أخفقت شبيبة الساورة في مواصلة تألقها مع بداية هذا الموسم , بعدما تعثرت مساء أول أمس السبت في ملعب 20 أوت أمام شباب قسنطينة الذي نجح في خطف الفوز وحصد ثلاث نقاط وزنها من ذهب , في مباراة لم تقدم فيها تشكيلة مشيش ما كان منتظرا منها و عجزت على تخطي عقبة المنافس و إبقاء نقاط المباراة في بشار , رغم أن كل الظروف كانت بجانبها لمواصلة التحليق عاليا و التشبث بكرسي الريادة , إلا أن رياح مدينة « الجسور المعلقة» هبت بما لا تشتهيه « سفينة» الشبيبة و التي سجلت أول تعثر لها هذا الموسم بعد سلسلة حافلة من النتائج الإيجابية. الشبيبة فشلت في تسجيل رابع نتيجة إيجابية على التوالي و كانت التشكيلة الساورية تراهن كثيرا على مباراة أمس الأول لرفع التحدي من جديد و تسجيل رابع نتيجة إيجابية على التوالي و ذلك بعد الفوز الأول أمام اتحاد الحراش و العودة بالتعادل من بجاية أمام « الموب » قبل الإطاحة بفريق مولودية العلمة فوق أرضية ميدانه وأمام أنصاره , غير أنها هذه المرة اصطدمت بفريق منظم كان يبحث بدوره عن نتيجة إيجابية يؤكد بها انطلاقته القوية و مرتبته في هرم ترتيب جدول البطولة, حيث فشلت « الصفراء» في تحقيق الهدف المسطر في هذا اللقاء بعد تلقيها لهزيمة قاسية على يد « سي أس سي». توقيت الهدف الأول وطريقة تسجيله أثرا كثيرا في معنويات اللاعبين دخلت عناصر الشبيبة مباراتها الرابعة لهذا الموسم بنية تحقيق الفوز و إسعاد الآلاف من الأنصار الذين غصت بهم مدرجات ملعب 20 أوت, حيث كان يهدف زملاء بوسماحة لتكرار سيناريو اللقاءات الثلاثة السابقة بافتتاح باب التسجيل مبكرا و تسيير المباراة كما يحلو لهم , لكن المفاجأة كانت من قبل الزوار الذين نجحوا في قلب الموازين مبكرا عن طريق الهداف بولمدايس الذي وجد نفسه متحررا من الرقابة قبل أن يقوم بترويض الكرة و رفعها فوق الحارس بوصوف الذي يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية الهدف بسبب سوء تمركزه , و هو الهدف الذي كان وقعه كبيرا على نفسية اللاعبين . التسرع والعشوائية سهلا مهمة الزوار الهدف الذي وقعه بولمدايس في الدقيقة الأولى من المباراة, جعل عناصر الشبيبة تكثف من مجهوداتها بغية تعديل النتيجة و إعادة الأمور إلى نصابها و هو ما جعلها ترمي بكل ثقلها في الهجوم , إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل فلا مباركي في الدقيقة ال 5 و لا حمزاوي في الدقيقة ال 15 تمكنا من مباغتة الحارس الدولي سيدريك و الذي عرف كيف يحافظ على نظافة شباكه , رغم أن المهاجم مباركي كان بإمكانه أن يكرس سيطرة فريقه بهدف لو عرف كيف يستغل توزيعة زميله بلخير في الدقيقة ال 30 , حيث ضيّع هداف الشبيبة فرصة سانحة للتسجيل بطريقة غريبة جدا . الهدف الثاني قضى على معنويات الجميع في الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع إصابة التعادل لذوي الزي « الأصفر و الأخضر» و على إثر هجمة خاطفة و بنفس طريقة الهدف الأول تقريبا و خطأ جديد من محور الدفاع والحارس بوصوف , يتمكن الهداف بولمدايس مرة أخرى من توقيع الإصابة الثانية لفريقه وسط دهشة كبيرة من الجميع, و هو الهدف الذي قضى بشكل شبه نهائي على معنويات اللاعبين و جعلهم يرتكبون هفوات عديدة في سيناريو لم يخطر على بال أي واحد من قبل . تغييرات مشيش لم تُجد نفعا في المرحلة الثانية حاول مدرب الشبيبة علي مشيش لعب جميع أوراقه خلال المرحلة الثانية , حيث قام بإجراء عدة تعديلات على مستوى الخطة التكتيكية و كذلك التركيبة البشرية بإقحام كل من زاوي و سايح مكان ترباح و بلجيلالي و الذي كان بعيدا كل البعد عن مستواه المعهود بعدما نجح اللاعب علاق في فرض حراسة لصيقة على صانع ألعاب الشبيبة بأمر من مدرب الشباب الذي عرف كيف يعطل الآلة الساورية و التي ظهرت غير قادرة على العودة في النتيجة و الأكثر من ذلك استقبلت هدفا ثالثا عن طريق البديل حنايني الذي استغل الارتباك الحاصل في محور دفاع الشبيبة . الشبيبة تلقت أثقل هزيمة في تاريخها تعتبر الهزيمة التي تلقتها الشبيبة عشية أول أمس أمام شباب قسنطينة أثقل هزيمة منذ تاريخ تأسيس النادي سنة 2008 , حيث لم يسبق ل «نسور الساورة» و أن تلقوا هزيمة مماثلة من قبل و على مدار جميع المقابلات التي لعبتها الشبيبة في مختلف الأقسام التي نشطت فيها من قبل , إذ أن أثقل نتيجة انهزمت بها من قبل كانت بنتيجة أربعة اهداف مقابل اثنين وكان ذلك أمام فريق اتحاد عنابة بملعب 19 ماي أيام كان ينشط الفريق في الرابطة المحترفة الثانية و الثانية بنفس النتيجة لكن هذه المرة في منافسة كأس الجمهورية أمام وفاق سطيف بملعب النار و الانتصار خلال موسم 2011 – 2012. الهزيمة أدخلت الشك في نفوس الجميع ألقت الخسارة الأخيرة للشبيبة أمام شباب قسنطينة بظلالها على جميع محبي و عشاق الفريق « الأصفر» , إذ لم يمر الأداء غير المقنع لرفقاء عامري دون أن يترك ردود أفعال عند الجميع الذين أبدوا امتعاضهم من الوجه الذي ظهر به اللاعبون و طاقم التحكيم الذي أدار مواجهة أول أمس , كما لم يخفوا قلقهم على مستقبل الفريق في بطولة الموسم الحالي , خاصة أن الإدارة وفرت كل الظروف المناسبة لإنجاح هذا الموسم الكروي . مردود اللاعبين زاد من قلق الأنصار ولا يعود تسرب الشك في نفوس الأنصار للهزيمة فقط لأن ذلك يعتبر جزءا من اللعبة و التي يبقى فيها خاسر و رابح في نهاية المطاف , و إنما للمردود الذي ظهر به اللاعبون والذين لعبوا أسوأ مباراة لهم هذا الموسم , حيث كان ينتظر الجميع مردودا أحسن و أداء أفضل يليق بسمعة فريق الشبيبة والتي نالت تقدير وإعجاب الجميع بفضل طريقة لعبها المنتظمة والانضباط التكتيكي الكبير لدى أغلبية لاعبيها فوق المستطيل الأخضر.