عاد أمس “النسر السطايفي” إلى أجواء التدريبات بعدما منح المدرب فيلود اللاعبين ثلاثة أيام راحة لاسترجاع أنفاسهم نظرا للتعب الذي نال منهم خلال اللقاء الماضي أمام أسفا، حيث جرت حصة الاستئناف التي أقيمت بملعب النار والانتصار في ظروف جيدة وأجواء رائعة تبعث على التفاؤل قبل ثلاثة أيام عن الموعد المهم الذي ينتظر زملاء الحارس خضايرية الجمعة المقبل أمام العميد برسم مباراة الدور نصف النهائي من منافسة الكأس. المدرب فيلود وكعادته يولي أهمية بالغة للجانب النفسي خاصة في مثل هذه المواجهات، الأمر الذي جعله يجنب لاعبيه الضغط ويطالبهم بالتركيز أكثر في الخطة التكتيكية والاستماع إلى نصائحه مثلما كان يحدث في المباريات السابقة. ضرورة نسيان لقاء البطولة والتفكير في الكأس صحيح أنّ التشكيلة السطايفية قدّمت دروسا في كرة القدم خلال المواجهة الماضية التي جمعتها أمام مولودية العاصمة بملعب 8 ماي 45 وسحقت العميد بثلاثية كاملة، إلا أنّ أعضاء الطاقم الفني ينصحون اللاعبين بوضع تلك المواجهة في طي النسيان حتى لا يغتروا ويركزون على مباراة نصف النهائي أمام العميد، ولا سيما أن المولودية العاصمية لها حكايات رائعة مع الكأس، وبالتالي فإن لقاءات الكأس تختلف كثيرا عن مواجهات البطولة، وكل فريق ليس لديه ما يخسره. سيطالبهم باللعب بالطريقة المعهودة يدرك المسؤول الأول عن العارضة الفنية السطايفية مدى أهمية مواجهة الجمعة المقبل التي يعوّل عليها الجميع في مدينة عين الفوارة ويصفونها بمواجهة الموسم باعتبار أنّ تأشيرة تنشيط نهائي كأس الجمهورية ستكون في المزاد، وهو ما جعل الطاقم الفني يركز كثيرا على ضرورة تحقيق الفوز في الحديث الذي جمعه بأشباله، حيث طالب فيلود رفقاء القائد مراد دلهوم اللعب بالطريقة التي تعوّدوا عليها من خلال التركيز على الكرات القصيرة والسريعة، مع الضغط على حامل الكرة المنافس وإجباره على ارتكاب الأخطاء، وهي الخطة التي أعطت ثمارها في مواجهة البطولة التي كانت فيها عناصر الوفاق الأفضل فوق الميدان ولقنت نجوم المولودية العاصمية درسا في الواقعية. لا يريد الكشف عن أسلحته ومفاجأة في انتظار مناد في المقابل لم يشأ المدرب السطايفي فيلود أن يكشف كل أسلحته وأوراقه الرابحة في مواجهة رابطة أبطال إفريقيا أمام أسفا البوركينابي، بالنظر إلى هوية منافسه في نصف نهائي الكأس أمسية الجمعة، وهو ما وضعه الطاقم الفني للكحلة في الحسبان، حيث عمد فيلود إلى تغيير بعض المعطيات قصد مغالطة المنافس في مواجهة الجمعة، وهو ما وقف عليه العديد من المتتبعين الذين أكدوا أن المدرب السطايفي كان ذكيا في هذه النقطة عندما رفض المغامرة وكشف كل أوراقه، ورغم ذلك حقق الوفاق فوزا باهرا ولقّن فريق أسفا درسا في الكرة، الأمر الذي يؤكد أن الكحلة ستظهر بوجه أفضل في الكأس، بالنظر إلى المفاجأة التي يعدها فيلود لنظيره مناد جمال من العميد، والذي سيجد الجمعة تشكيلة أكثر قوة وخطورة من تلك التي فازت عليه في البطولة. الأفضلية المعنوية ستكون ل”الكحلة” هناك عامل آخر سيصب في مصلحة الوفاق في مواجهة الجمعة، وسيحاول المدرب فيلود استغلاله وتوظيفه لصالحه من أجل الفوز وتحقيق حلم الآلاف من عشاق “النسر الأسود”، وهو أنّ رفقاء المتألق محمد أمين عودية سيدخلون المواجهة بأفضلية نفسية مقارنة بعناصر المولودية التي سيكون الضغط مفروضا عليها هذه المرة ما دام أنهم سيحاولون الثأر لأنفسهم من هزيمة البطولة، عكس أشبال فيلود الذين سيلعبون بتحرر نفسي ما داموا يدركون أنهم الأفضل رغم الفارق الشاسع من حيث الإمكانات البشرية والمادية، وهو ما يزيد من حظوظ الوفاق التي أصبحت على بعد تسعين دقيقة فقط من تحقيق حلمها المتمثل في لعب الدور النهائي لمرة الثانية على التوالي تحت أنظار الرجل الأول في البلاد.