دعت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، رؤساء النوادي إلى “تفادي التصريحات المثيرة التي تتحدث عن الرشوة”، مؤكدة على ضرورة تقديم الأدلة قبل تفجير القضايا، نظرا لما قد تفرزه تلك التصريحات من إساءة لسمعة الكرة الجزائرية. خرجة رئيس الفاف على هامش الجمعية العامة الأخيرة للاتحادية الكروية، جاءت على خلفية قضية اتحاد الحراش وشباب قسنطينة، أين سارع مسيرو الصفراء لاتهام الأطراف القسنطينية بمحاولة رشوة لاعبيهم، وهي تهم لا زالت مجرد كلام، لأن الحراشيين لم يقدموا للرأي العام ما لديهم من أدلة. والغريب في أمر الفاف، أنها حاولت قتل القضية في المهد، وذلك محاولة منها للحفاظ على السمعة المزعومة للكرة الجزائرية، عوض التحقيق في مثل هذه الملفات الخطيرة، بالرغم من أن الأمر يخص العدالة أكثر من الفاف. وإذا كانت الفدرالية لا تملك صلاحيات التحقيق القضائي، فإنه بالمقابل كان عليها تحذير النوادي من مغبة البزنسة بالمباريات في الشطر الثاني من الموسم، مؤيدة فكرة الذهاب إلى العدالة في مثل هذه القضايا، إذ من حق الحراشيين الذهاب إلى العدالة، بل من واجبهم تقديم الأدلة الدامغة للجهات القضائية، قصد فضح البزناسية، وليس للجهات الرياضية، كون الأطراف المتهمة لا علاقة لها بالرابطة ولا بالفاف، سيما وأن التهمة غير موجهة مباشرة للحكم. وفي الوقت الذي تواصل فيه العدالة الإيطالية التحقيق في فضائح ترتيب نتائج مباريات الكالتشيو، بتزكية من الاتحادية والوزارة والحكومة، تجد الأطراف الرياضية المسؤولة عن الكرة الجزائرية، تسبح ضد التيار، وتهرول لتكميم الأفواه المنددة بفضائح البزنسة، ليس لأنها طرف في هذه الفضائح، بل لأنها تخشى على سمعة الكرة الجزائرية لدى الفيفا والكاف، لكن لو نفكر بهذا المنطق، فإننا لن نحد من الظاهرة، ولا نحارب الأمراض التي تحولت إلى سرطان ينخر جسد الكرة الجزائرية على مدار عشرين سنة، أين تلاعب المسيرون بالألقاب، وبزنسوا بتذاكر الصعود والنزول في كل البطولات وعلى جميع المستويات، مما تسبب في تراجع مذهل لمستوى فرقنا ومن ثمة بطولتنا. وكان الأجدر على الفاف توجيه دعوة لمسيري الحراش لتقديم الأدلة التي يتحدثون عنها، ومساعدة كل ناد يريد فعلا محاربة فضائح الرشوة، عوض طمس الحقائق، لأنه وبهذه العقلية السلبية، لا أحد من النزهاء سيتحرك للتنديد بما يحدث علنا، وما سيقع في نهاية هذا الموسم في الكواليس لتحديد صاحب اللقب أو الذي سينجو من مقصلة السقوط والفرق التي ستصعد من القسم الثاني، حيث قد يحصل أخطر مما يتحدث عنه الحراشيون، لأن في الجزائر البزنسة مباحة والتنديد بها ممنوع.