خصّ وزير الشباب والرياضة محمد تهمي "الخبر الرياضي" بحوار استعرض من خلاله العديد من القضايا المطروحة على الساحة الرياضية الجزائرية، بدءا من تنقل أنصار المنتخب الوطني إلى البرازيل، الهياكل الرياضية، البطولة الاحترافية، ولم يتوان الوزير في الإجابة عن عدة تساؤلات تخص الرياضات الأخرى، والشباب ونقاطا مختلفة تتابعونها في هذا الحوار… نستهل حوارنا بالحديث عن المنتخب الوطني، كيف عاش الوزير أجواء عمليّة القرعة؟ صراحة، بصفة عادية، لأني أدرك بأن كل المنتخبات التي تأهلت إلى مونديال البرازيل لها مستوى عال، وبالتالي كنت أتمنى فقط أن يتجنب منتخبنا الوطني مواجهة المنتخبات القوية. وماذا تقول عن المجموعة التي يتواجد فيها المنتخب الوطني؟ المجموعة التي تتواجد بها الجزائر، والتي تضم كذلك بلجيكا، روسيا وكوريا مجموعة قوية، وكل المجموعات قوية، لأن المنتخبات المكونة لها تمكنت من بلوغ هذه المرحلة، كما لا يمكن الاستهانة بأي منتخب، ففي مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، قيل بأننا وقعنا في مجموعة سهلة نوعا ما وفي الأخير، النتائج أظهرت أنها لم تكن سهلة. الكثير أبدى تفاؤله بقدرة "الخضر" على تجاوز الدور الأول في مونديال البرازيل، هل أنت متفائل بذلك؟ لا يمكنني القول بأني متفائل، لماذا؟..لأنه بذلك سنفرض ضغطا على المنتخب الوطني، قبل أكثر من ستة أشهر على بداية المنافسة، ولذا نتمنى أن يكون تحضير المنتخب في الفترة التي تفصلنا عن المونديال جيدا، كما نتمنى أن يكون اللاعبون في أحسن أحوالهم وكذلك من حيث لياقتهم قبل الحدث العالمي، حتى يظهر منتخبنا بوجه مشرف. صراحة، قبل حوالي 6 أشهر عن بداية المونديال، كيف ترى مستوى المنتخب الوطني، خاصّة وأنه ظهر بوجهين مختلفين في المباراتين الأخيرتين أمام بوركينافاسو؟ المباراة الأخيرة التي جرت بالبليدة كانت صعبة وصعبة جدا، ضغط كبير لأنه لقاء التأهل، وكان أمام وصيف بطل إفريقيا، فمنتخب بوركينافاسو قبل أقل من سنة نشّط النهائي وكان قادرا على التتويج بكأس إفريقيا، وكذلك لا يجب الحكم على مستوى المنتخب من خلال مباراة واحدة أو مباراتين..منتخبنا في تحسّن مستمر وهذا هو المهم، كما لا يجب أن ننسى أنه قبل 8 أشهر من الآن كنا نحلم بالتأهل إلى المونديال. الحديث الآن يدور حول تنقل الأنصار إلى البرازيل في الصائفة المقبلة، هل ستنقل الدولة المناصرين، وما هو دور الوزارة في العمليّة؟ الدولة لن تنقل المناصرين، لأن هذا شيء غير معقول، فكل مواطن يريد الذهاب، وإذا نقلنا الجماهير فيجب أن ننقل الملايين، ومن هنا فإننا سنعمل على تنظيم التنقل، وتسهيل الأمور، مثلما ساهمنا من قبل، وسنساعد الأنصار الذين يتنقلون بإمكانياتهم الخاصة، مثلما فعلنا في المرات السابقة، مثل التنقل إلى واغادوغو أين ساهمنا في عملية التنظيم، وهنا يجب الإشارة إلى أن البرازيل ليست بوركينافاسو، وما ساعدنا كثيرا في التنقل الأخير للأنصار هو أن 60 بالمائة منهم ذهبوا في نفس اليوم مما خفّض من التكاليف، أما أن نقول بأننا سننقل المناصرين فهذا غير صحيح لأن هذه أموال الدولة، والقانون لا يسمح بذلك. هناك شركتان لحدّ الآن ستقومان بنقل الأنصار، دون شك سيكون هناك تنسيق معكم؟ بالطبع، سيكون هناك تنسيق مع هؤلاء الممولين، الذين لديهم فائدة لصورتهم عند الجماهير، وهذا يصب في فائدة المواطن، وأي شركة أخرى تريد المساهمة في نقل الأنصار نرحب بها، والوزارة كهيئة سياسية ستساهم من خلال تنظيم مثلا رحلة مباشرة، أو تخفيض الأسعار، إلى غير ذلك، ولذا أود أن أؤكد مرة أخرى بأن الوزارة لديها أموال تصرفها في تطوير الرياضة، من خلال تخصيص أموال للإنجازات، النشاطات الشبانية، الاتحاديات، إعانات فرق النخبة،…وليس لدينا أي بند يتحدث عن نقل الأنصار. نعود للحديث عن المنتخب، ما رأيك في الاعتماد على اللاعبين المغتربين؟ المنتخب الوطني يُمثل من كل جزائري مهما كانت إقامته، هذا هو المبدأ، ومرحبا بكل من يقدّم الإضافة لبلده، ولكن في نفس الوقت يجب أن نطور كرة القدم في الجزائر حتى تكون لدينا قاعدة أكبر. نصّبتم مؤخرا الدولي السابق رابح ماجر، على رأس لجنة المواهب، هل يمكنكم تقديم تفاصيل في هذا الشأن، وعن عمل هذه اللجنة؟ أولا، أودّ أن أشير إلى أن هذه اللجنة موجودة بصفة قانونية، وتعمل منذ أكثر من 15 سنة، وأنا كنت عضوا فيها، وممّن أشرف عليها من قبل بوعمرة، وبوقادو، كما أن هذه اللجنة مكونة من 8 اتحاديات ممثلة من الرؤساء، و8 أخرى ممثلة من طرف المدراء التقنيين، هذه اللجنة تدرس ملفات يقدمها لها الوزير، وهي ملفات تخص النخبة والمواهب الشابة، تدرسها وتقدم اقتراحات، وهي بالتالي ليست لجنة كرة قدم فقط، فعندما كانت اللجنة برئاسة بوعمرة لم تكن لجنة كرة اليد، ولم تكن لجنة للسباحة لما كان يرأسها بوقادو، ورابح ماجر وقع الاختيار عليه بحكم مشواره الثري، وخلاصة القول فإن تسيير الرياضة الجزائرية هو عن طريق الاتحاديات، والوزارة تعمل على السياسة الوطنية، وفي هذا الإطار لديها لجان من بينها لجنة المواهب، وفي هذا السياق سنقوم في الأشهر المقبلة بتنصيب لجنة تهتم بالتكوين والدراسات. هناك مشكل طُرح في الأيام الأخيرة، وهو رفض موظفي مركز سيدي موسى للتحضير تسلّم علاوات تأهّل المنتخب الوطني للمونديال، بداعي أن قيمتها متواضعة، هل تقدّموا بشكوى لدى الوزارة؟ ليس لدينا علاقة بهذا الموضوع، المركز مسير من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مائة بالمائة، ولذلك ليس لدينا علاقة بهذه القضية. في كل مرة يعود الحديث عن مباراة وديّة ضد المنتخب المنتخب الفرنسي، إلا أن هذا لم يتجسّد، فهل الأمر مردّه للطابع السياسي الذي تحمله المباراة إلى جانب طابعها الرياضي؟ هناك اتصالات من عدة بلدان أوروبية وعربية من أجل إقامة مباريات ودية، لكن لا يمكن الآن إجراء مباراة ودية إلا إذا كانت لها أهداف تقنية، سواء كانت مع منتخب فرنسا أو غيره، ومن هذا المنطق فإن الطاقم الفني للمنتخب هو الذي يختار مبارياته حسب الفوج الذي يتواجد فيه المنتخب في المونديال، كما أنه من جهة أخرى هناك اتفاقيات مع البلدان حتى تكون مباريات في كرة القدم وغيرها من الرياضات، لكن هذا يكون وفق برامج الاتحاديات. نتطرّق إلى ملعب 5 جويلية، إلى أين وصل التحقيق الذي شرعتم فيه في وقت سابق بعد وفاة مناصرين؟ التحقيق التقني انتهى، وعرفنا بأن هناك اهتراء على مستوى الإسمنت المسلح، الذي يكوّن الصفائح الإسمنتية، فالقرار التقني الجزائري – التركي طلب منا تغيير الصفائح التي يبلغ طولها 9 متر، بنفس الشكل وبمواد حديثة، لأن المقاييس التي تعتمد الآن مختلفة عن تلك التي اعتمدت في السبعينيات، وكانت هناك تحاليل ودراسات على مستوى كل الملعب، وخلصنا إلى أن أساس الملعب، أو المبنى ليس فيه أي مشكل. ومتى تنطلق الأشغال، وهل هناك توقيت محدّد لنهايتها؟ لا يمكننا معرفة ذلك حاليا، وزارة البناء هي المتكفلة الآن بالملف، لأنه ملف خاص جدا، هناك دفتر شروط، ثم يتم بعد ذلك التعرف على الشركة التي ستتكفل بالعملية، وكمرحلة أولى سنقوم باستبدال الصفائح الإسمنتية، وفي هذا السياق لا يمكننا معرفة مدة الأشغال الآن، وبعد أن تنطلق ستمنحنا الشركة المتكفلة بالعملية تصوّرا عن مدة الإنجاز كما أنه إن شاء المولى في المرحلة الثانية سنعمل دراسة لتغطية الملعب، وهي الدراسة المبرمجة في 2014. ومن سيتكفل بالأشغال على مستوى المدرّجات، هل هي شركة أجنبيّة أم وطنية؟ أظن بأن الشركة الأجنبية هي الأوفر حظا، لأن الأشغال تتطلب إمكانيات كبيرة، والعملية ليست سهلة بل صعبة ومعقدة. وبالنسبة لأرضيّة الميدان، هل فكّرتم في تغييرها؟ في بادئ الأمر فكرنا في ذلك، لكن عندما قمنا بدراسة وعرفنا الأسباب، ولمّا رأينا بأن الأرضية تحسنت، والدليل على ذلك أنها لم تتأثر في نهائي كأس العرب بين اتحاد العاصمة والعربي الكويتي وعدم تأثرها كذلك بعد أن عرفت العاصمة سقوط أمطار غزيرة، قررنا عدم تغييرها، فلماذا نغيّر أرضية ما زالت صالحة، لا أقول بأنها ممتازة لكنها مقبولة. بغض النظر عن ملعب 5 جويلية، هل أجريتم خبرة على الملاعب الأخرى؟ اللجنة المكلفة بالمراقبة والخبرة كانت موجودة، لكن عندما وقع حادث ملعب 5 جويلية، طلبنا إجراء المراقبة في كل المنشآت الرياضية التي تستقبل الجماهير، وبعد الخبرة كانت النتيجة أن هناك مركبات تحتاج إلى ترميم بسيط، وأخرى يلزمها ترميم كبير، فالمركبات عندما تتجاوز ال20 سنة، تتطلب ترميما، وإن شاء المولى في 2014 -2015 هناك عملية كبيرة في هذا الجانب ليس للترميم فقط، وإنما العمل بالمقاييس الجديدة. وبالنسبة لملعب تشاكر، كان الحديث عن غلقه من أجل القيام بأشغال، فما هي طبيعة هذه الأشغال التي ستقومون بها على مستوى هذا الملعب؟ أودّ أن أوضح أولا، بأن ملعب تشاكر لا يمكن غلقه وملعب 5 جويلية غير جاهز، ولا يمكن غلق ملاعب أخرى بالعاصمة وملعبي الدويرة وبراقي لم يتم تسلّمهما، لكن إن شاء المولى في فترة أخرى وليس في الفترة الحالية، عندما نقوم بغلق ملعب تشاكر، سنقوم بتغطية المدرجات، وسنزيد من سعة الملعب ليصبح قادرا على استيعاب 45 ألف متفرج، وهذا وفقا للدراسة التي قمنا بها. بما أن فريق مولودية الجزائر ليس له ملعب حاليّا، دار الحديث عن إمكانية استقباله في تشاكر، كما قيل بأن "ديجياس" البليدة كانت تنتظر الضوء الأخضر منكم؟ في هذه المسائل، كل فريق يريد اللعب في ملعب ما يتقدم بطلب لإدارة المركب الرياضي، لذا العلاقة في هذا الشأن تكون بين الفريق وإدارة الملعب، وليس هناك أي دخل للوزارة في الموضوع، لأن شؤون كرة القدم تسيّر من طرف الاتحادية. الجماهير الجزائريّة تطالب بملعب كبير، حتى يتسنّى لأكبر عدد منها التنقل ومتابعة مباريات "الخضر" من المدرجات، ما تعليقك…؟ أتوجّه إليك بسؤال وهو إذا ما كان لدينا ملعب يتسع ل 350 ألف متفرج هل كان سيمتلئ أمام بوركينافاسو؟، دون شك جوابك سيكون أنه سيمتلئ لذا أقول نحن نتابع مباريات البطولة، وأغلب اللقاءات تلعب بمدرجات شبه فارغة، فلماذا نبني ملعبا كبيرا؟، في مشروع الرياضة يجب أن يكون لدينا ملعب كبير وهو ملعب 5 جويلية، الذي سنقوم بعمل كل شيء حتى يكون في المستوى المطلوب، ومن ناحية أخرى سيكون لدينا ملعب ب 40 ألف متفرج، وأظن أن هذا كاف. في كل مرة يلعب المنتخب في تشاكر، تحدث إصابات في صفوف الأنصار، خلال عمليّة بيع التذاكر، هل فكّرتم في حل لهذا المشكل الذي أصبح ملازما لمواجهات المنتخب؟ حقيقة هذا مشكل مطروح، لكن إيجاد حلول لهذه المعضلة في الوقت الحالي صعب، لماذا؟، لأن الجميع يعرف بأن سعة الملعب 30 ألف مقعد، لكن يأتي 50 ألفا، وقد رأيتم نهائي كأس الجمهورية في العام الماضي، بملعب 5 جويلية ساعتين فقط نفدت التذاكر، ومن جهة أخرى ليس بالإمكان توزيع التذاكر على الولايات. ربما الحل مستقبلا يكمُن في بيع التذاكر عبر الإنترنيت؟ بيع التذاكر عن طريق الإنترنيت، يتطلب ملاعب لها أبواب خاصة، والتذاكر في هذه الحالة لن تكون قيمتها 300 دينار، نتمنى في المستقبل أن يكون هناك مشروع لملاعب من هذا النوع. في سياق الحديث عن الملاعب، الأشغال متوقفة حاليّا بعدة ملاعب من بينها تيزي وزو والدويرة، ما هي الأسباب، وما هي الحلول التي رصدتموها؟ هناك عدة مشاكل إدارية، وهناك مشكل كبير في اليد العاملة، كما أنه في بعض الأحيان يكون مشكل بين مكتب الدراسات والشركة المنجزة، وبالنسبة لملعب تيزي وزو فهناك مشكل بين الشركاء، وقد منحناهم مهلة أسبوع لكي يجدوا الحلول اللازمة، وهنا أود أن أقول بأنه لو كانت لدينا شركات قوية وبيد عاملة جزائرية فلن تكون مثل هذه المشاكل..لكن رغم كل ذلك أرى بأننا في موضوع الملاعب نحن في الطريق السليم لأننا بدون تنظيم بطولة نحن بصدد إنجاز 11 ملعبا كبيرا. نتحدّث عن الرابطة المحترفة، بعض الفرق تُعاني ماليا، هل هناك تحرّكات من الوزارة لمساعدتها على إيجاد شركات خاصّة أو عامة من أجل شرائها؟ في هذا الجانب لا نستطيع التدخل وإجبار شركة على شراء فريق ما، لكن نقوم بخلق الجو المناسب حتى تكون مثل هذه العمليات، ومن جانبنا كوزارة لدينا إعانات تنحصر في النقل، الإيواء، وهناك فرق تستفيد من إعانات الولاية والممولين حسب درجتها، وهنا أشير إلى أن إعانات الدولة في السنوات الأولى للاحتراف تقدر ب300 مليار دينار. وماذا تقولون عن الاحتراف في الجزائر؟ الاحتراف من صلاحيات الاتحادية والفرق المحترفة، ونحن نقدم الإعانة وفق القوانين، الأمور تسير ببطء، لكن إن شاء المولى في الطريق الصحيح، هناك أموال كبيرة رصدت لهذا الجانب..التحسن ضعيف ولكنه موجود، وإن شاء المولى نصل إلى الأهداف المسطرة. هناك قضيّة التهرّب الجبائي للفرق واللاعبين، كيف تتعاطون مع هذا الملف؟ الفرق لا بد أن تسدد الضرائب، القوانين تطبق على الوزارة، على الاتحاديات وعلى الفرق، وعندما تطبق القوانين ستعزّز قوة الدولة، ولهذا أقول بأن كل أمور الاحتراف يجب أن تكون في إطار القانون، هناك راتب شهري، إذن هناك تكاليف، وسيطبق هذا الأمر تدريجيا. بالنسبة لأندية الهواة، في الأيام الأخيرة أثير مشكل عدم دخول الإعانات المخصّصة لها، ما خلق حالة تذمر لدى هذه الفرق؟ لن نقدم أي إعانة مالية لأي جمعية كرة قدم، إن لم تقدم الملف الإداري والحصيلة المالية بصفة قانونية، ويكون التمويل حسب الإمكانيات الموجودة، وإذا كانت هناك مشاكل فالأبواب مفتوحة، كما أن القانون يفرض على البلدية أو الولاية القيام بالمراقبة، حتى تكون الأمور واضحة وشفافة. هناك العديد من النقائص التي يعاني منها الشباب والعديد يرى أنه مهمّش؟ كل المسائل التي تهم الشباب نجد حلولا لها، وكل المسائل التي تهم الرياضة نجد لها حلولا كذلك، في السنوات الأخيرة كانت الحركة الجمعوية تطلب الإمكانيات وتستمد قوتها من المجتمع الجمعوي، لكن اليوم مع السياسة الجديدة يجب تغيير الأمور، حيث تمكنا من تدعيم الجانب التضامني ب 155 مليون دينار كغلاف مالي لكل سنة والخاص بالنشاط الشباني ( الجمعوي). والأصح لدينا تمويل المشاريع. كيف تمّت عمليّة تمويل هذه المشاريع؟ كنا قد طلبنا من كل جمعية أن تتقدم للحصول على مشروع من 480 مشروع مقدم من طرف وزارة الشباب والرياضة، وعليه تم تنصيب لجنة وطنية قامت بدراسة كل ملفات المشاريع، وتم في الأخير اختيار 287 مشروع من العدد الإجمالي. ولماذا أقصيت الملفات الأخرى؟ يعود هذا إلى نقص الملفات وليس هناك حصيلة اعتماد حسب ما جاءت به اللجنة الوطنية المكلفة بدراسة المشاريع، كل الجمعيات أخذت نصيبها، وتمويل المشروع ب80% في حين تتكفل الجمعية ب20%، وبعد سنة تقييم نهائي بعد هذا لمسنا ارتياحا كبيرا لدى الجمعيات، ولا بد أن يكون التدعيم في صالح الرياضة، كما يجب أن نحمي المتطوعين والناشطين بالميادين، وذلك لمّا أقمنا حفل تسليم العقود لاحظنا فرحة عارمة على مستوى الجمعيات التي لم تكن تنتظر ذلك. وهل تنحصر اهتماماتكم على النشاط الرّياضي فقط؟ منذ أن توليت هذا المنصب قمت بزيارة 38 ولاية، لاحظنا بعد التقييم الشامل أن هناك نشطات مختلفة وعبقرية على مستوى الشباب، خاصة وأن الشباب أصبح يقوم بمهرجانات وطنية في كل الاختصاصات وفي مقدمتهم دار الشباب لمدينة تسمسيلت التي قدمت أشياء مدهشة، حيث تحصلت على المرتبة الأولى في المهرجان الوطني، هذا ما يجعلنا نسطر هدف كل دار شباب لكل بلدية من القطر الجزائري. بمناسبة اليوم الوطني لمحاربة الفساد، ما هي خطوات التّصدي لهذه الظاهرة؟ من أولويات الوزارة، هي محاربة الفساد بأي شكل، الأمر ليس سهلا لمحاربة الفساد، لكن يجب ترقية التسيير الراشد، المراقبة تمويل المشاريع وليس الجمعيات، وهذه الوسيلة كفيلة للوصول إلى نشاط شباني ورياضي نظيف، يساعد الطفل على أن يكون مواطنا ناضجا ومتفتحا في المستقبل. حضرنا مؤتمر الشراكة بين وزارة الشباب والرياضة والتعليم العالي، هل هناك خطوات في هذا الإطار، وفي ظل وجود اتحادية خاصّة للرياضة الجامعية، لماذا هذا المشروع الثاني؟ حتى نمنح لها السياسة الرياضية، ويمكنها أن تنشط في إطار السياسة الوطنية، كان النشاط الجامعي يقتصر على المنافسة الدولية، ولدينا منشآت في مختلف الجامعات، لهذا نهدف إلى تشجيع الرياضة على مستوى الجامعة ونمنح بذلك الفرصة للطلبة الجامعيين الذين لديهم مشوار رياضي يستطيع أن ينشط على مستوى النخبة، كما نسعى إلى تكوين فرق جامعية تشارك في بطولات وطنية، أما فيما يخص اللجنة فقد بدأت العمل، وبمشيئة المولى سيعطي البرنامج الجديد دفعا للرياضة الجامعية. الجزائر لم تشارك في منافسات البطولة العالميّة الماضية، لماذا؟ لماذا نشارك ونبحث عن تحقيق ميداليات ولا توجد رياضة جامعية؟، تجعلنا نستهلك أموالا كبيرة والرياضة غير موجودة، فمن واجبنا أن نعطي الفرصة للرياضة الجامعية حتى تصل إلى مستوى عال، وتشارك في منافسات عالمية ونفس الشيء بالنسبة للرياضة المدرسية. يصفونكم بأنّكم "وزير كرة القدم"؟ هذا غير صحيح، نتابع كرة القدم ككل جزائري، لهذه اللعبة اتحادية تسيّرها، وأنا لاعب سابق في كرة اليد، كما أن كرة القدم لديها مسؤولوها، فيما تبقى الوزارة مسؤولة على كل الرياضات، ولا نفضل رياضة على أخرى، آمالنا الوحيدة أن تصل الرياضة الجزائرية إلى المستوى العالي، وخير دليل على ذلك النتائج الإيجابية التي حققتها منتخباتنا من خلال المشاركة في المحافل القارية والدولية، هذا ما يجعل مسؤوليتنا أكبر بشأن كل الرياضات، وإذا أردنا أن تتطوّر كرة القدم يجب أن نهتم بمختلف الرياضات. هناك ملاعب مثل براقي، الدويرة لكنّها تفتقد إلى قاعات رياضية؟ لو أقدم لك أرقام المسابح ومشاريع القاعات المتعددة الرياضات التي أنجزت والتي لم تنجز تقول بأننا وفقنا إلى حد كبير، من أكبر الإنجازات تدشين قاعة الشراقة التي تتسع إلى 2400 مقعد والتي تعتبر جوهرة، إلى جانب هذا استفادة مدينة بسكرة، قصر البخاري، على قاعات تتسع إلى 2000 مقعد كما برمجنا 50 مسبحا لسنة 2014 بدأت الأشغال بها بنسبة كبيرة إلى جانب المسابح الجوارية، هذا ما يدل على أن هناك عدالة لما ترى عدد القاعات وتوزيعها على مستوى القطر الجزائري، لكن الجزائر كبيرة وشاسعة. بعض الاتّحاديات منها تلك الخاصة بالألعاب القتالية تشتكي التهميش، فما هو رأيكم؟ مبدئيا الجميع لا يفهم القانون المعمول به على مستوى وزارة الشباب والرياضة، الآن هذه الأخيرة لا تستطيع تمويل كل الفرق، يجب تحقيق نتائج إيجابية والدفاع عن الألوان الوطنية لتكون بذلك التكاليف على عاتق الوزارة، كما أن كل الفريق مرتبطة باتحاديتها وهي تعرف أولوياتها. ماذا عن قضيّة الكراتي بإسبانيا؟ ملف هذه القضية مفتوح، حيث جاءتنا مراسلات من الاتحادية، ويبقى التحقيق جاريا والقانون فوق الجميع. هل هناك مشروع في رياضة الروغبي؟ ليس هناك مشروع في ما يخص هذه اللعبة، وحتى يكون مشروعا لابد من محاولات لكن المشكل الكبير يعود إلى الفرق والمنشآت، وتكوين فريق إلى جانب ملعب روغبي يحتاج إلى أموال كثيرة كما أن هذه الرياضة ليس لها تاريخ في الجزائر، لكن إذا كان هناك أناس يحبون تطوير هذه الرياضية فمرحبا بهم. اتحادية الملاكمة قدّمت لكم اسم المدير الفني الوطني وأنتم رفضتم، هل هذا صحيح؟ لا، الاتحادية قدمت اقتراحات شفافة، حيث قامت بترشيح الأسماء الثلاثة التي لم تتوفر فيها المقاييس المطلوبة، حيث طلبنا منهم إعادة النظر في الخطوة، كما أن المدير الفني يجب أن تتوفر فيه الشروط والمقاييس المطلوبة. تطوير "الغولف" سيُساعد في ترقية السياحة الجزائرية، ولكن وزير السكن والعمران " تبون" حوّل المشروع إلى مساحات سكنية ما هو تعليقكم؟ في الحقيقة هناك اتصالات فيما يخص منطقة سيدي عبد الله، وبمشيئة المولى سيكون هناك مكان مخصص لرياضة الغولف ب 100 هكتار، ولكن الأولويات تكون مخصصة لحصص السكن، والمنشآت الرياضية لديها أهمية بدورها، فهناك مشروع ملاعب رياضة الغولف في الشرق والغرب وفيما يخص منطقة سدي عبد الله تبقى الآمال باقية. كنت من ممارسي رياضة الدراجات النارية، لكن حاليا ليس هناك اهتمام بهذه الرياضة، ماذا تقولون؟ نعم كنت من ممارسي رياضة الدراجات النارية وقد اكتشفت كل القطر الجزائري بالدراجة النارية وآخر منافسة لي كانت عام 1987 بمدينة المدية، أما فيما يخص الاهتمام بهذه اللعبة فهناك اتحادية تقوم بدورها على ما يرام وبصفة عقلانية، وحتى تكون لديك رياضة متطورة، لابد من إمكانيات تمكنك من الحضور في المحافل الوطنية والدولية. ماذا تقول عن وضعيّة كرة اليد في الفترة الحالية؟ الأمور أصبحت عادية، هناك استقرار على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، ولكن التأخر موجود، وسينعكس سلبا في المستقبل القريب، وبما أن الجزائر مقبلة على استضافة البطولة الإفريقية فإنها ستكون بمثابة نقطة تحول جديدة للكرة الجزائرية. ما هي تكهناتكم بخصوص المشاركة الجزائرية في هذا الموعد القاري؟ لا تهمنا النتائج مثلما يهمنا الاستقرار بالدرجة الأولى، وتطوير رياضة كرة اليد الجزائرية، خاصة بعد المشاكل التي عاشتها لأكثر من موسمين، فنحن الآن أمام مرحلة انتقالية ببطولة انتقالية فيها 29 فريقا، ويجب العودة إلى النظام القديم ب 14 فريقا للرفع من مستوى الكرة الصغيرة، لأن النتائج الدولية مرتبطة بهذا النظام. حاوره: عمر سلامي ومحمد بلحوت