كان الثنائي الجديد في التشكيلة الوطنية ونعني به مهدي مصطفى وإسماعيل بوزيد اكتشاف مباراة أول أمس، حيث أدى كل من لاعب نيم الفرنسي وكذا مدافع نادي هارتس الإسكتلندي مباراة في القمة بدليل التدخلات الموفقة التي كانت لهما طيلة مجريات اللقاء، ليبرهنا للناخب الوطني وملايين الجزائريين الذين تابعوا اللقاء أنهما جديران بحمل القميص الوطني وأن الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة لم يخطئ عندما جدد الثقة في مدافع نيم الذي سبق أن لعب أول مواجهة ودية له مع الخضر في شهر نوفمبر الفارط أمام لكسمبورغ و استدعائه لبوزيد مجددا بعد غياب طويل عن المنتخب الجزائري. اللاعبان كانا عند حسن ثقة المدرب كان اللاعبان اللذين شاركا كأساسيين في مواجهة الداربي المغاربي عند حسن ظن المدرب الوطني بن شيخة الذي وضع فيهما كامل ثقته ليردا له بذلك الجميل، خاصة أن اللاعبين كانا بمثابة اكتشاف اللقاء بدليل المستوى الرفيع الذي ظهرا به أمام أرمادة من اللاعبين المغربيين الذين ينشطون في أقوى وأعرق الفرق الأوروبية. لعبا بحرارة كبيرة ومنعا مهاجمي المغرب من الوصول للمرمى ظهر جليا أن الطابع الخاص لمباراة الداربي واتجاه الأنظار إلى هذين اللاعبين المجهولين لدى الجمهور الجزائري، جعل المدافعين يلعبان بحرارة زائدة عن اللزوم للدفاع عن سمعتهما والعمل على ضمان مكانة أساسية في تشكيلة الخضر في المواعيد القادمة وقد كلفت هذه الحرارة اللاعب مهدي مصطفى إنذارا في الشوط الثاني بعد تدخله الخشن على أحد لاعبي منتخب أسود الأطلس. بوزيد كان ظلا ثقيلا للشماخ وأحسن استخلاف بوقرة كان المدافع إسماعيل بوزيد في يومه، حيث فرض مراقبة لصيقة على النجم المغربي ومهاجم أرسنال الإنجليزي مروان الشماخ وكان بمثابة ظلا ثقيلا له بما أن اللاعب السابق لنادي بوردو الفرنسي لم يتمكن من التحرر من هذه المراقبة إلا في لقطة واحدة، في حين نجح بوزيد في إيقاف جميع الكرات الأخرى والفوز بالصراعات الثنائية ليؤكد بذلك أنه قادر على خلافة زميله بوقرة الغائب الأكبر عن المواجهة بداعي الإصابة في ظل امتلاكه لإمكانيات فنية وبدنية كبيرة تؤهله لضمان منصب أساسي في تشكيل المنتخب الجزائري، بما أنه لاعب متعدد المناصب ويمكن لبن شيخة استخدامه في جميع الحالات. بن شيخة أشاد به في الندوة الصحفية إن الوجه الرائع الذي ظهر به اللاعب الجزائري إسماعيل بوزيد في لقاء أول أمس جعلت الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة يشيد به في الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء، حيث أكد أن مدافع هارتس كان في المستوى وحرم المنتخب المغربي من الكرة والوصول إلى مرمى مبولحي الذي قضى أمسية هادئة بدليل أن جميع كرات الخصم كانت تتوقف في منطقة العمليات من عناصر الدفاع بقيادة بوزيد. بن شيخة وجد حلا لمشكلة الظهير الأيمن من خلال الوجه الرائع الذي ظهر به مهدي مصطفى في مواجهة المغرب ونجاحه في صد جميع الهجمات التي قادها أشبال غيرتس على الجهة اليمنى لمرمى الحارس مبولحي، يكون المسؤول الأول عن العارضة الفنية للخضر قد وجد حلا لمشكلة الظهير الأيمن في المنتخب بعد أن كان يعاني في هذا المنصب ويضطر المدربون إلى إقحام عنتر يحي قبل أن يجد بن شيخة الدواء الشافي عند مدافع أولمبيك نيم الذي سيشعل المنافسة على المناصب الأساسية هو وبوزيد بعد تألقهما نهار أول أمس. مدافع نيم وفق في أول ظهور في انتظار التأكيد وأجمع المتتبعون للمستوى المقدم من لاعب نيم الفرنسي والذي شغل منصب مدافع أيمن في أول لقاء رسمي له مع المنتخب الجزائري أنه كان مقبولا من الناحية الدفاعية، خاصة في الشوط الأول الذي ارتكز فيه لعب المغاربة على جهة مصباح، أما الشوط الثاني فقد تعب مهدي مصطفى كثيرا، غير أن النقطة السلبية هو غياب النزعة الهجومية وعدم المشاركة في هجمات الخضر والتي تعود إلى طبيعة اللقاء وكذلك اكتشاف اللاعب لأول مرة أجواء الداربي. الجزائر ربحت نقاط المغرب ومقعد احتياط من ذهب عادت الآراء لتختلف في أوساط محبي الساحرة المستديرة بالشارع الجزائري، بعد لقاء المنتخب الوطني بنظيره المغربي، وهذا من حيث أداء أشبال بن شيخة وانقسام الآراء بين متفائل وغير راض عن الأداء العام، إلا أن الإجماع كان بخصوص البدلاء الذين أقحموا في اللحظات الأخيرة قبل اللقاء وأثنائه، خصوصا الوجهين القديمين الجديدين غزال وبوزيد. الجميع تخوف من خيارات اللحظة الأخيرة ولكن... وأبدى عشاق الخضر تخوفا من الخيارات التي سينتهجها الجنرال بعد إصابة بوقرة الطارئة وضرورة تعويضه بلاعب من على دكة البدلاء، فيما نزل خبر آخر كالصاعقة على مسامع الأنصار بعد معاودة زياني الآلام وقرار انسحابه اضطراريا في اللحظة الأخيرة، وبقي الكل يتساءل عمن سيعوض عمودين فقريين بتشكيلة الخضر.. بوزيد يؤكد أن روحه مازالت عالقة بالمنتخب وخطف الأضواء غير أن لاعب هارتس الإسكتلندي إسماعيل بوزيد كان له رأي آخر بعد قرار إقحامه مكان صخرة الدفاع "الماجيك" وأبى إلا أن يكون المدافع الصلب ضد هجمات الشماخ، بلهندة وبوصوفة، وتمكن من الإفلاح في كبح جماح مرتداتهم، وحتى في تغطية عنتر يحيى الذي عانى بسبب الإصابة أيضا، وكأن بوزيد لم يغادر تشكيلة الأفناك إلا منذ وقت قصير. ...غزال أثار تخوف الجزائريين بعد تعويضه لزياني هذا وأخلطت الإصابة التي عاودت آلامها محرك الخضر كريم زياني أثناء التسخينات على أرضية ملعب ال19 ماي قبيل المواجهة المصيرية بدقائق حسابات الطاقم الفني، ما جعل الخيار يقع على لاعب باري عبد القادر غزال، من ناحية معرفته ببيت المنتخب ومشاركاته المعتبرة معه، إضافة إلى الفورمة البدنية والبسيكولوجية التي يتواجد عليها بعد إحرازه لهدفين مع نادي الجنوب الإيطالي. دكة البدلاء تنتفض، لموشية كان حاضرا وبوزيد وغزال دون خطأ أكد جل لاعبي المنتخب الوطني من على مقعد الاحتياط أن الخيار بشأنهم لم يكن خاطئا أبدا، وأزالوا بذلك فكرة أن المنتخب الوطني لا يمتلك البدلاء القادرين على تعويض الركائز، بعد أن كان بوزيد أحسن خلف لبوقرة المصاب وكذا غزال الذي عاد مؤخرا إلى المنتخب الوطني بعد إبعاد قصير، كما لا ننسى رجوع عبدون إلى مستواه وتصنيفه أحسن ممرر بالبطولة اليونانية لمرات، دون الحديث عن اللاعبين المحليين وعلى رأسهم لموشية وشاوشي. الجنرال اطمأن على خياراته البديلة والجزائر تربح لاعبين إضافيين ولم يربح المنتخب الجزائري ثلاث نقاط ثمينة جعلته يتساوى مع بقية منتخبات المجموعة الرابعة بعد ثالث جولات التصفيات المؤهلة لتصفيات كان 2012 فقط، بل عزز خيارات طاقم بن شيخة ومساعديه من على مقعد الاحتياط، وهو حال الخضر الذي بات العام والخاص يعلم أنها تملك احتياطيين من ذهب.