وصف المدرب محمود قندوز نتائج البطولة الوطنية بالمفبركة وقال في بلاتو قناة «نسمة تي في» أن مشكل الكرة الجزائرية يكمن في بطولتها، مضيفا بالقول: « كيف يمكن لبطولة أن ترفع مستواها بنتائج مفبركة سلفا». كلام قندوز تزامن ونتائج جولة السبت الفارط أين فازت كل الفرق المهددة بالسقوط سواء داخل أو خارج قواعدها، وثمة من سجل عددا من الأهداف التي قد تفيده في جولة الختام دون الحديث عن الترتيبات التي حدثت بين شوطي عدة مباريات. طبعا ما يحدث في الدوري الجزائري هو صورة عاكسة لكرة القدم الجزائرية، وما قاله قندوز بصريح العبارة هو جزء من الواقع المر الذي يعرفه الكل منذ عشرين سنة، بزنسة على المكشوف والألقاب تمنح حسب وزن «الشكارة». ولعل تصريحات رئيس اتحاد عنابة أول أمس بخصوص تحركات البرايجية لشراء ذمم لاعبيه يؤكد بأن مثل هذه التصرفات ليست حديثة العهد ولم تعد من الطابوهات أصلا، بل لا يتردد مسيرون وكذا مقربون من المسيرين في تنفيذ « طبختهم» لشراء الحكام واللاعبين ومن ثمة كسب نقاط الإنقاذ أو نقاط التتويجات، وفي نهاية المطاف نندب نحن حظنا على غياب لاعب واحد من البطولة الوطنية ضمن المنتخب الأول. و حتى إن فجر مناصرو شباب بلوزداد غضبهم على الرئيس قرباج والملياردير حداد قائلين « باعوه باعوه» فإن الخطر الذي سيبقى يلاحق الكرة الجزائرية هو عدم تحرك السلطات الرياضية لوضع حد لمثل هذه المهازل، فالرابطة الوطنية من حقها فتح تحقيق والوزارة مطالبة بالتدخل والفاف يجب أن لا تبقى مكتوفة الأيدي وتتفرج على كل هذه التلاعبات المفضوحة لأن مصداقيتها على المحك وهي مرتبطة بمصداقية بطولتها. وقد يقول رئيس الفاف أو رئيس الرابطة بأن الهيئة الكروية لا تملك السند القانوني لمتابعة الفرق المتورطة في ترتيب النتائج، لكن السكوت عن مثل هذه الظواهر المخزية وعدم التنديد بها هو مساندة لها، والهيئة التي ليس في مقدورها مواجهة فضائح هذا النوع من البزنسة وجودها لم يعد له أي مبرر. والغريب في صمت الوزارة والفاف أن المواسم تتشابه وفي كل مرة نسمع بأن الحكام المرتشين سيوضعون في الثلاجة، لكن المسيرين الراشين ظلوا يتسكعون في الملاعب بكل حرية وهم الذين ينتخبون رئيس الرابطة ويزكون رئيس الفاف في نهاية المطاف. و لكي لا تبقى كرة القدم الجزائرية رهينة عصابات المافيا التي تستحوذ على المال العام تحت مظلة كرة القدم ، وجب على الرياضيين والمدربين والمناصرين الأخذ بزمام المبادرة إما بإقتحام النوادي وطرد هؤلاء المسيرين شر طردة منها أو من خلال تفعيل مبادرات مع السلطات العمومية التي تعد الممول الرئيسي لهذه النوادي وذلك قصد تطهير الساحة الكروية من.. «مجرميها».