اختتمت القمّة العربية كما ابتدأت على خلافات مستمرة بلا نهاية، وكمثيلاتها من القمم السابقة وربما حتى اللاحقة بكثير من الكلام والتنديد والشجب. ورغم أنه اجتماع أي دولة يكون دوما فيه الجديد، إلا أن الدول العربية دوما تخالف المنطق والطبيعة فهي تجتمع وتعقد قمة من أجل أن تتحدث عن مواضيع قديمة، ففلسطين والعراق والصومال والتعاون العربي، كلها مواضيع قديمة تتكرر مع كل عام ومع كل قمة، ولم تحل القمم العربية السابقة وربما حتى اللاحقة ولا واحدة من هذه المشاكل، مع العلم أن من أهداف القمة البحث عن حلول لقضايا العرب، والمصيبة أن القضايا المطروحة يوجد ما يفوق عمرها عمر استقلال بعض الدول العربية كالقضية الفلسطينية مثلا، وكعادتها القمة خرجت ببيان ختامي بشأن إنقاذ القدس، ولاحظوا كيف سيتم إنقاذ القدس "التحرك على أكثر من محور سياسي وقانوني ومالي لإنقاذ مدينة القدس"، وكأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل سيذعنان للعرب سياسيا، وكأن محكمة العدل الدولية ستنصف العرب في قدسهم، وكأن النصف مليار دولار المخصصة للقدس ستجنبها الكارثة، والبيان الختامي مريح جدا بالنسبة لإسرائيل، فهو لا يشير ولو على سبيل التهديد باستعمال القوة إن فشلت المخارج القانونية والسياسية والمالية، والغريب أن القمة الأخيرة تمخضت عن قمة استثنائية تعقد في سبتمبر القادم، وإن كانت القمة الرئيسية لم تفعل شيئا، فماذا يمكن فعله في القمة الإستثنائية..؟ وفعلا تمخض الجبل فولد فأرا.