في مقابلة خاصة مع "الخبر"، تحدث الأمين العام المساعد حسام زكي عن تميز قمة الجزائر وضرورات انعقادها، بعد 3 سنوات من التأجيل، في ظرف تعقد فيه عدة تكتلات سياسية واقتصادية لقاءات واجتماعات بشكل حضوري وعن طريق تقنيات التحاضر عن بعد أيضا. تنعقد القمة العربية في الجزائر تحت عنوان "لم الشمل العربي"، ما رأيك في هذا الشعار؟ وما مدى قابلية إسقاطه على الواقع؟ أعتقد أن عنوان القمة عنوان ممتاز، والجزائر موفقة في اختياره، ونأمل ونتوقع أيضا، وأعيد نأمل ونتوقع، أن تكون قمة للم الشمل بالفعل.
هذه القمة تأخرت 3 سنوات لدواعٍ صحية، في حين نلاحظ أن تكتلات سياسية واقتصادية دولية تجتمع بصفة أسبوعية ودورية وسنوية، بالرغم من ظروف الجائحة. لم هذا الاختلاف؟ هل هو راجع لأسباب سياسية أو تنظيمية أو له تفسير آخر؟ يعود الاختلاف بين وتيرة اجتماعات القمم العربية وهذه القمة بالضبط إلى أن القادة العرب لا يفضلون الاجتماع عبر تقنية التحاضر عن بعد، واللقاء والتفاعل بشكل مباشر، والجزائر التى كان عليها الدور في استضافة القمة العربية العادية 31 أعلنت أنها تريد استضافة قمة بحضور شخصي للقادة العرب أو للوفود الممثلة. هذه هي الظروف التي عادة ما أدت إلى تأخير الموعد، إلى جانب الرغبة الجزائرية أيضا في أن تتزامن القمة مع عيد اندلاع الثورة التحريرية.
تقصد أن التكتلات الأخرى تجتمع بطريقة حضورية في أوج الأزمة الصحية؟ هذا النوع من القرارات يخص أعضاء الدول وتوافقهم، والجزائر أبدت رغبتها في احتضان القمة، وكل الدول احترمت رغبتها، وأشير إلى أن هذه القمة هي دورة عادية وليس طارئة أو استثنائية، علما أن الميثاق ينص على أن تعقد القمم بشكل دوري سنوي، وهي مدة معقولة وتسمح بمناقشة القضايا التي تخص العالم العربي.
بخصوص التوافق العربي على مخرجات القمة العربية الرئيسية، هل ستبلغ على الأقل الحد الأدنى من التوافق؟ ليس هناك حد أدنى وحد أقصى.. كل مشاريع القرارات، وكل القرارات في جدول الأعمال التي ستصدر عن مجلس القمة، ستكون بتوافق القادة العربي، لذا لا يوجد مفاهيم الحد الأدنى أو الحد الأقصى. الأمور بالنسبة لنا واضحة جدا، وكل شيء تم بحثه على مستوى المندوبين والوزراء، والقادة سوف يقرّون ما ذهب إليه وزراؤهم.. فمجريات الحدث توافقية ومحسومة.
موضوع إصلاح جامعة الدول العربية يطرح نفسه ويتجدد في كل مناسبة. كيف تتعاطى الأمانة العامة مع هذا المطلب أو الانشغال العربي؟ أخي الكريم، الإصلاح بمفهومه الواسع يحتاج إلى تشخيص للمشكلات حتى يتسنى إصلاحها، وإذا استطعنا الوصول إلى توافق حول المشكلات، هنا تبدأ عملية التفكير في طرح هذه المسألة ومناقشتها وتنفيذها. ربما أنت ترى هناك مشكلة، أنا لا أراها مشكلة، والعكس صحيح. السؤال الجوهري هو: كيف نصل إلى رؤية مشتركة؟ يجب أن نتفق ونحدد ما هي المشكلات التي نريد أن نصلحها كخطوة أولى؟ ثم في المرحلة الثانية يتعين علينا التساؤل كيف يتم الإصلاح؟ وتحديد المنهج والطريقة الملائمة لمسار الإصلاح.. هذه المسألة تحتاج إلى وقت وحسم. يتعين على الجميع أن يجلس سويا، لأن بعض الأمور المتعلقة بالإصلاح تخص نصوصا موجودة في ميثاق القائمة، وقائمة عمليا، فكيف لنا أن نعدل هذه النصوص بأغلبية الدول؟ وبقية الدول غير الموافقة على النصوص الجديدة أو التعديلات كيف نتعامل معها؟