجال لخطبتي، ولكن في كل مرة بعد إكمال الخطبة يذهب الخاطب ولا يرجع، فهل العين والنفس لهما تأثير في ذلك؟ أم لم يأتِ النصيب إلى الآن؟ * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: يدور سؤالك حول أمر مهم يشغل بال كثير من الفتيات، ويرتكز حول نقطة رئيسة هي: هل (العين والنفس) لهما تأثير في تأخر الزواج؟ أم أن الموضوع قدر لم يأتِ بعد؟! ابنتي الكريمة: لا شك أن العين حق، وقد أمرنا الله تعالى بالاستعاذة من الحسد فقال جل وعلا (ومن شر حاسد إذا حسد) وذكر نبينا عليه الصلاة والسلام أن (العين حق)، ودلنا على كيفية العلاج منها بوسائل وطرائق وأذكار ليس هذا مجال ذكرها، ويمكنك الاطلاع عليها من كتب الأذكار وما ورد فيها من علاجات نبوية مفيدة· أما موضوع الزواج فتعلمين أنه متعلق بعدد من العوامل والأسباب، ومن أهمها أنه قدر الله تعالى وتقديره وحكمته البالغة، ورزق الله تعالى للبشر، ولا يمكننا الجزم بأن تأخر الزواج كان لسبب محدد أو لعلة بعينها، فذلك قدر الله تعالى وحكمته، وهناك أسباب وعوامل معينة وأخرى معطِّلة، وهذه الأسباب تتعلق بالجمال والحسب والنسب والمال والبيئة والظروف الاجتماعية مما لا دخل للإنسان _غالباً- فيه، وهي تخضع كذلك لتقدير الله وتيسيره لخلقه· وقد تكون الأسباب من المرء نفسه، وأعني تلك الأسباب التي تساهم في فتور الخطاب ونفورهم، ومنها السمعة غير الطيبة وسوء المعاملة وفظاظة القول وعدم الاحتشام وغيرها مما ينكرها الخطاب ولا يرضونها لزوجاتهم، وهنا يجب على الفتيات اللاتي يجدن في أنفسهن شيئاً من ذلك أن يسترجعن ويحسنّ من أحوالهن عسى الله تعالى أن يرزقهن خيراً· أما موافقتك على المتقدم لخطبتك وعدم عودته، أو من يوافق ولا يرجع، فعلينا أولاً أن نقول إن هذا نصيب وقدر، ثم نبحث في الأسباب المعلومة لدينا، فإن وجدنا شيئاً يحتاج إلى تعديل أو شيئاً يكرهه المتقدم ويمكننا إصلاحه فهذا خير والحمد لله، أما إذا لم يكن هناك سبب منا واضح، فهنا نترك الأمر كله لله، وعلينا بالصبر والدعاء ومن ذلك (رب لا تجعلني فرداً وأنت خير الوارثين) والإكثار من الذكر والاستغفار ففيهما خير كبير ورزق وفير· وفقك الله وسدد خطاك·