الخسارة بثلاثية كادت أن تكون نظيفة أمام ريال مدريد أمر لا يرضي عشاق برشلونة، بل هو أمر يستفز ويحبط الكثيرين، الكل يدور في رأسه الانتقام، ورد الاعتبار من الفريق الملكي وفي سانتياغو بيرنابيو في لقاء الكلاسيكو بإياب الدوري الإسباني لكرة القدم والمرحلة السادسة والعشرين.. والحقيقة أنه ليس فقط عشاق برشلونة ومشجعيه هم وحدهم الساعون للانتقام ورد الاعتبار، ولكن هناك العديد من اللاعبين في الفريق الكتالوني، قد ينزلون الملعب وفي رؤوسهم رد اعتبارهم المفقود في لقاء إياب ربع نهائي كأس ملك إسبانيا، إذا سلاح الانتقام أحد أسلحة الفريق الكتالوني.. ولكن مخطئ من يظن أنه سلاح قد يصطاد به منافسيه، بل على العكس هو سلاح لصيد النفس –إذا جاز التعبير-. فلو نزل برشلونة ولاعبوه إلى أرض الملعب وفكرة الانتقام تدور في رؤوسهم فستكون الفرصة المثلى لريال مدريد لتعميق جراح منافسه وغريمه اللدود، فالانتقام يولد الاندفاع، والاندفاع يخلق المساحات، والفراغات، والمساحات والفراغات هي البيئة المثلى لمهاجمي الفريق الملكي للقضاء على خصمهم.. الأكثر منطقية وواقعية أن تولد الخسارتين المتتاليتين للفريق الكتالوني الأولى أمام ميلان في ذهاب دور ال16 لدوري أبطال أوروبا بنتيجة صفر-2 والثانية أمام ريال مدريد في إياب ربع نهائي كأس ملك إسبانيا بنتيجة 1-3، المنطقي أن تولد الخسارتين رد فعل احترازي، فالاقتراب من الهاوية يجعل العاقل أكثر حرصا وأقل اندفاعا، وتتولد فترة تحفظ أكثر من الدوافع الانتقامية، ولذلك فالمتوقع أن يميل برشلونة للتأمين الدفاعي في محاولة لسد الثغرات والثقوب الدفاعية الناتجة عن فشل المدافع جيرارد بيكيه في استعادة ذاته، وفشل كارليس بويول في تحدي الزمن. كما أن اللعب بمهاجم صريح وواضح ورجوع الأرجنتيني ليونيل ميسي لمركز صانع اللعب من وسط الملعب، هو أمر منطقي من الناحية التدريبية وقد تفرضه الظروف أيضا بغياب “العقل المدبر” تشافي هيرنانديز المصاب، وهو ما يعني أن وسط الملعب سيحتاج لعقل مدبر يمول الهجمات ويساعد إنييستا، ولن يكون فابريغاس الحل الأمثل لأنه سيسيك مازال يبحث عن نفسه ويتألق تارة ويغيب تارات، وبالتالي فالدفع به من البداية مغامرة غير محسوبة.. إذا هي فرصة لتغيير النسق الهجومي لبرشلونة باللعب بمهاجمين أليكسيس سانشيزوجواره فيا وخلفهما ليونيل ميسي. وبصفة عامة فالتعادل قد يكون حلا مرضيا لبرشلونة بل وقد يسعى إليه مدربه في إطار تنظيم الصفوف، والبحث عن حلول. على الجانب الآخر، فريال مدريد يدخل المباراة ولا تفرق معه النتيجة باعتبار الدوري شبه منته بفارق ال16 نقطة أمام برشلونة المتصدر و4 نقاط عن أتليتيكو مدريد صاحب المركز الثاني، إضافة لكون ريال مدريد تنتظره معركة بعد ثلاثة أيام فقط من لقاء الكلاسيكو عندما يواجه مانشستر يونايتد في قلعة الأولد ترافورد.. المعركة التي تعني كل شيء بالنسبة للبرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للفريق الملكي الذي ينصب تفكيره وطموحه هذا الموسم على دوري أبطال أوروبا. لذلك فالأقرب للتصديق أن يلجأ ريال مدريد للدفاع بل وإراحة بعض من عناصره المرهقة وأبرزها البرتغالي كريستيانو رونالدو، والألماني مسعود أوزيل، وأيضا قد يعد التعادل حلا مرضيا لريال مدريد فهو لم يهنئ برشلونة بالانتقام وفي الوقت نفسه لم يخسر مجهوداته ولا لاعبيه قبل موقعة أولد ترافورد.. وستكون طبعا هدية على طبق من ذهب لو لجأ برشلونة للاندفاع الهجومي بدافع الانتقام، لأن ذلك سيكون بمثابة تصريح بالفوز للفريق الملكي، الذي يجيد التعامل مع المساحات الدفاعية الخالية، ويتقن فن اللعب على الهجمات المرتدة بحكم خبرة مدربه في هذا الأسلوب.