أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفسور عبد الرحمان بن بوزيد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة عن إنشاء مرصد وطني على مستوى المديرية العامة للصيدلة بالوزارة ينشط بالتعاون مع شبكات المراقبة في مجال المضادات الميكروبية. ودعا الوزير خلال لقاء إعلامي نظمته الوزارة بمناسبة إحياء اليوم الوطني لمكافحة مضادات الميكروبات الذي يصادف 13 نوفمبر من كل سنة حضره الوزير المكلف بإصلاح المستشفيات البروفسور إسماعيل مصباح وخبراء في الميدان إلى "النظر في إقامة مرجعيات المضادات الحيوية على مستوى المؤسسات الاستشفائية" وإنشاء "لجنة وطنية متعددة التخصصات تكلف بوضع دليل حول الاستخدام العقلاني للمضادات الحيوية وصياغة توجيهات للتكفل بالحالات ". وأشار بن بوزيد بالمناسبة إلى أن "مقاومة المضادات الحيوية أصبح اليوم من بين أخطر التهديدات للصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية"، الأمر الذي "دفع بالمؤسسات الأممية إلى إدراجها سنة 2019 ضمن المضادات الميكروبية كمؤشر جديد في إطار متابعة أهداف التنمية المستدامة". وذكر في هذا المجال بأن الجزائر وعلى غرار دول العالم "لم تسلم من هذه المشكلة الصحية العمومية الكبرى، حيث يمثل الاحتفاء بهذا اليوم فرصة لتثمين المجهودات المبذولة والتقدم المحرز في الميدان وتكريم وتقدير المساهمين في هذه الجهود". ولمواجهة هذا التهديد جدد الوزير "التزام الجزائر بتنفيذ خطة العمل الوطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات من خلال مواصلة الاحتفاء بهذا اليوم الوطني لمقاومة المضادات الحيوية للميكروبات والذي تم إضفاء الطابع المؤسساتي عليه منذ سنة 2017 "إلى جانب "الاحتفاء بالأسبوع العالمي للاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات". من جهة أخرى دعا بن بوزيد إلى "ضرورة تقييم مضادات الميكروبات والتحسيس حول استعمالاتها الجيدة لاسيما المضادات الحيوية مع تعزيز المكاسب فيما يخص الوقاية والمراقبة مع توعية المواطنين ومهني الصحة البشرية والحيوانية بمسألة المضادات الميكروبات والعواقب الناجمة عنها". وذكر وزير الصحة بأن الجزائر "تشارك في النظام العالمي لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات عبر الشبكة الوطنية لمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية بمعية معهد باستور كمخبر مرجعي ينبغي تدعيمه بالإضافة إلى تعزيز المراقبة ومتابعة مقاومة مضادات الميكروبات لدى الحيوانات من خلال النظام الذي وضعته وزارة الفلاحة". وأشار بالمناسبة إلى "توفير دليل بجانب الإرشادات الوطنية للتكفل الصحي على غرار مرض السل والأيدز والتهابات الكبد والملاريا التي تستعمل فيها هذه المضادات". من جهة أخرى، حذر ذات المسؤول من "الاستهلاك المفرط" لهذه المضادات في ظل جائحة كورونا مما قد يؤدي - مثلما قال- إلى "ظهور مقاومة لمضادات الميكروبات وتسريع انتشار الفيروس"، علما أن مقاومة هذه الميكروبات "تستدعي اللجوء إلى أدوية مكلفة وتتسبب في إطالة مدة فترة المرض والعلاج والاستشفاء".