كانت أمسية البارحة جدعادية بمطار أحمد بن بلة الدولي بوهران، حيث كانت الرحلات تتوالى الواحدة وراء الأخرى كما هي العادة، ولا أحد كان يعلم أنه في حدود السادسة والنصف سيحل بمطار السانية اللاعب دولي فرنسي، من الأصول الجزائرية، وأحد النجوم الصاعدين لفريق أولمبيك ليون الفرنسي وربما أحد النجوم الصاعدين للكرة الجزائرية، يتعلق الأمر بالمهاجم ياسين بن زية. لاعب أولمبيك ليون الفرنسي الذي تنحدر أصوله من مدينتي وهران وأقبو ببجاية. الذي حلّ أمسية البارحة بوهران رفقة أفراد عائلته ومناجيره لقضاء أسبوع راحة بالباهية وهران، قبل العودة لجو التدريبات تحت قيادة مدرب ليون ريمي قارد. يعود للباهية بعد أربع سنوات من الغياب خرج ياسين بن زية من البهو الدولي لمطار وهران، و علامة الفرح بادية على محيّاه، مرفوقا بمناجيره ووالدته و أحد إخوته، و لم يكن يتخيّل أنه سيكون في انتظاره، إضافة إلى خاله، صحافيو « الخبر الرياضي». وسر سعادة ياسين، حسب ما أكده لنا خاله مراد، أنّه لم يتمكن من زيارة وهران، منذ أربع سنوات كاملة، بسبب ارتباطاته الكروية، وهو الذي كان متعودا على قضاء عطلتها بين دفء عائلته في كل سنة. مؤكدا أنّ ياسين مهووس بوهران، مثله باقي أفراد عائلته، و غيابه عنها كل هذه المدّة يعود أساسا لاهتمامه بمسيرته الرياضية خاله مراد في انتظاره بقميص «الديكة» وبإسم بن زية و كانت «الخبر الرياضي»، في الموعد ككل مرة، في انتظار رحلة «إيقل أزير» القادمة من ليون، وفي حدود الساعة السادسة و25 دقيقة تقريبا وفي الوقت الذي كنا ننتظر وصول الطائرة لفت انتباهنا شاب يحمل قميص المنتخب الفرنسي، بإسم بن زية. في تلك اللحظة فهمنا جيّدا أنه من المستحيل أن تكون مجرد صدفة وبهذا الحجم،وتأكدنا أن والأمر يتعلق بأحد أقاربه الذي كان في انتظاره، و بهدف إطفاء نوع من الجوّ المريح همسنا في أذنه» هذا الذي تحكل اسمه لا يحن حتى مراقبة الكرة». ليرد علينا بهدوء كبير:» هذا رأيكم» و بعد أخد و رد في الكلام، عرفنا بأنّ المتحدث هو خال ياسين، جاء يستقبل شقيقته وابنيها ياسين وفريد ليتفاجأ كيف تمكنا في معرفة خبر بزيارة ابن أخته لوهران. و ما خفي عليه، هو أن ياسين أخد حجما آخر في المدّة الأخيرة، و أصبح لاعبا محترفا بأعرق النوادي الفرنسية ويهم كثيرا الفدرالية الجزائرية لكرة القدم ليتقمص ألوان المنتخب الوطني. ياسين خجول ويتحدث بكل عفوية خروج ياسين من البهو الدولي إلى البهو الرئيسي رفقة والدته، التي رحبت بنا، شقيقه فريد وأخيرا مناجيره السنيغالي، نيانق جيبريل، ومن أولى خطواته تبين لنا هذا اللاعب خجول، وفي نفس الوقت متواضع يتحدث بكل عفوية، وحتى أفراد عائلته كانوا جد متواضعين وتشرفوا باهتمامنا به. أحد الأنصار ظنه لاعب جديد مع «الحمراوة» من إحدى الطرائف التي شهدت وصول بن زية لمطار أحمد بن بلة وبعد التقاطه لبعض الصور بالمطار، اقترب أحد المناصرين منا وسأل إن كان هذا اللاعب منتدب جديد بفريق مولودية وهران، لكن أخبرناه أن الأمر يتعلق باللاعب بن زية ياسين. تنقل لبيت أخواله بحي «اللوز» وفور وصول اللاعب لأرض الوطن رفقة أفراد عائلته تنقل بسيارة «ميقان» إلى بيت أخواله، بحي اللوز بوهران، هذا الحي المعروف بعدة لاعبين في كرة القدم، بما فيهم، محمد يوسف بلايلي، سليم بومشرة ومحمد الأمين عواد، الحي الذي يعرفه ياسين جيدا لأنه في كل موسم صيف كان يزوره. نصف العائلة من وهران والأخرى أقبو ينحدر بن زية من عائلة جزائرية، نصفها، عائلة الأم من وهران والنصف الآخر، من الوالد المتوفي من أقبو ببجاية، ولو أنه حتى أخواله هم من أصول قبائلية، لكن هم في نفس الوقت من أبناء وهران. سيعود لفرنسا بعد أسبوع ويزاول التدريبات في الفاتح جويلية سيقضي لاعب فريق ليون الفرنسي أسبوعا بوهران، وقد تمكن من التنقل للجزائر، لأن مدرب أولمبيك ليون ريمي قارد منحه الراحة أكثر من زملائه، لأنه كان متواجدا مع المنتخب الفرنسي للشبان، حيث سيعود لجو التحضيرات في الفاتح جويلية القادم. في الوقت الذي حددت فيه إدارة ليون تاريخ 26 من هذا الشهر تاريخ الشروع في التحضيرات والدته : «نحن متمسكين بالجزائر،أزورها في كل مرة وأعرف حتى سعر البطاطا هنا» من جهتها والدة اللاعب تشرفت بحضورها الجزائر وأكدت لنا أن عائلتها مرتبطة كثيرا بالجزائر : «نحن نزور الجزائر في كل مرة شخصيا، كنت هنا مند 15 يوما وأزورها كل ما تتيح لي الفرصة ولعلمكم أعرف حتى ما هو سعر الكيلوغرام للبطاطا والبصل لأني آت كثيرا لبلدي ومدينتي الأصلية الباهية وهران». فريد (شقيقه) :« أتكلم العربية مثلكم» وصل ياسين للجزائر رفقة شقيقه الصغير فريد، الذي التحق بليون مؤخرا وكان من قبل في الأصناف الصغرى لفريق ليل وقد أكد لنا، فريد تعلق العائلة ككل بالجزائر : «نحن متعلقون بالجزائر وكنت أقضي هنا أشهر عديدة، و هو ما سمح لي بتكلم العربية بطلاقة و مثلكم» العائلة لا تريد الضغط على ياسين حول خياره في المنتخب من خلال الدردشة الصغيرة التي كانت لنا مع معظم أفراد العائلة التي كانت حاضرة بمطار أحمد بن بلة بوهران، تأكدنا أنهم لا يريدون الضغط على ياسين حول خياره في المنتخب، بل يريدون أن يركز على فريقه ليون، يتركون الخيار الأ خير له مفضلين في الوقت الراهن تأجيل الفصل في القضية. مراد (خاله) :«ياسين خجول ومختلف كثيرا عن أشقائه» حدثنا، خال اللاعب مراد إبن الباهية قليلا عن ابن أخته، ياسين مشيرا أن له أخلاق حميدة :» ياسين وكل عائلته متعلقين بالجزائر وبصراحة هو مختلف أعن أخوته، لأنه خجول ولا يحدث ضجة كبيرة، ولهذا هو الذي يحقق نجاح في كرة القدم، عكس شقيقيه الأكبر و الأصغر اللذين رغم امتلاكهما لمهرات كبيرة إلاّ أنهما لم يواصلا مسيرتهما الكروية» جيبريل نيانق (مناجير اللاعب) :«حاليا لا حديث عن المنتخب » يبقى المناجير السينيغالي للاعب، نيانق جيبريل يتابع كل خطوات لاعبه وحول مستقبله وخاصة المسألة المتعلقة بخيار المنتخب : «»في الوقت الراهن لا نريد استباق الأحداث وحول القميص الذي سيحمله مستقبلا. همنا الوحيد حاليا وهو أن يفرض نفسه بفريق ليون ويصبح لاعب مهم وأساسي بالفريق، هذا هو شغلنا الشاغل، لأنه لو يبدأ من الآن التفكير في المنتخب، قد يرتكب خطأ كبيرا. عندما يفرض نفسه، حينها سنتطرق للمسألة، في الوقت الراهن لم نفكر ولم نقرر في مسألة المنتخب وأؤكد لكم أنه فيما يخص المنتخب الجزائري ولا مسؤول من الفدرالية الجزائرية لكرة القدم كلمني».