ظل التفاؤل سمة تطبع المناضلين بمداومة أصغر مترشح للرئاسيات، عبد العزيز بلعيد، طيلة نهار أمس، بينما كان ”السوسبانس” مرافقا لهم طيلة يوم الاقتراع، برز من خلال تلقي خلايا الإعلام وخلايا للتقارير الآنية حول أي خروقات وتجاوزات عبر ولايات الوطن خلال عملية التصويت. شهدت المداومة الكائن مقرها بشوفاليي، بأعالي العاصمة، حركية غير عادية سبقت توجه مترشح جبهة المستقبل للانتخابات الرئاسية عبد العزيز بلعيد، لأداء واجبه الانتخابي، حيث كان يوما لقطف ثمار ثلاث أسابيع من عمر حملة انتخابية جاب خلالها بلعيد، 24 ولاية، للترويج لبرنامجه الذي يقدم جرعة مركزة للشباب، وكله أمل ”أن تجرى العملية الانتخابية في كنف الشفافية لضمان نجاح الديمقراطية بالجزائر”، وهو التصريح الذي أدلى به المترشح عقب أداء واجبه الانتخابي بمدرسة محمد بلعرج، بالقبة، وقال أنه أدى واجبه الانتخابي كسائر المواطنين الجزائريين، وبعدما وصف الانتخابات الرئاسية ”بالمنعرج الهام” بالنسبة للجزائر، دعا المواطنين والمواطنات لا سيما الشباب منهم على المستوى الوطني، لتأدية واجبهم والتصويت بقوة لكون جيل الاستقلال كما قال، ”حاضر في هذا السباق”، مؤكدا أن حزبه خصص مراقبين للسهر على نجاح العملية الانتخابية في كافة مراكز التصويت عبر كامل التراب الوطني. الفيسبوك رهان على الدعاية المضادة للرد على المستخفين وسايرت عملية متابعة سير العملية الانتخابية بمداومة المترشح بلعيد، لتلقي الإخطارات والطعون الخاصة بالمراقبين عبر ولايات الوطن التي كانت خلية خاصة تتابع أطوارها كل لحظة، في حين الكادر المؤطر بالمداومة يتلقى نسب المشاركة بمراكز الاقتراع ابتداء من العاشرة صباحا عبر شاشات تلفزيونية منصبة بعدة قاعات واحدة منها كان بها تقني في المواقع الكترونية يعمل لصالح الطبيب المترشح، نورالدين.ت، أكد ل”الفجر” أن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والموقع الالكتروني حلّت في المرتبة الأولى من حيث عدد الزوار والحركية مقارنة مع المترشحين الخمسة حسب العربية نت بعد أن حاولت أطراف النيل من مرشحنا بالاستهزاء به مباشرة عقب انطلاق الحملة. وما يلفت الانتباه الطاقم الشباني الذي كانت المداومة تعج به خصوصا وأن أصغر مترشح لرئاسيات أمس يراهن على التغيير من أجل بناء جزائر حرة وديمقراطية تكمن قوتها في عنصر الشباب الذي يمثل أعلى نسبة لفئات المجتمع الجزائري مستلهما نضاله من أسلافه الثوار. الشباب الورقة الرابحة ويعول بلعيد، في هذه الاستحقاقات على عامل السن إذ يعد أصغر المترشحين للرئاسيات واستغل ذلك خلال تنشيطه للحملة الانتخابية بتنقله إلى ولايات الوطن وسعيه إلى كسب تعاطف الشباب الذين اختارهم ورقته الرابحة في حملته. ويرى المترشح أنه قادر على كسب ثقة الشباب من خلال الوعود التي قدمها لصالحهم خاصة ما تعلق بخلق مناصب شغل دائمة وتمكينهم من إنشاء مؤسساتهم الخاصة من خلال التسهيلات البنكية وقروض الاستثمار. وقد وعد أصغر مترشح لرئاسيات 2014، البالغ من العمر 51 سنة، بجعل الجزائر بمثابة ”يابان إفريقيا” ملّحا خلال حملته الانتخابية على ضرورة ”تصور جديد” سيسمح بتكفل ”حقيقي وجدي” بمشاكل الجزائريين على أساس ”برنامج واضح وبدون ديماغوجيا”. كما يرى بلعيد، أن الشغل والسكن حق من حقوق الإنسان وعلى الشباب أن يتطلع للإبداع والبحث العلمي لاثباث الذات وتكوين أسرة متوازنة دون أن ينسى عنصر الترفيه وذلك من خلال إنشاء تعاونيات للعائلات والشباب لقضاء عطلة الصيف وبأسعار منخفضة، ولم يتوانى في العديد من المحطات في التأكيد على أنه حان الوقت ليحمل جيل الاستقلال مشعل بناء الجزائر وذلك بالاعتماد على حنكة الشيوخ من جيل الثورة الذين قاواموا المستعمر الفرنسي وأخرجوه من الديار بعدما عمّر في الجزائر 132 سنة. المترشح الذي أبكته صورة وحلم ينحدر الدكتور بلعيد المولود سنة 1963 من عائلة ثورية عريقة جده عبد الله بن شريف مؤسس زاوية ”أولموثن” بقرية حيدوسة دائرة مروانة (باتنة) التابعة للطريقة الرحمانية، كما أنه حفيد ادريس بن عبد الله شيخ قبيلة حيدوسة المعروف بنضاله ضد المستعمر الفرنسي. استلهم الدكتور والمحامي بلعيد أبجديات السياسة في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية وهو لم يتجاوز سن الثامنة ثم ناضل في صفوف الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، حيث انتخب رئيسا لهذا التنظيم الطلابي في سنة 1990 ثم أمينا عاما للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية سنة 1999 إلى أن صار إطارا دوليا في الاتحاد العالمي للشبيبة. ومثل أصغر المترشحين لرئاسيات 2014، الجزائر، في المحافل الدولية إذ ترأس سنة 2001 المهرجان العالمي ال15 للشباب والطلبة وهو المهرجان الذي عرف نجاحا كبيرا حيث شهد حضورا مكثفا للوفود الشبانية من مختلف دول العالم، ثم انخرط في صفوف جبهة التحرير الوطني إذ كان أصغر عضو في اللجنة المركزية وعمره 23 سنة استطاع افتكاك مقعد في البرلمان لمرتين حيث انتخب نائبا لعهدتين متتاليتين من سنة 1997-2007. وبعد ذلك، أعلن بلعيد، الطلاق من الحزب العتيد وأسس حزب جبهة المستقبل في 2012، مع عدد من إطارات الشبيبة، وذلك بموجب التعديل الذي مس قانون الأحزاب. حاولت جبهة المستقبل بقيادته إثباث وجودها في الانتخابات التشريعية بالحصول على مقعدين بالمجلس الشعبي الوطني و890 مقعدا في المجالس المحلية وقد منحه هؤلاء توقيعاتهم ليكون أحد الفرسان الستة للانتخابات الرئاسية. وقد برزت شخصية بلعيد، في هذه الحملة، حيث اكتشف مناصروه وكذا كل من حضر تجمعاته أنه عاطفي لدرجة كبيرة إذ أبكته صورة أمه وهي تحمل صورة ترشحه وأبكاه حلمه في أن يكون رئيسا للجزائر كما أبكاه الجمع الغفير الذي حضر من كل حدب وصوب لمناصرته. أمين لونيسي أحمد بن صبان، مدير الاتصال بمداومة المترشح بلعيد ل”الفجر”: ”مرشحنا ليس أرنبا.. وإذا ثبت التزوير بالصورة والصوت لن نسكت” كيف ستواجهون تزوير نتائج الاقتراع إن امتلكتم أدلة؟ نحن لسنا استباقيين والموقف سيكون بعد الانتخابات أي اليوم بعد ظهور النتائج وأي مصادرة لحق الشعب خط أحمر ونحترم الإدارة الشعبية ونحترم الصندوق وإذا ثبتت بالصورة والصوت بالأدلة فاعتقد أنه سيكون خطر ومن واجبنا إعلام المواطنين بما يحدث في الجزائر. وفي حال عدم إخراج الصندوق بلعيد رئيسا أي شكل سيأخذه نضالكم في المعارضة؟ سنبقى مناضلين من أجل الجزائر ونعتقد أن خير الجزائر سيكون بانتخاب بلعيد رئيسا اليوم أو غدا وموقفنا الرسمي في حال حدوث العكس سيتم مباشرة بعد إعلان النتائج إذ سيلتقي أعضاء المجلس الوطني للرد على أي نتيجة والتعليق على النتائج ومسألة المشاركة أو عدم تكبير والمعلومة. وكيف تردون على من يلقبون مترشحكم ب”الأرنب”؟ الأرانب مصطلح إعلامي أطلقه إعلاميون وأنا أصر أننا مواطنون صادقين ونعتقد أننا كأي حزب سياسي نسعى للوصول إلى السلطة والأستاذ بلعيد يكون رئيسا أو لن ينخرط في الجهاز الرسمي.