في بعض الأحيان أحسد رجال السلطة ورجال السياسة السائرين في ركابها على الصفات النادرة التي يتمتعون بها...! المرشح الرئاسي بلعيد قال: ”إنه متيقن من أن الشعب سينتخبه رئيسا للجزائر... لأنه نظيف ولم يتلطخ بالتسيير!”، ومعنى هذا الكلام أن كل من يتنافس معه على الرئاسيات ليس نظيفا، وملطخ بفساد التسيير؟! ولم يسأل سي عبد العزيز نفسه: ما قيمة رئيس (نظيف) ينتصر على مرشحين فاسدين؟! ثم ما قيمة رئيس كل برنامجه السياسي والاقتصادي هو أنه نظيف؟ هكذا إذن وصلت البلاد إلى حالة أصبح فيها من يترشح للرئاسة لا يشترط فيه أن يكون له برنامج وكفاءة بل يتمتع فقط بالنظافة! أي أصبحت الرئاسيات عندنا تسير بمنطق الكيّاسين في الحمّام؟! وفي المقابل أعلنت السلطة الوطنية للانتخابات مزهوة بأن الناخبين سيساهمون في عملية فرز الأصوات وهذا تفاديا للتزوير؟! فالسلطة الوطنية للانتخابات ما تزال تحلب خلف الطاس! فأزمة الانتخابات الحالية لا تكمن في تزوير أصوات المواطنين، بل تكمن في تزوير تزوير المصوتين هذه المرة.. فالمشكلة المطروحة الآن هي من يصوّت وكيف يصوّت وليس لمن يصوّت؟! تماما مثلما كانت العملية بالنسبة للترشح هي من يترشح وكيف يترشح ومن يرشحه.. وفيها تمت عمليات تزوير الترشيحات التي أفرزت لنا 5 أرانب صالحة لطبخة ملوخية بالأرانب وليس رئاسيات! والدليل أن بلعيد قال إنه هو وحده النظيف بين المترشحين الخمسة؟! فكيف ترشح المتسخون الأربعة (وفق منطق بلعيد) لمنافسة بلعيد يا سلطة الانتخابات؟! وإذا كان بلعيد يقول كلاما غير أخلاقي في حق منافسيه، فأين أخلاق ميثاق الأخلاق الذي وقعه المترشحون؟! أصدقكم القول أنني أتوقع مناظرة بين المترشحين الخمسة ترفع منسوب السكر لدى الشعب الجزائري وتدفعه إلى رفع منسوب رفض الانتخابات وليس مقاطعتها فحسب! أحد المواطنين لامني على وصف هؤلاء بالأرانب.. لأن الأرنب حيوان أليف ووديع ونظيف، وهذه الصفات لا توجد في المترشحين، خاصة النظافة، وقد شهد بذلك المرشح بلعيد! حيث زورت السلطة المترشحين، وستزور لاحقا الشعب المصوّت.. لهذه الأسباب فإنني أتوقع من المناظرة المنتظرة بين المرشحين أن ترفع من منسوب رفض الانتخابات. [email protected]