استيقظ أنصار مولودية وهران، يوم أمس، على وقع أوّل هزيمة يتكبدها الفريق بداخل الديار، هذا الموسم، أمام اتحاد العاصمة. هزيمة مرّة جدا، أخلطت كل الأوراق ببيت مولودية وهران، وأعادت للسطح مسألة مستقبل المدرب جياني سوليناس، إلى درجة أنه نشبب خلاف كبير بين الرئيس، يوسف جباري وعبد الإله حول مصير المدرب بين مؤيد لبقائه ومعارض. ويبقى المسؤول الأول عن الفريق، كما يؤكده لنا، في كل مرة مصر على ضرورة تجديد الثقة في المدرب لغاية انتهاء مرحلة الذهاب وحينها يتم إعداد حصيلة لعمل المدرب ويتخذ القرار المناسب حول مستقبله، لكن في الجهة المقابلة، العربي عبد الإله، الذي يتحدث باسم بعض المساهمين أصرّ على ضرورة سحب الثقة من المدرب، الذي يراه سبب المشاكل والنتائج السلبية التي يحققها الفريق، بحكم خياراته خاصة. خلاف وشقاق كبير بين جباري وعبد الإله وقد كان هناك اجتماع ولقاء من نار، بين الرئيس، يوسف جباري، العربي عبد الإله وبعض مقربي الفريق بمن فيهم أحد مستشاري الرئيس، كريمو حساني بحي فلاوسن في منتصف النهار. الاجتماع الذي كان حامي الوطيس وبقي الرئيس يصر على ضرورة دعم الاستقرار وعبد الإله يصر على رحيل المدرب ويكون قد اقترح اسم المدرب جمال بن شاذلي ليدير الفريق. مجلس الإدارة اجتمع متأخرا أمسية البارحة ليتخذ قراره بحكم الخلاف الذي كان بين الرجلين، وعدم التوصل لاتفاق على قرار واحد، تقرر أن تحال المسألة على أعضاء مجلس الإدارة لاتخاذ القرار النهائي بشأن المدرب جياني سوليناس، حتى يتحمل كل واحد مسؤولياته. وقد تم استدعاء اجتماع لمجلس الإدارة طارئ أمسية البارحة ب «البركي» بداية من الساعة السادسة والنصف ومن خلال هذا الاجتماع كان سيتخذ القرار النهائي فيما يخص مصير مدرب «الحمراوة». وضعية المولودية تتأزم أكثر وقادرة من الجولة القادمة أن تصبح مهددة بالسقوط الأمر الأكيد وهو أن وضعية الفريق أصبحت صعبة للغاية، لأن الفريق مهدد أكثر من أي وقت مضى بالسقوط، حيث لا يبعد عن كل من أهلي برج بوعريريج ومولودية بجاية سوى بنقطة واحدة، ما يعني أن الفريق قادر من الجولة القادمة أن يصبح ضمن ثلاثي المؤخرة، خاصة وأن المولودية ستلعب خارج الديار، ضد شباب عين الفكرون، في الوقت الذي سيلعب كل من «الكابا» و»الموب» بديارهما. تأزم الوضع في الترتيب جعلت هزيمة «سوسطارة» تخلط الحسابات في بيت المولودية. لكن في الجهة المقابلة يبقى الفريق غير بعيد أيضا عن فرق وسط الترتيب، حيث لا يبعد سوى بثلاث نقاط عن شبيبة الساورة، الذي يحتل المركز الثامن. يعني أن وضعية الفريق صعبة، لكن ليست كارثية لأنه من الممكن تداركها بفوز وحيد فقط. التنقلان المتتاليان مهمان في تحديد مستقبل الفريق شاءت رزنامة البطولة أن تتكبد المولودية أول هزيمة بداخل الديار قبل فترة راحة وبعدها تنقلين متتاليين خارج الديار أمام فريقين يلعبان من أجل ضمن البقاء أيضا. فترة الراحة التي ستعرفها البطولة وخاصة نتيجة التنقلين القادمين، ستحددان مشوار ومصير الفريق لاحقا، حيث مهما كان مصير المدرب، فإن نتيجة هذين المواجهتين ستكون مهمة في تحديد مستقبل الفريق، أين ستكون التشكيلة ممنوع عليها الهزيمة وستكون مطالبة إمّا بجلب أربع نقاط أو ست من التنقلين القادمين. الجمهور خرج مستاء و«ريمة عادت لعادتها القديمة» خرج «الحمراوة» مستائين من النتيجة، حيث أصبحوا الآن قلقين على مستقبل الفريق، لأنهم يعلمون جيدا أنهم سيمرون بفترة صعبة فبعد البداية الموقفة، الفريق في تراجع رهيب، سواء في النتائج أو الأداء وشبح المواسم السابقة عاد مجددا، كما يقال «ريمة عادت لعادتها القديمة»، حينما كان الفريق هشا ويخسر في العديد من المرات بداخل الديار. هذه الهزيمة التي مني بها بملعب أحمد زبانة، جعلت الفريق يخسر جمهوره والثقة التي كانت بين الأنصار والفريق تكسرت بهذه الهزيمة وهذه الثقة لن يرجعها سوى العودة بفوز أو فوزين من خارج الديار. الأنصار انقلبوا على الفريق مباشرة بعد هدف فرحات وللبحث عن الأسباب التي جعلت الفريق يخسر هذا اللقاء، وقبل الحديث عن الأداء والجانب الفني، هناك ردة فعل الأنصار، الذين انقلبوا على اللاعبين مباشرة بعد هدف فرحات، رغم أنه سجل في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني ما يعني أنه كان مازال هناك 45 دقيقة كاملة للتدارك، وهذا كان له تأثير من دون شك على ردة فعل اللاعبين في الشوط الثاني. الفريق كان يستحق على الأقل الظفر بالتعادل من خلال مجريات لقاء أول أمس، الكل كان منهارا بعد الهزيمة، لأن الجميع يعلم أن هذه الخسارة تضع الفريق في رواق صعب للغاية، ومن جهة أخرى، الكل كان مستاء ، لأنه لو نتابع شريط اللقاء جيدا، نتأكد المنطق لم يحترم، لأن المولودية كانت تستحق على الأقل الظفر بنقطة التعادل، لأنها سيطرت على مجريات الشوط الأول وخلقت العديد من الفرص وفي المرحلة الثانية أهدرت فرص سانحة للتهديف عن طريق، عمران، بوعيشة وبن يطو. بحكم الفرص المتاحة، فإن المولودية كانت تستحق التعادل ولم لا الفوز أيضا. الفارق بين الفريقين كان في الفعالية، أبناء سوسطارة اغتنموا أحد الفرص القليلة المتاحة لهم للتهديف وبعدها غلقوا جميع المنافذ. ولم يستغل فريق مولودية وهران تحكمه في الكرة، خاصة في الشوط الأول والفرص التي أتيحت له، وأمام فرق مثل إتحاد العاصمة ندفع الثمن غاليا. نقص الفعالية يتواصل وهدف فرحات أخرج «الحمراوة» من اللقاء تبقى إحدى المشاكل الكبيرة، في فريق مولودية وهران نقص الفعالية أمام المرمى، حيث ينجح في خلق الفرص لكن اللمسة الأخيرة غائبة، في الوقت الذي أخرج هدف فرحات، الذي جاء في وقت قاتل، اللاعبين من المباراة. هذا الهدف كان له تأثير جد سلبي على اللاعبين، الذين خرجوا من اللقاء وأدوا شوطا ثانيا سيئا جدا.