قال مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 20 سنة، صابر بن سماعين، إن تأهل أشباله إلى الدور ربع النهائي من كأس العرب، بعد الإطاحة بمنظم الدورة والمرشح الأول، المنتخب السعودي، "هو أفضل رد للمشككين والمنتقدين الذين "ذبحوا" هذا المنتخب بمجرد خسارته في المباراة الأولى أمام منتخب مصر". وعبر بن سماعين في حديث مع "الخبر"، أمس، عن رفضه كمال قال بصريح العبارة "تصفية الحسابات عبر المنتخب"، موضحا: "هناك من استغل هزيمتنا أمام مصر في المباراة الأول ليصفي حساباته وخلافاته مع الاتحادية، أقول لهؤلاء انتقدوا من شئتم، انتقدوا الطاقم الفني أولا، لكن اتركوا هؤلاء الشبان ولا تجعلوهم وسيلة لتحقيق أغراضكم". وفي تقييمه لمستوى العناصر الوطنية خلال مباريات الدور الأول، أكد المدرب السابق لمولودية سعيدة أن نتيجة المباراة الأولى التي شهدت الخسارة برباعية لهدف أمام منتخب مصر لم تكن تعكس تماما مجريات المباراة، قائلا: "المنتخب المصري لم يكن أفضل منا، نحن من أهدينا له الفوز بتلك النتيجة بعد ارتكابنا أخطاء فردية فادحة، في وقت لم نجسد سيطرتنا في بعض فترات اللقاء عبر الوصول إلى مرماهم، هذا ما دفعنا لإجراء بعض التعديلات في المباراة الثانية أمام منتخب فلسطين، سبقها عمل بسيكولوجي كبير لرفع معنويات الشباب، خاصة بعد الأصداء السلبية التي وصلتهم من الجزائر".
"نخشى الإرهاق والغيابات أمام تونس" وعن المباراة الأخيرة الحاسمة أمام "الأخضر" السعودي، أوضح بن سماعين أن المعاينة الجيدة للمنافس في مباراتيه أمام فلسطين ومصر منحته فرصة لدراسة طريقة لعب المنتخب المنظم للدورة وتحضير الخطة المناسبة للإطاحة به، وهو ما تحقق بعد أن بذل اللاعبون مجهودات كبيرة قد يكون لها تأثيرها في الموعد المقبل برسم الدور ربع النهائي أمام منتخب تونس والتي قال بشأنها بن سماعين: "سبق لنا الفوز على منتخب تونس في دورة شمال إفريقيا، لكن المنافس عزز صفوفه ببعض اللاعبين المحترفين.. تونس منتخب منظم ولديه قاعدة دفاعية قوية.. من جهتنا نخشى التعب الذي نال من اللاعبين الذين لم يتعودوا على لعب المباريات بهذه الوتيرة وفي هذه الفترة القصيرة وأيضا في درجة الحرارة المرتفعة التي تناهز 30 درجة، سنعاني أيضا من غياب المدافع الأيمن حميدي المعاقب بالإيقاف ولاعب الوسط تتراي المصاب، لكن حظوظنا تبقى قائمة للفوز والتأهل".
"بعض اللاعبين اكتشفوا السفر بالطائرة لأول مرة والملاعب العشبية" وأشاد بن سماعين، في معرض حديثه مع "الخبر"، بمستوى كأس العرب تحت 20 سنة حتى وإن كان يرى أن توزيع المنتخبات في دور المجموعات لم يكن متوازنا، قائلا: "مستوى المنافسة جيد، لكن المجموعات لم تكن متوازنة. مجموعتنا كانت نارية بوجود منتخب البلد المنظم السعودية ومنتخب مصر الذي أعتبره الأفضل في الدورة، بالمقابل شاهدنا مجموعات سهلة بالنسبة للمغرب مثلا الذي واجه منتخبات متواضعة مثل جيبوتي ومدغشقر". ويتطلع المساعد السابق للمدرب بادو الزاكي في شباب بلوزداد للوصول إلى المحطة الأخيرة من هذه البطولة، رغم أن تنشيط النهائي لم يكن أبدا هدفه عند الوصول إلى السعودية وتابع بالقول: "هي بطولة مفيدة جدا بالنسبة للمنتخبات المشاركة وبالنسبة لنا هي فرصة للاعبين لاكتشاف هذا النوع من المنافسات الدولية. لا أخفي عنكم أن بعض اللاعبين يسافرون بالطائرة لأول مرة، وهي أول مرة يلعبون فيها في ملاعب مماثلة وأرضيات من العشب الطبيعي، ظروف شباننا ليست ممتازة خاصة في الأندية التي تعاني مشاكل مادية ونقص الإمكانات، لكننا سنرفع التحدي ونعمل للذهاب إلى أبعد حد حتى نستفيد من هذه التجربة تحسبا للاستحقاقات الأهم وهي دخول تصفيات كأس أمم إفريقيا 2021 والتي تنطلق شهر نوفمبر المقبل".
"المنتخب وطني وليس عاصميا" وأكد بن سماعين في ختام حديثه مع "الخبر" أن المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة ليس حكرا كما يتوهم البعض على لاعبي الأندية العاصمية وأنه سيعمل لاحقا على أن يشمل جميع الأندية بالمعاينة، قائلا: "هناك من أعاب علينا التركيز على لاعبي الأندية العاصمية وبالخصوص نادي بارادو وشباب بلوزداد ومولودية الجزائر وبأننا أقصينا البقية، هذا محض افتراء لسبب بسيط أن لاعبي هذه الأندية ينحدرون من بلعباس ووهران وسطيف وغيرها وليس ذنبي أن الأندية العاصمية اعتمدت سياسة انتداب هذه المواهب، أقول هذا ولا أجزم بأنني قد اخترت الأفضل ربما هناك عناصر جيدة أخرى في أندية من داخل الوطن. نطمئن الجميع بأن الأبواب مفتوحة للأفضل دون النظر في هوية النادي أو الجهة التي ينتمون إليها".