Getty Images لقاء بين الملك سلمان والشيخ تميم في الدوحة عام 2016 قبل الأزمة ناقشت صحف ومواقع عربية فرص تحقيق مصالحة خليجية بعد إعلان وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر الصباح، عن قرب التوصل لحل للأزمة في الخليج. وكان ناصر الصباح قد أعلن في بيان في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري أنه "جرت مباحثات مثمرة خلال الفترة الماضية أكدت فيها كافة الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم". وعكست صحف حالة من التفاؤل تجاه إنهاء الخلاف الخليجي-الخليجي فيما عبرت أخرى عن ترقب حذر ومشروط. تفاؤل وأمل تحت عنوان "كلنا رابحون خليجيا"، يقول خالد الطراح في صحيفة "القبس" الكويتية: "تحول الأمل بعودة وحدة دول مجلس التعاون الخليجي إلى حقيقة وواقع يوم الجمعة 4 ديسمبر/كانون الأول" بعد إعلان وزير الخارجية الكويتي عن التوصل لنتائج مثمرة في المصالحة. ويضيف: "حمل البيان الكويتي بشرى اتفاق وتوافق خليجي لطيّ صفحة الخلاف، الذي دام لأكثر من ثلاث سنوات تقريبا، حيث تناغمت وتلاقت مضمونا بيانات وتغريدات رسمية لكل من وزيري خارجية السعودية وقطر، وتبع ذلك ترحيب عربي وإسلامي ودولي على مختلف الأصعدة". ويبدي الكاتب تفاؤلا تجاه المبادرة الكويتيىة، قائلا: "إننا اليوم أمام إنجاز تاريخي نحو مستقبل واعد في إعادة اللُّحمة والوحدة الخليجية أكثر صلابة وقوة من الأمس البعيد"، مؤكدا أن "تجار الفوضى هم الخاسرون الوحيدون من الانفراج الخليجي". * الأزمة الخليجية: ما الذي يطمح إليه جاريد كوشنر من زيارته إلى السعودية وقطر؟ * المصالحة الخليجية: ليس حباً في قطر إنما كرهاً في إيران Getty Images دول مجلس التعاون الخليجي وأشاد ربيعة بن صباح الكواري في "الشرق" القطرية بالدور الكويتي لرأب الصدع الخليجي، مشيرا إلى أن "الجهود الجبارة والمبادرات التي قادها أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد ويواصلها اليوم من بعده الشيخ نواف الأحمد الصباح جعلت من الكويت دولة ترعى السلام وتهدف لنشر الاستقرار داخل ربوع الخليج". ويقول: "خلال الأيام القليلة الماضية تحدثت المصادر الدبلوماسية في الكويت عن مبادرة كويتية لحل الأزمة الخليجية التي طال مداها بلا أي مبررات ... وهو ما أدخل السرور في نفوس أهل الخليج الواحد ... الأمر الذي يدعونا إلى العمل من جديد على تكريس دور الوحدة التي أسس مبادئها قادة دول مجلس التعاون مع قيام منظومة مجلس التعاون قبل أربعة عقود". ويضيف: "يأتي اليوم دور وسائل الإعلام الخليجية في العمل على تنقية الأجواء ونشر ثقافة التسامح والوحدة من أجل خليج جديد يخلو من الأزمات والخلافات التي لم تعد تنفعنا في مثل هذه الظروف الحساسة من تاريخنا المعاصر". ضرورة "الالتزام بالأدبيات" ويقول خالد العويجان في "الوطن" السعودية : "التفاؤل والآمال التي سرت منذ أيام في أجواء الخليج أمور محمودة، وصور بعثت الفرح بلا أدنى شك في نفوس الجميع". ويضيف: "التفاؤل دون تردد شعور جميل، لكن الالتزام بالأدبيات، وعدم الخروج عن نص الأخلاقيات التي تفترضها الشخصية الخليجية ومراعاة الحقوق الموضوعة على الطاولة أجمل بكثير". ويتساءل رامي الخليفة العلي في "عكاظ" السعودية: "كمراقبين ومحللين وحتى كمواطنين خليجيين، يُطرح السؤال ما الذي حدث حتى تغير المشهد بشكل كبير، بحيث بدا حل الأزمة الخليجية في متناول اليد؟" وبعد العودة إلى الأسباب التي نتجت عنها الأزمة، يقول الكاتب إن"التطورات التي عصفت بالمنطقة والديناميكية التي حكمت القضايا مثار الخلاف مهدت الأرضية من أجل الوصول إلى حل ينتظره الجميع، ولكن يبقى التباحث حول كيفية انعكاس هذه الديناميكية في اتفاق ورؤى مشتركة بين الأطراف المعنية. وهذا بالفعل ما يحدث الآن ونأمل أن يصل إلى النهاية المطلوبة". * الأزمة الخليجية: هل ينهي ترامب الخلاف بين الرياضوالدوحة قبل رحيله عن البيت الأبيض؟ * هل أصبحت المصالحة الخليجية على الأعتاب؟ Reuters الكويت سعت إلى حل الخلافات بين قطر والدول الخليجية المقاطعة لها "هل هي مصالحة صادقة؟" يقول موقع "إرم نيوز" الإماراتي: "آمال المصالحة الخليجية تفقد بريقها مع تزايد المؤشرات". ويضيف: "منذ الإعلان الكويتي عن الوصول لاتفاق مصالحة، يغيب الحماس الرسمي في دول المقاطعة وقطر لتلك المصالحة، وبدت البيانات الرسمية الصادرة من الرياض التي تمثل باقي دول المقاطعة في مفاوضات المصالحة، من جهة، والدوحة، من جهة ثانية، متحفظة جدا وبعيدة عن التفاؤل الكويتي، ولم تجزم بالوصول لاتفاق مصالحة شامل ونهائي". ويضيف الموقع: "وبالتزامن مع ذلك التحفظ والغموض، لا تلوح في المشهد الخليجي العام أي تغييرات تتعلق بالأزمة الخليجية، فالخطاب الإعلامي لقناة "الجزيرة" وباقي الأذرع الإعلامية القطرية، لايزال معاديا لدول المقاطعة، لا سيما الإمارات". ويتساءل عبد الرحمن الراشد في "الشرق الأوسط" اللندنية: "هل هي مصالحة صادقة؟" ويقول: "في ثلاث سنوات جرت محاولات عديدة فاشلة، ونجحت وساطتان لكن لم يدم الصلح إلا 24 ساعة فقط، ثم عاد الخلاف والقطيعة. هذا الأسبوع فاجأت تسريبات المسؤولين الأميركيين الجميع: هناك مصالحة، قاب قوسين ... ثم أكدها الوسيط المعتمد، الكويت، معلنا: لقد تمَّ حل الخلاف، تقريباً". ويتابع: "لا ندري بعد كيف ستسير المصالحة، لأنه لا يوجد خلاف على أراضٍ أو مصالح يمكن حسمها بشكل ما، التهمة في النيات، وتحديداً تهمة واحدة خطيرة: التآمر بدعم المعارضة لزعزعة أمن الدول. وأثبتت المقاطعة أن الحياة مريحة بلا علاقات مشوهة. ولهذا، فإنَّ أصعب شرط في المصالحة مطلب إثبات حسن النيات. على قطر أن تبرهن أنها تغيّرت في وجه التشكيك الواسع حيالها". &