في خطوة حظيت بتقدير من رئاسة الجمهورية أدى السفير السعودي بالجزائر، عبد الله بن ناصر البصيري، أول أمس، زيارة إلى وزير الدفاع سابقا، اللواء المتقاعد خالد نزار، في بيته للاطمئنان على صحته، وذلك في سياق الأبعاد غير المقبولة، حسب وصف الخارجية الجزائرية، التي أخذتها قضية نزار مع القضاء السويسري. أبرزت زيارة السفير السعودي للواء المتقاعد خالد نزار الحرص الكبير الذي توليه المملكة السعودية للحفاظ على متانة علاقاتها مع الجزائر والدفع بها إلى مزيد من الارتقاء في كافة المستويات، ذلك أن التضامن بين الدول بالأفعال والمواقف الحقيقية يعتبر بارومترا لقياس حسن العلاقات وصدقيتها بعيدا عن الشعارات والتعليقات السياسية. وفي ظل التجاذب بين الجزائروسويسرا في قضية اللواء المتقاعد خالد نزار لم تخف الرياض موقفها تجاهها، فأدى ممثلها السفير عبد الله بن ناصر البصيري، حسب مصدر عليم، أول أمس، زيارة إلى بيت نزار بعد أقل من أسبوع عن بيان وزارة الخارجية الجزائرية، الذي شددت فيه اللهجة من التعامل غير المقبول للقضاء السويسري مع القضية والتنكر الذي يبديه للجهود الجبارة التي بذلتها الجزائر لوحدها في مكافحة الإرهاب باعتراف العالم بأسره. وأكد المصدر أن زيارة البصيري لخالد نزار لقيت تقديرا بالغا من رئاسة الجمهورية وتثمينا عاليا يعكس الاحترام الذي تكنه المملكة السعودية وحكامها للجزائر التي بقيت لعقود طويلة متمسكة ووفية لعلاقات الأخوة والشراكة الحقيقية بين الأشقاء العرب، بالاعتماد على إمكانيات بلدانهم ومقدراتها الطبيعية والبشرية والمالية الهائلة، لتكون المنطقة العربية فاعلة في العالم كقوة اقتصادية، وهو ما تسعى الجزائروالرياض دائما لتحقيقه. ونظرا للعلاقات المتجذرة بين الجزائر والسعودية حاولت أطراف عديدة، عبر حسابات مجهولة، أن تزرع الفتنة بين الجزائريين والسعوديين لضرب العلاقات المتميزة والراسخة بين البلدين الشقيقين، لكنها محاولات تفطن لها حكام الدولتين ولم تؤثر في استمرارهم نحو مزيد من تعميق الشراكة والتفاهم. تفاعل الرياض مع رد الجزائر على سويسرا في قضية خالد نزار يعتبر تأكيدا منها على الكفاح الذي خاضته الجزائر ضد الإرهاب الأعمى واعترافا ببطولات الأشخاص الذين قدموا صحتهم وحياتهم للحفاظ على البلاد، فرأت أنه من غير المعقول وغير المقبول أن تتنكر أي دولة لهذه التضحيات، فما كان منها سوى التعبير عن موقفها بزيارة سفيرها بالجزائر للواء المتقاعد خالد نزار في بيته، وهي الخطوة التي ستبقى خالدة في الذاكرة السياسية للجزائر. للتذكير، كانت الجزائر، عبر وزارة الخارجية، قد أعربت عن أسفها إزاء القراءة الرجعية من قبل العدالة السويسرية فيما يخص بطولة الكفاح الذي خاضته الجزائر بمفردها ضد الإرهاب، وأشارت إلى الطابع الفريد للوضعية الحالية التي سمحت لمنظمة من الإرهابيين السابقين وحلفائهم باستخدام العدالة السويسرية لمحاكمة الدولة الجزائرية، مؤكدة أن الجزائر ترى أنه من غير المقبول أن تعطي العدالة السويسرية لنفسها الحق في إصدار الأحكام حول الخيارات السياسية لدولة مستقلة وذات سيادة في مسائل الأمن الوطني.