تحدث وزير الشباب والرياضة، محمد تهمي، عن عديد الأمور التي تشغل الرأي العام والتي يبقى أهمها ترشح الجزائر لاحتضان فعاليات كأس أمم إفريقيا 2019، حيث أكد أن هيئته تلقت الموافقة من الدولة وأن الفاف في الوقت الراهن بصدد إعداد ملف ترشح كامل للفاف، كما تحدث عن عدم إمكانية تدخله في راتب الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش وأسئلة أخرى أجاب عنها الوزير في هذا الحوار الذي خص به جريدة “الفجر”. كيف يقيم السيد الوزير قطاع الشباب والرياضة في الوقت الراهن؟ يمكن القول بصفة عامة أن الوضع الحالي إيجابي، نحن نسير وفق برنامج حكومي والأمور - الحمد لله - تسير نحو الأحسن بالرغم من أننا نتطلع إلى الأحسن. تتفق معنا أن الشارع الجزائري يتابع أخبار كرة القدم أكثر من أي رياضة أخرى، كيف تقيم كرة القدم الجزائرية سواء على النطاق المحلي أو الإقليمي؟ بالرغم من أن السؤال لا يعنينا كوزارة إلا أنني سأجيب عليه. بصفة عامة، يمكن القول إن المستوى في المتوسط وليس أكثر، حيث يمكن القول إن مشاركة المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا الأخيرة لم تكن إيجابية وكانت دون المستوى بعد أن فشلنا في التأهل للدور الثاني، كما أن المنتخب الوطني لأقل من عشرين سنة والذي شارك في الدورة التي استضافتها الجزائر فشل هو الآخر وكان كسابقه، لكن على مستوى الأندية الأمور بخير بعد تأهل وفاق سطيف للدور القادم في كأس رابطة أبطال إفريقيا، كما تأهل نادي اتحاد العاصمة للدور المقبل من كأس الكاف وكذا كأس العرب، كما نتمنى تأهل شبيبة بجاية. أظن أن الأمر إيجابي، لكن هذا لا يعني أن مستوى الأندية جيد بل تنقصه عديد الأمور التي ستأتي بتطبيق شروط مشروع الاحتراف الذي يتطلب الاعتناء بالتكوين وبالمواهب الشابة. في الآونة الأخيرة نصبتم رؤساء الاتحاديات والفيدراليات الرياضية حيث اشتكى عديد المنتخبين السابقين من إقصائهم ومنعهم من الترشح بحجة وجود ثغرات مالية وتلاعبات بالمال العام. إذا كان الأمر كذلك لماذا لم تعاقبوهم عوض حرمانهم من الترشح؟ لا يمكن الحديث عن العقاب في الوقت الراهن، حيث تبقى هناك ملفات قيد الدراسة من طرف مفتشية العمل لدى الوزارة والتي بالنظر إلى عدم اكتمالها بالرغم من وجود سوء التسيير تعمل على إتمام الملفات بطريقة قانونية حيث لا يمكن الحكم مع وجود بعض الأمور الناقصة وإن كانت هناك تجاوزات وخروقات لملفات ستكون هناك محاسبة. فيما يخص اتحادية الكاراتي؟ رئيس اتحادية الكاراتي أتمنى أن لا يقول إنه أقصي بظلم. لقد استقبلته أنا وحتى المفتش العام لدى الوزارة الذي شرح له أسباب منعه من الترشح، حيث حدثه عن الأخطاء التي ارتكبها فيما يخص التسيير. لكن الجميع يؤكد أن الاتحادية كانت تسير في الطريق الصحيح؟ قبل الحديث عن النتائج نحن كهيئة تسير وفق قوانين الدولة علينا أن نتابع طريقة التسيير وخاصة فيما يتعلق بالجانب المالي الذي نرفض أن تكون في شأنه تجاوزات، والأمر هنا لا يتعلق بالأموال العمومية فقط وإنما حتى أموال الدعم الخاص التي يبقى رؤساء الاتحاديات مطالبين بصرفها وفق القانون، أي التسيير الراشد. من أراد التسيير فعليه أن يكون راشدا. وأقول في هذا الشأن إن كل من أقصي من الترشح أقصي لأسباب موضوعية وليس لأسباب صغيرة أو غلطات عادية فقط، كما أن الانتخابات كانت نزيهة بشهادة الجميع. عرفت فترة اتحادية كرة اليد السابقة عديد المشاكل التي ضربت بالرياضة التي للجزائر تاريخ حافل فيها، هل ترون أن الأمور ستتغير بقدوم عزيز درواز وهل تثقون في قدرته على إيجاد الحلول لجميع مشاكل الكرة الصغيرة؟ نحن نثق في كل منتخب جديد لأنه جاء بطريقة قانونية وانتخب من طرف أعضاء الجمعية العامة، وذلك بغض النظر عن الأسماء أو الأشخاص. المهم بالنسبة إلينا من يخدم الرياضة الجزائرية. كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكانية احتضان الجزائر لكأس أمم إفريقيا 2019 حيث ينتظر الشارع الجزائري منكم التحرك، خاصة بعد أن أكد رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة أن الأمر يخص الوزارة الوصية وأن الدولة وحدها من تملك حق الترشح من عدمه؟ أولا الأمر ليس من صلاحيات الوزارة وإنما من صلاحيات الاتحادية التي تبقى وحدها المخولة بطلب استضافة هذه الدورة من الدولة، ونحن من جانبنا تلقينا الموافقة إن شاء الله بعد أن تأكدنا من أن الهياكل القاعدية متوفرة، حيث أعلمكم أن مسؤولي الفاف في صدد إتمام ملف الترشح لرئيس الاتحادية الإفريقية لكرة القدم عيسى حياتو الذي تكلمنا معه وأكدنا استعدادنا لدعم هذه الدورة. بحديثك عن إمكانية الترشح لاستضافة دورة كأس أمم إفريقيا 2019 يقودنا الأمر إلى الحديث عن الملاعب إذ تبقى الجزائر غير جاهزة من هذا الجانب؟ لماذا غير جاهزة.. أليس لدينا ملاعب؟! لدينا ملاعب لكنها غير كافية بالنظر إلى شروط الفاف لاحتضان مثل هذه الدورات والتي تشترط وجود أكثر من 5 ملاعب جاهزة كليا زيادة على القرى الرياضية وظروف الإقامة، أليس كذلك؟ لدينا 5 جويلية والبليدة وعنابة وسيدي بلعباس وسعيدة وملاعب أخرى، كما أن الملاعب الأربعة في كل من العاصمة ووهران وتيزي وزو التي ستكون جاهزة إن شاء الله كافية لتفي بالغرض. كما أعلمكم أن كل الملاعب الموجودة حاليا سترمم وتجدد في المستقبل. يدور في الآونة الأخيرة الحديث عن مشروع أو قانون الرياضة وخاصة المتعلق بالعنف والذي قيل إنه لم يلقى الإجماع خلال طرحه في مجلس البرلمان هل هذا صحيح؟ هذا الكلام لا أساس له من الصحة. لقد تفاجأت بهذا الكلام تنشره بعض الجرائد، لا أدري لماذا يقال هذا. وإن كنتم تتذكرون فقد تم عرض هذا المشروع على الصحفيين والمختصين قبل شهر من عرضه على الحكومة والبرلمان حيث لقي الترحاب، كما أن الأمور جرت بصفة عادية بعد أن صودق عليه من طرف مجلس الحكومة وعلى مستوى البرلمان وإن شاء الله سيكون هذا القانون كافيا لحل كل القضايا خاصة المتعلقة منها بالعنف في الملاعب. الوزير السابق الهاشمي جيار كان يعتمد في سياسته على التكوين وكذا تشجيع الفئات الشبانية. هل ستستمرون في هذا المشروع أم أن لكم سياسة أخرى وبرنامج آخر؟ السياسة هي سياسة الدولة، حيث سنعمل على الاستمرارية في دعم الشباب للنهوض بالرياضة الجزائرية. مشروع الاحتراف في عامه الثالث يراوح مكانه إلى درجة أن هناك بعض رؤساء الأندية يهددون بالانسحاب، يأتي هذا في الوقت الذي استفاد الكثير منهم إن لم نقل جلهم من منح شراء الحافلات المقدرة بمليار سنتيم وكذا منح إنشاء مراكز التكوين ما تعليقكم؟ مشروع الاحتراف هو مشروع كامل، حيث أن جل الأندية التي وافقت على الدخول للاحتراف يربطها عقد مع الوزارة ومن أخذ أموالا من الدولة في إطار مشروع الاحتراف عليه أن يبرر أين ذهبت الأموال. وأضيف شيئا آخر هو أنه لا يوجد أي فريق في الوقت الراهن طلب الانسحاب من المشروع. لكن هناك من هدد بالانسحاب سواء من البطولة الوطنية المحترفة الأولى أو الثانية. مشروع الاحتراف مستمر ويسير في الطريق الذي سطر له في 2010 ومن يهدد فإن أراد أن ينسحب فلينسحب ويترك المجال للراغبين في الولوج إلى عالم الاحتراف. كثر الحديث في الشارع الجزائري عن رواتب المدربين الأجانب على غرار الراتب الذي يتقاضاه الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش وكذا الراتب الذي كان يتقاضاه مدرب المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة نوبيليو. ألا يمكنكم تسقيف الرواتب أو التدخل في هذا الشأن مثلما حدث في وقت سابق في المغرب، حيث تدخل الوزير في قضية راتب البلجيكي غيرتس؟ لا أدري كيف يمكن أن نتدخل في راتب مدرب ونحن نعيش في دولة لها قوانين تحكمها. لا يمكننا أن نتدخل في هذا الشأن والاتحادية تبقى مستقلة حيث لا يمكننا التدخل في أمور أي اتحادية سواء كانت اتحادية كرة القدم أو اتحادية أخرى. لا أدري كيف يطالب البعض من الوزارة أن تتدخل عند خسارة المنتخب لمباراة أو شيء من هذا القبيل، هذا أمر غير معقول. رواتب المدربين والطواقم الفنية واللاعبين سواء في الاتحادية أو على مستوى الأندية تبقى تخص مسؤوليها فقط، والمنتخب الوطني الفاف وحدها مسؤولة عنه وعن رواتب مستخدميه. لكن لماذا تدخلتم في اتحادية كرة اليد عندما كدنا أن نعاقب؟ لم نتدخل وأنا مسؤول على ما أقول. تدخلنا كان قانونيا، وبعد أن تم انتهاك القانون من بعض المسؤولين في هذه الاتحادية حيث كان إقصاؤنا لهم بطريقة قانونية. هذه ليست حرب، هذه رياضة ونحن نحتاج لمن يشرف البلاد ويرفع العلم الوطني في المحافل الدولية. العلاقة بين وزراء الشباب والرياضة الذين سبقوك وبين رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لطالما عرفت فتورا وتشنجا بسبب تدخل الوزارة الوصية في أمور الفاف. كيف تسير الأمور في عهدتكم؟ علاقتنا جيدة مع كل الاتحاديات ومع اتحادية كرة القدم أؤكد لك أنها عادية جدا ولا تعدو أن تكون علاقة عمل وتعاون، الوزارة في مكانها الذي يجب أن تكون فيه والفاف كذلك. لا يمكن على الإطلاق أن نتقدم في حال كانت هناك مشاكل بين الاتحاديات والوزارة. كلمة أخيرة... أتمنى إن شاء الله أن ترجع الرياضة الجزائرية إلى مكانها الحقيقي بفضل العمل والتعاون. أتمنى أن نتمكن من حل كل المشاكل بحيث نضمن للجميع حقوقهم ونضمن للجزائر النتائج الإيجابية لتشريف العلم الوطني. حاوره: ياسين قالم
“مفتشيه العمل تحقق وكل من أساء تسيير المال العام سيتابع”
“مشروع الاحتراف مستمر ومن أراد أن ينسحب فهو حر”
“القانون لا يخول لي التدخل في راتب حليلوزيتش ولا غيره”