توقف قلب الشاب فادي مدروني 28 سنة عن الخفقان فور وصوله مصلحة الاستعجالات الطبية للمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بوهران ليلة الخميس 18 مارس، بعد نقله من طرف الحماية المدنية من سكناه بدوار فلاليس بحي سيدي البشير بلدية بئر الجير شرق مدينة وهران، بعد إنقاذه لطفل صغير من الموت بعد انفجار قارورة غاز في منزل مجاور. أشارت مراسلة الحماية المدنية إلى أنها "عثرت على شخص مجهول الهوية في غرفته الصغيرة فاقدا للوعي، بعد استنشاقه للغاز، وتم نقله نحو المستشفى وهو حي "دون تقديم تفاصيل حول نشوب حريق وانفجار قارورة غاز، حسب ما أكده المكلف بالاتصال على مستوى الحماية المدنية. روى عمه حسين مدرومي، المقيم بحي الحاسي بوهران، في تصريح ل"الخبر"، تفاصيل وفاة ابن أخيه فادي أثناء عملية إنقاذه للطفل "تحدثت مع قائد فرقة الدرك وقال بأنه كان حي قبل نقله، لكن عندما تحدثت مع الطبيب قال بأنه وصل ميتا إلى المستشفى، ودخلنا إلى غرفته للوقوف على ظروف وفاته وزرنا الغرفة المجاورة التي أنقذ فيها طفل جارته بعد انبعاث لغاز البوتان وسمعنا شهادات الجيران حول الحادثة". توقف عن الكلام لاسترجاع أنفاسه "توفى وهو ينقذ طفل من موت مؤكد وهو فعل بطولي سيجازى عليه إن شاء الله، وبسبب استنشاقه للدخان والتعب في الورشة في نهاية اليوم لم يستطع قلبه الصمود. وقمنا بإخراج جثته ودفنه". وكشف المتحدث بخصوص مسار الفقيد "دخل إلى الجزائر في 2012 ومكث عندي في شقتي المستأجرة بعين الترك وهران منذ 2010، تاريخ دخولي الجزائر قادما من ليبيا، وبعد ثلاث أو أربع سنوات استقر لوحده وتزوّج وانتهت العلاقة بالطلاق، وقام بعدها بكراء الغرفة الصغيرة ببناية فردية بدوار فلاليس بسيدي البشير وذهب في 2018 إلى سوريا لزيارة عائلته قبل أن يعود". وأكد بالمناسبة "أنا وكل عائلتي نحمل الجنسية الجزائرية فقط وكل وثائقنا جزائرية من بطاقة التعريف وجوازات السفر والوالد كان موظف بقنصلية الجزائر في دمشق لسنوات وأحد أجدادي استقر بالشام منذ مقاومة الأمير عبد القادر ضد المحتل الفرنسي". أكد المتحدث أن أصول العائلة من مدينة ندرومة بولاية تلمسان غرب الجزائر، موضحا "الوالد دخل الجزائر في 1985 وكان على اتصال مع أحد أبناء عمومته، والوالدة سورية وكلنا مولودين في سوريا". وأضاف متحسرا حول بعض التعليقات السلبية على شبكات التواصل الاجتماعي حول جنسية فادي "لا يهم من أي جنسية كان سوري أو جزائري، المهم هو الفعل الذي قام به كإنسان لإنقاذ روح إنسان آخر".