وصل عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية في الجزائر، إلى 62 مرشحا، منهم 12 رئيس حزب و50 مرشحا حرا. وأوضحت وزارة الداخلية، في بيان أمس، أن من بين المترشحين أسماء رؤساء أحزاب شاركوا في استحقاقات رئاسية سابقة. اجتاح هوس الترشح لخلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المواطنين البسطاء، تجار وحرفيين وعاطلين عن العمل، فضلا عن رؤساء أحزاب صغيرة ينافسون الشخصيات السياسية المتمرّسة ورؤساء حكومات سابقين أعلنوا النية في الترشح، لدرجة وصل فيها عدد الذين سحبوا استمارة الترشح من وزارة الداخلية إلى غاية أمس 62 مترشحا مقابل 106 في انتخابات 2014. ويبدو أن المشهد السياسي والترشح للرئاسة قد تحول إلى "فولكلور" أو ما يشبه "كاستينغ" تشرف عليه وزارة الداخلية لاختيار الفرسان الذين قد ينافسون الرئيس بوتفليقة لو ترشّح، من خلال الوجوه التي عبّرت عن رغبتها في الترشح وما أثرته بعدها من مواقف طريفة. فالترشح لمنصب الرئيس حق دستوري لكل مواطن تتوفر فيه الشروط القانونية، ولهذا السبب اقتربت السيدة نصيرة عازيرة من بلدية الجباحية بولاية البويرة من وزارة الداخلية وسحبت استمارات التوقيعات قبل يومين، لتكون بذلك أول امرأة تصبو إلى نيل شرف التأهل في "الكاستينغ" الرئاسي، ولم لا مقارعة أشقائها الرجال من أجل الظفر بكرسي قصر المرادية المغري. وردا على سؤال للصحافيين، صرحت نصيرة عازيرة لأول مرة ربما في حياتها قائلة: "رانا متوكلين على ربي، أنا ما عنديش مستوى علمي، عملت في المجال السياسي بطريقة غير مباشرة وتوجد أمور يجب أن نواجه بها الشعب وقررت الترشح لهذا الغرض، برنامجي هو حماية الشعب والبلد ولا يهمني أي شيء آخر وأنا مع "الزوالي". وهذا البرلماني السابق طاهر ميسوم المشهور ب"سبيسيفيك"، ابن مدينة المدية، أيضا يريد منافسة بوتفليقة ووجوه سياسية معروفة بنضالها السياسي والحزبي، فضّل البقاء وفيا لقاموسه اللغوي البسيط، مفضلا التريث في تقديم الوعود للجزائريين بعد سحب استمارات التوقيعات، إذ صرح قائلا: "ليس لي لحد الآن برنامجا اقتصاديا، وسنعمل على إعداده في الأيام القادمة بعد استقبال المواطنين والاستماع لانشغالاتهم، لكن بصفتنا اقتصاديين بالدرجة الأولى، معربا عن أمله في أن يستفيق الشعب من غفلته، لأن الرئاسيات القادمة ستكون "سبيسيفيك". ويعود بنا "سبيسيفيك" ونصيرة عازيرة إلى مواعيد رئاسية سابقة، حيث طبعت وجوه مغمورة المشهد السياسي طيلة فترة الترشيحات قبل غربلة المجلس الدستوري للملفات وإسقاط من لم تتوفر فيهم الشروط القانونية الموضوعية والشكلية للحصول على شرف المنافسة. وهذا خليل حمانة، الذي يذكرنا اسمه بحمانة بوشرمة، جاء رفقة زوجته وابنتيه إلى وزارة الداخلية وسحب الاستمارات، مصرحا أنه "سيعمل كل ما بوسعه من أجل رفاه الشعب الجزائري". كما عاد عياش حفايفة الذي ترشح من قبل في 2009 و2014 للتنافس مجددا، متناسيا فشله في المرتين السابقتين، متعهدا باستقلالية الإعلام والجيش والعدالة، متحديا المتنافسين الآخرين الذين يصفهم ب"الأصغر منه". أما الصحفي عمار شكار، فيرفض وصفه بأرنب السباق الرئاسي، مؤكدا بأنه "أسد مغوار" وعلى الذين يحترمون قوة هذا الحيوان (الأسد) أن يتابعوا ماذا سيفعل في الرئاسيات! من جهته، سحب عمار مصطفى مولة استمارات التوقيعات، واعدا تحويل الجزائر إلى بلد أفضل من أمريكا، مؤكدا أن الجزائر في قلب العالم النابض، وأنه حضّر مفاجأة للجزائريين تتمثل في "طائرة طبيعية بأجنحة من طين!"