بعد نهاية الندوة الوطنية لوزير التربية عبد الحكيم بلعابد مع مديري التربية والتي خصص يومها الأول لتقييم امتحان "بديل السانكيام"، تتجه الأنظار إلى الدخول المدرسي المقبل الذي ستكشف من خلاله الوزارة عن الصيغة الجديدة للامتحان بعد تمسك النقابات بضرورة رفع الضغط الرهيب على الأساتذة الذين تكبدوا صعوبات خلال الطبعة الأولى للامتحان؛ بتقليص الأيام والمواد التي يمتحن فيها تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي. حسب تصريحات ممثلي نقابات التربية ل "الخبر"؛ فإنهم خلال مشاركتهم في الندوة الأخيرة للتربية قدموا اقتراحاتهم بعد تمسك الوزارة بالإبقاء على هذا الامتحان، وتلقوا وعودا من الوصاية بالأخذ بمقترحاتهم والإفراج عن النسخة الجديدة للامتحان مع مطلع السنة الدراسية الجديدة. فحسب الناطق الرسمي للمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية "كناباست" مسعود بوديبة؛ فإن الامتحان خلال سنته الأولى سجل الكثير من الاختلالات والمطلوب إعادة النظر في النقاط التي خلفت تنديدا واسعا من قبل الأساتذة، والكناباست خلال تدخلها طالبت بضرورة تقييم التلميذ خلال الطور الابتدائي في كل مرحلة كونه ينقسم إلى ثلاث مراحل؛ السنة الأولى والثانية قسم الثالثة والرابعة، وثالث للسنة الخامسة، والتقييم الدوري لكل مرحلة من شأنه تقويم كل الاختلالات حتى لا نصدر حسبه الصعوبات للمتوسط، فالعملية عبارة عن حلقات الواحدة تكمل الأخرى ولا يمكن أن نحصره في امتحان في نهاية المرحلة الابتدائية فحسب، ويجب التعامل مع المكتسبات كمنظومة وطنية للتقييم والتقويم لا يقتصر على نهاية مرحلة، يضيف بوديبة. الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "أنباف"، وعلى لسان رئيسه الصادق دزيري، شدد على الضغط الرهيب الذي تسبب فيه هذا الامتحان وأكد أنه خلال الندوة تحدثوا بإسهاب عن هذا الضرر، ومادام أن الوزارة تمسكت بالإبقاء عليه فيجب أن ترافقه في السنة المقبلة بإجراءات تخفف من ثقله، وهي أن يكون ل10 أيام فقط عوض شهر، وتخفيف المواد من 12 مادة يمتحن فيها التلاميذ إلى 6 مواد أساسية، وهي اللغة العربية والرياضيات والفرنسية ومواد الهوية الوطنية وهي التربية الإسلامية والأمازيغية والتاريخ، وتوفير الإمكانيات المادية من أدوات الطباعة وسرعة تدفق الانترنت، تزامنا مع تعزيز الرقمنة واستحداث تحفيزات للقائمين على العملية كالعلاوات، وإعفاء الأساتذة المعنيين بهذا الامتحان من الحراسة في امتحانات نهاية السنة. وكان الوزير بلعابد قد أكد لدى إشرافه على انطلاق الندوة الوطنية مع مديري التربية التي خصص يومها الأول لامتحان تقييم المكتسبات، أن هذا الأخير وجد ترحيبا من قبل مكونات الأسرة التربوية، خاصة وأن الأولياء استلموا في نهاية الامتحان دفاتر عن مستوى أبنائهم، مضيفا أن الامتحان سجل في سنته الأولى بعض الهفوات والثغرات التي يعملون على تحسينها وتقويمها، وأنه أخذ حقه في التقييم انطلاقا من تنظيم ندوات ولائية وجهوية، وصولا إلى الندوة الوطنية التي ستخرج لا محال بخارطة طريق تضع هذا الامتحان في وضعية أحسن وأشمل، كونه تم تقييمه انطلاقا من المقاطعات التفتيشية، ثم الولائية، ثم الجهوية، وصولا إلى عقد ملتقى وطني وإعداد برنامج للمعالجة إن على مستوى التعليم المتوسط أو على مستوى التعليم الابتدائي، بالتنسيق الدقيق بين المفتشية العامة، المجلس الوطني للبرامج، والمديرية العامة للتعليم. وأكد أنه لا تراجع عن "بديل السانكيام"، مثلما يطالب به البعض، باعتبار أن الهدف من تقييم هذا الامتحان، حسبه، هو الإصغاء والأخذ باقتراحات كل المتدخلين، خلال الندوات المنظمة، حيث ذكر أنهم يتقبلون كل الانتقادات والآراء والاقتراحات الهادفة والبناءة، للوصول إلى كلمة واحدة في الندوة الوطنية للخروج بتوصيات ستعمل الوزارة على هيكلتها وتنظيمها وتطبيقها خلال الدخول المدرسي المقبل، والعمل لا يقتصر على إعادة هيكلة هذا الامتحان فقط؛ بل على تقييمه واستغلال نتائجه، وتدارك كل الاختلالات التي مر بها التلاميذ في السنوات الماضية.