مدرب نيس يلمع صورة بطولة فرنسية هي الوحيدة في أوروبا التي منعت الأفارقة من الالتحاق بمنتخباتهم لم يجد مدرب نادي نيس الفرنسي كريستوف غالتيي سوى "خطة الهجوم" للدفاع عن نفسه وعن ناديه، عقب فضيحة اللاعب الجزائري أندي دولور الذي اختار فريقه على المنتخب، رضوخا إلى "مساومة" إدارة نادي نيس ومدربه غالتيي له الذين اشترطوا عليه "الدوس" على الجزائر مقابل الإمضاء. وراح غالتيي يجتهد في تسويق "صورة قاتمة" عن المدرّب الوطني الجزائري جمال بلماضي، بغرض تضليل الرأي العام وتحييده عن الموضوع الحقيقي الذي صنع فضيحة مدوية، وهو إقدام غالتيي ونيس على "مساومة" لاعب إفريقي، في سابقة خطيرة، حيث راح مدرب نيس يصف بلماضي بالمندفع للتغطية على الحقائق التي كشف عنها المدرب الجزائري بقوله "أعرف بلماضي منذ أن كان شابا، كان لاعبا جيدا ومندفعا كثيرا"، مضيفا "بلماضي كان مندفعا في تصريحاته ضد دولور ونادي نيس". واجتهد غالتيي في جعل الرأي العام يتوقف عند "طبيعة" المدرب الوطني وليس عند "حقيقة" ما قاله، بشكل قطع فيه الشك باليقين، من حيث لا يدري، بأنه (غالتيي) ونادي نيس يتخبطون من أجل التخلص من هول الفضيحة التي تشبه كثيرا فضيحة "الكوطات" في المنتخب الفرنسي، ليضيف غالتيي وهو فاقد للحجة "بلماضي أراد زرع أجواء متعكرة وخطيرة في نادي نيس، وليس عدلا أن نحمّل عدم ذهاب اللاعبين إلى المنتخب للمدربين والفرق". ومن أجل تمييع القضية، راح غالتيي يجعل منها "قضية قارة" بهدف جعل الاعتقاد يسود بأن فرنسا ليست عنصرية، وخرج مدرب نيس عن الموضوع باستدلاله بلاعبي المنتخبات الإفريقية حين قال "إذا كانت هناك بطولة أوروبية تحترم الأفارقة فهي الليغ 1 الفرنسية"، مضيفا "إذا أراد اللاعب عدم الالتحاق بالمنتخب فعليه التعامل مع ناخبه". وبدا غالتيي، في طريقة كلامه، بعيدا عن الواقع، لأن "الليغ 1" التي تحدث عنها هي البطولة الأوروبية الوحيدة التي منعت، في البداية، اللاعبين الأفارقة من الالتحاق بمنتخباتهم خلال تواريخ "الفيفا"، بحجة "الخوف من وباء كورونا"، بدليل قرار الرابطة الفرنسية الذي أحدث في وقت سابق ضجة كبيرة، قبل أن تتراجع عنه تحت الضغط، غير أن دولور وقتها رفض أيضا الالتحاق بالمنتخب الجزائري، ليأتي غالتيي، في تصريحات "تمييع الحدث والفضيحة"، ليقول وكأنه اكتشف البارود "إذا تم استدعاء اللاعب في تاريخ الفيفا فنحن نسرحه"، مضيفا بكلمات فاقدة للحجة والإقناع "خطير جدا أن يتم اتهام نادي نيس بعدم تسريح اللاعبين للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا". وأمام "صفعة" المدرب الجزائري، بصراحته، لنادي نيس ومدربه كريستوف غالتيي، فإن الأخير، ومن شدة "ألم الصفعة"، فقد على ما يبدو "البوصلة" ودخل في مرحلة "هذيان"، فما أطلقه من تصريحات، وهو تقني يدرك جيدا عمل المدربين، يقدّم دليلا قاطعا على أن "الرجل" غارق في الفضيحة حتى النخاع، حيث قال متسائلا "بوداوي يُستدعى دوريا إلى المنتخب، يسافر كثيرا ويلعب قليلا جدا"، ليواصل طرحه الغريب: "يجب طرح السؤال.. لماذا اللاعب لا يريد الذهاب إلى المنتخب؟". وطالما أن غالتيي عجز عن التفرقة بين النادي والمنتخب، والخصوصيات التي تجعل مجال المقارنة بينهما مستبعدا، فإن مجرّد تبنّي هذا الطرح يُفقد غالتيي وإدارة فريقه نيس أية مصداقية، بل إن في الطرح دليلا قاطعا على أن الفضيحة قائمة وثابتة عليهم، بدليل أن المدرب غالتيي وقع في "شعبوية" الكلام ودخل نادي "فاقدي الحجة"، حين اكتفى بكلام عام عند مخاطبته المدرب الجزائري بقوله "على بلماضي أن يهتم بعمله ويتركنا نعمل في هدوء"، ليضيف في محاولة لتلميع صورته على لونها القاتم، بالزج باسم هشام بوداوي في معادلة خاطئة: "بوداوي يكتشف دوره ومنهجية لعبنا، وتعدد مناصبه في مصلحته ومصلحة الجزائر"، بما يثبت أيضا بأن "الذاكرة" خانت غالتيي على جميع الأصعدة، كون الموهبة بوداوي هي اكتشاف بلماضي الذي منحه فرصة البروز مع "الخضر" وجعله واحدا من "أبطال القارة" في منصبه الحقيقي، بما سمح لنادي نيس ومدربه غالتيي بالاستفادة من خدماته، بما يجعل مدرب نيس آخر مَن يقف في طابور مَن يعرفون مصلحة المنتخب الجزائري ومدربه.