سيضطر مدرب المنتخب الجزائري، جمال بلماضي، إلى إخراج صخرة الدفاع الجزائري رفيق حليش من حساباته مستقبلا، بعد قرار اللاعب وضع حد لمشواره مع المنتخب الوطني، بعدما توج رفقته بكأس أمم إفريقيا التي جرت مؤخرا بمصر. واختار حليش وقتا مناسبا لمغادرة المنتخب الوطني، بما أن المدافع سيعتزل اللعب دوليا بعدما توج بكأس أمم إفريقيا، بعد أكثر من 10 سنوات خدم فيها "الخضر"، في وقت ما تزال الجماهير الجزائرية لم تنته من استيعاب مفاجأة "الخضر"، بانتزاعهم كأس أمم إفريقيا بأرض "الفراعنة". واختار لاعب نادي موريرانسي البرتغالي، الاعتزال بمناسبة المقابلة الودية التي سيجريها "الخضر" أمام الضيف منتخب البينين، اليوم بملعب 5 جويلية، وأراد المدرب بلماضي توجيه الدعوة له في هذه المقابلة لمكافأته على خدماته للفريق الوطني. وخاض صخرة دفاع "الخضر" مقابلات حاسمة في مشواره الدولي، حيث شارك مرتين في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا و2014 بالبرازيل، والعديد من المقابلات في إطار تصفيات ونهائيات كأس إفريقيا للأمم. وستكون المباراة أمام منتخب البينين فرصة ل "المحارب" لتوديع جماهيره وعشاقه، في ظرف خاص.
40 مقابلة دولية في رصيده
وكان حليش البالغ من العمر 33 عاماً قد بدأ مشواره الدولي في عام 2006 مع الفئات الشبانية للمنتخب، قبل أن يقوم المدرب الأسبق رابح سعدان بدعوته للمنتخب الأول في عام 2008. وخاض حليش مع المنتخب الجزائري 40 مباراة، سجل فيها 3 أهداف، وخاض أيضاً 5 كؤوس أمم إفريقيا من عام 2010، وآخرها دورة 2019 في مصر، وشارك في دورتين لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا عام 2010 والبرازيل 2014. وأما على مستوى مشواره الاحترافي، فقد خاض حليش عدة تجارب في الكثير من الأندية، حيث بدأ مشواره من نادي نصر حسين داي، قبل أن يحترف في نادي بنفيكا البرتغالي بداية من عام 2008، لكنه قام بإعارته موسمين متتاليين لنادي ناسيونال ماديرا البرتغالي، وانتقل حليش بعدها إلى نادي فولهام الإنجليزي الذي خاض معه موسمين فقط وشارك خلالهما في مباراتين فقط، وعاد بعدها في عام 2012 إلى بطولة البرتغال من بوابة نادي أكاديميكا الذي لعب له موسمين أيضا، قبل أن يخوض تجربة في بطولة نجوم قطر، مع نادي قطر ما بين 2014 و2017، وعاد بعدها حليش إلى بطولة البرتغال مجدداً ولعب موسماً في نادي إشتوريل، قبل أن يغادر العام الماضي إلى نادي موريرانسي البرتغالي. وسجل حليش طيلة مشواره الاحترافي ثمانية أهداف مع الأندية التي لعب لها خلال أكثر من 220 مباراة. ولعب حليش ل "الخضر" 40 لقاء بين الودي والرسمي، من بينها 7 مباريات في المونديال، و9 في “الكان”، والبقية في تصفيات البطولتين والودية. وسجل خريج النصرية مع "الخضر" 3 أهداف، هدف في كأس العالم والثاني في كأس إفريقيا للأمم. أما الثالث، فقد كان في تصفيات كأس القارة السمراء. وشارك مدافع موريننسي البرتغالي، في بطولتين لكأس العالم و4 مرات في كأس إفريقيا، آخرها بمصر جويلية 2019 أين كان بطلها المنتخب الوطني. ويعتبر حليش من بين أكثر لاعبي “محاربي الصحراء” لعبا في كأس العالم بواقع 7 مباريات، كان آخرها أمام ألمانيا بالبرازيل 2014.
لعب حليش مع المنتخب الجزائري منذ بداية التصفيات النهائية لكأس العالم وإفريقيا 2010، حيث أظهر مستوى متميزا جعله أحد أهم ركائز المنتخب الجزائري وأحد أفضل المدافعين في الفريق. ويعتبر رفيق حليش رجل المباراة التي جرت بين مصر والجزائر في الجولة 6 من تصفيات كأس العالم 2010، وانتهت بفوز الفريق المصري بنتيجة 2/0 بالقاهرة. ورغم الإصابة التي تعرض لها على مستوى اليد والجبهة، إلا أنه أظهر روحاً قتالية عالية، جعلت الجميع يعجب به، وقد شارك في كسب المنتخب ورقة التأهل إلى مونديال 2010. وخلال كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2010 في أنغولا، سجل رفيق برأسه الهدف الوحيد للجزائر في مرمى مالي في مباراة الفريقين، وانتهت بفوز الجزائر. وتلقى اللاعب البطاقة الحمراء في البطولة نفسها في مباراة مصر والجزائر في نصف النهائي، التي انتهت بفوز المنتخب المصري 4/0. رفيق من عائلة رياضية عريقة، والده مولود حليش كان بطل إفريقيا في رياضة الجيدو، ينحدر رفيق من عائلة من منطقة إيغيل إيمولا التي يفتخر بها دائما، ويبلغ رفيق 1 مترا و87 سنتيمترا. وترعرع حليش في حي باش جراح بالعاصمة، وهو حي شعبي وكان يمارس رياضة الجيدو مع والده، قبل أن ينتقل إلى رياضته المفضلة كرة القدم التي كان يعشقها ويحبها كثيرا، وبدأ حليش مسيرته الكروية في فريق القلب نصر حسين داي، هذا الفريق الذي أنجب لاعبين كبارا مثل رابح ماجر وشعبان مرزقان... ولعب حليش مع فريق النصرية في كامل الأصناف، ليصبح في موسم 2006-2007 أحد لاعبيه الأساسيين في الفريق، حيث أصبح قائدا للفريق في موسمه الأول بعد أن تألق وأصبح محبوب الجماهير. وكان لحليش أول استدعاء له للمنتخب في 31 ماي 2008 في المباراة ضد منتخب السنغال في تصفيات كأس إفريقيا والعالم 2010، وبفضل عمله الجاد والعزيمة أصبح حليش من ركائز الفريق الوطني في الدفاع. وكانت أول مباراة له أساسيا في 23 مارس 2009 ضد المنتخب الرواندي في رواندا، أين عاد بتعادل ثمين آنذاك. وبفضل أناقته في اللعب، أصبح الشيخ رابح سعدان يضع فيه ثقة كبيرة في الدفاع وأصبح يلعب في مركز مدافع حر، خاصة في مباراته ضد المنتخب المصري في 7 جوان 2009 بالبليدة أين أدى مباراة قوية.