انتهت جولة الإعادة لانتخاب عضو مجلس الأمة بولاية تلمسان بفوز مرشح جبهة التحرير الوطني الذي تمكن من قلب نتيجة السبت الملغاة بقرار من المجلس الدستوري، وبلغت نسبة المشاركة عند غلق صناديق الاقتراع في الساعة الخامسة مساء 98.83% بحضور ومشاركة 856 منتخب وتغيب 9 منتخبين. أفرزت نتائج فرز الأصوات فوز مرشح جبهة التحرير الوطني الدكتور محمد بخشي الذي حاز على 522 صوت مقابل 257 لمرشح الأرندي عبدو بودلال. وعرفت عملية الفرز مراقبة أمنية مشددة داخل المكاتب وخارجها، في حين تجمهر أنصار المرشحين خارج مصلحة الأرشيف بمقر الولاية تحت أنظار ومراقبة عناصر مكافحة الشغب من جهاز الشرطة تفاديا لأي طارئ وعدم تكرار سيناريو 29 ديسمبر، وبهذه النتيجة ترتفع غلة الأفالان من المقاعد بمجلس الأمة إلى 32 مقعدا. للإشارة فقد بدت الأجواء غير طبيعية واستثنائية في كل مداخل مدينة تلمسان صبيحة اليوم، من خلال التعزيزات الأمنية الكبيرة ونقاط المراقبة في الشوارع المؤدية نحو مصلحة الأرشيف لولاية تلمسان بحي الكرز. وازداد تواجد عناصر الأمن بالزي المدني في مكان الاقتراع الذي بدا خاليا من المنتخبين باستثناء الملاحظين والمراقبين الممثلين للمترشحين المتنافسين: محمد بخشي مرشح جبهة التحرير الوطني وعبدو بودلال مرشح التجمع الوطني الديمقراطي، اللذان وُجدا بالمكان تحت أعين رجال الأمن ووسائل الإعلام، في حين كان المنتخَبون الناخِبون ينسحبون الواحد تلو الآخر دون التجمع بمكان الاقتراع، وفق تعليمة لوالي تلمسان صدرت ليلة الانتخابات تفاديا لأي احتكاك أو ملاسنات قد تؤدي إلى العنف مثلما حدث يوم 29 ديسمبر في الجولة الملغاة. للتذكير فقد تقدم إلى الانتخابات 4 مرشحين، واختُصر التنافس بين مرشح الأفالان، الحزب الذي يحوز 365 منتخَب محلي في الولاية وأبرم تحالفات محلية مع أحزاب من المعارضة والموالاة مثل حمس والمستقبل وتاج والكرامة و "أفنال"، في حين راهن مرشح الأرندي على انضباط كتلة من المنتخبين تعدادها 265 منتخَب وكذا على الشتات من الأحزاب الصغيرة ومن الغاضبين والمتمردين على أحزابهم، ما أدى بكل طرف للتفاؤل بالفوز وحسم الجولة لصالحه، بينما كان التخوف والترقب قائما من اللحظات التي تعقب فرز الأصوات في ظل توافد كبير لأنصار المرشحين ومناضِلي الأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات التي صنعت جدلا واحتقانا كبيرين في عاصمة الزيانيين.