لم تحمل قائمة ال26 لاعبا، التي اختارها الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش تحسبا لمواجهتي بوتسواناوموزمبيق في تصفيات مونديال 2026، مفاجآت، إذ فضل الحفاظ على استقرار التعداد الذي عمل معه منذ إشرافه على المنتخب في شهر مارس من العام الفارط. ورفض بيتكوفيتش "المغامرة" في جلب لاعبين جدد، معتمدا على التركيبة البشرية التي يعرف إمكانياتها ومستواها، لكون مواجهتي بوتسواناوموزمبيق حاسمتين وتشكلان منعرجا حاسما في رحلة البحث عن تأشيرة التأهل للمونديال القادم. وفي انتظار دفاع الناخب الوطني عن خياراته الفنية، خلال الندوة الصحفية التي ينشطها غدا الإثنين، لقيت عودة نجم الترجي الرياضي التونسي يوسف بلايلي "الإجماع" وصنع الحدث بتواجده لأول مرة مع المنتخب في نسخة بيتكوفيتش، وهي عودة توقعها كل المتتبعين، لما يصنعه ابن مدينة وهران مع فريقه التونسي الترجي الذي حقق معه أرقاما مميزة بتوقيعه 15 هدفا في جميع المسابقات و27 مساهمة في 26 مباراة مع تقديم 12 تمريرة حاسمة لحد الآن. عودة بلايلي إلى المنتخب، بعد 14 شهرا من الغياب، جاءت لتبطل الإشاعات التي راجت حول تواجد بعض اللاعبين في "القائمة السوداء" لبيتكوفيتش، بل سيكون لبلايلي من دون شك دور هام في المنتخب وبإمكانه إعطاء الحلول، بالنظر إلى خبرته ومهاراته، لاسيما أن كتيبة بيتكوفيتش مقبلة على اختبارين حاسمين في شهر مارس بالتنقل إلى بوتسوانا في رحلة شاقة وفي ظروف مناخية صعبة، ناهيك عن توقيت غير مناسب يوم 21 مارس الجاري على الساعة الثانية زوالا بمدينة فرانسيس تاون، قبل استقبال منتخب موزمبيق في الجولة السادسة على ملعب المجاهد الراحل حسين أيت احمد في تيزي وزو يوم 25 من نفس الشهر. وإلى جانب عودة يوسف بلايلي، سجل متوسط ميدان أولمبيك مرسيليا، إسماعيل بن ناصر، عودته إلى المنتخب الوطني بعد غياب بداعي الإصابة، لكن رغم مشاركته بانتظام مع فريق الجنوب الفرنسي، إلا أن اللاعب السابق لميلان لم يسترجع كامل مستواه في الوقت الذي سجل زميله رامز زروقي غيابه عن القائمة بسبب الإصابة مثلما هو الحال بالنسبة لهداف اتحاد جدة السعودي حسام عوار وكذا بغداد بونجاح الذي تلقى مؤخرا إصابة مع فريقه الشمال القطري. وخلت قائمة بيتكوفيتش من قائد الترجي التونسي أمين توغاي الذي يعاني هو الآخر من الإصابة، كما جدد بيتكوفيتش ثقته في المدافع عيسى ماندي، رغم أن مشاركات هذا الأخير مع فريقه ليل صارت متذبذبة، بعدما فقد مكانته الأساسية. وحتى على مستوى الحراس، حافظ الناخب الوطني على الاستقرار مرة أخرى، مجددا ثقته في الحارس ألكسيس ڤندوز وماندريا وأوكيدجا، علما أن هذا الأخير ينشط في الدرجة الثانية الفرنسية ولا يلعب بانتظام في الوقت الذي شهد حراس محليون تألقهم، على غرار حارس اتحاد الجزائر أسامة بن بوط الذي يقدم مستويات كبيرة مع فريقه محليا وقاريا. وإذا كانت عودة يوسف بلايلي إلى المنتخب الوطني كانت متوقعة من طرف الشارع الرياضي الجزائري، فإن تجديد الثقة في المهاجم سعيد بن رحمة، الذي ينشط في نادي نيوم بالدرجة الثانية السعودية، طرح العديد من التساؤلات وأثار الجدل، مثلما هو الحال بالنسبة لمهاجم اينتراخت فراكفورت الألماني فارس شعيبي الذي يتواجد بعيدا كل البعد عن مستواه الحقيقي، ناهيك عن مشاركاته المتذبذبة مع ناديه الألماني. وضمت قائمة "الخضر" عودة مهاجم نادي هيرتا برلين الألماني الشاب إبراهيم مازا وكذا مهاجم كوبنهاغن الدنماركي أمين شياخة. ويشكل مدافع شبيبة القبائل محمد مداني الاستثناء، كونه اللاعب الوحيد الذي ينشط في البطولة المحلية، تلقى الدعوة من الناخب الوطني بيتكوفيتش تحسبا لمواجهتي بوتسواناوموزمبيق. للإشارة، يتصدر المنتخب الوطني المجموعة السابعة بمجموع 9 نقاط، متقدما بفارق الأهداف عن موزمبيق الذي يملك بدوره 9 نقاط ومنتخب بوتسوانا ثالث الترتيب ب6 نقاط.