مرت ثلاثة أيام عن التصريحات المثيرة التي أدلى بها رئيس نادي اتحاد الشاوية المخضرم عبد المجيد ياحي، عقب إقصاء فريقه في الكأس على يد مولودية العاصمة بأم البواقي … ثلاثة أيام مرت دون أن يتحرك أي مسؤول رياضي أو قضائي، فلا رد فعل سجّل من عند وكيل الجمهورية لدى محكمة أم البواقي ولا مسؤول قضائي في وزارة العدل ، كما لم يتحرك رئيس لجنة التحكيم بلعيد لاكاران ولا رئيس الفاف محمد روراوة، ولا وزير الرياضة محمد تهمي لفتح تحقيق فيما قاله رئيس ناد مسؤول، اتهم فيه صراحة الحكم الدولي الوهراني غربال بالتحيز، قائلا :» لقد طلب مني هذا الحكم تسهيل تأهل المولودية مقابل مساعدته في صعود الشاوية إلى القسم الأول هذا الموسم». كلام ياحي خطير جدا وليس مجرد تصريح عابر أو انتقامي من رئيس يعرف جيدا خلفيات عالم «البزنسة» بالكرة في بلدنا، ولم ينكر يوما لجوءه إلى هذه الأساليب الملتوية لتحقيق انتصارات وهمية لفريقه. وكان الشارع الرياضي الجزائري ينتظر رد فعل من جميع الهيئات الرياضية والقضائية للتحقيق في ما قاله ياحي ومساءلة طبيب الأسنان الذي أصبح حكما دوليا «بضربة معلم» ومن ثمة معرفة صحة أقوال الرئيس الشاوي، وفي كلتا الحالتين، العدالة مطالبة بفتح ملف إما بمقاضاة الحكم إن ثبتت أقوال المسير أو محاكمة ياحي إن روّج لإشاعة كاذبة يتهم فيها الحكم بالباطل. لعل الصمت الذي التزم به رئيس لجنة التحكيم الموجود وسط زوبعة كبيرة ، تجاه حكمه المدلل غربال، له ما يبرره، لكن الهيئة العليا لتسيير الكرة، ونعني بها الفاف مطالبة من جهتها بتجميد مهام الحكم أو إجباره على رفع دعوى قضائية ضد الرئيس، لأنه لا يمكن أن تبقى تصريحات ياحي مجرد تصريحات صحفية للاستهلاك الإعلامي، ونحن نشاهد ونسمع يوميا عن كوارث في التحكيم وتلاعب بنتائج المباريات في البطولة والكأس إلى درجة أن بعض رؤساء النوادي يقولون بأنهم تفاوضوا مع أطراف مسؤولة لا ندري أين، لتوزيع «ريع الموسم» فواحد ضمن لقب البطولة وآخر يصر على الكأس للجلوس بجانب رئيس الدولة، وآخر يبحث عن تأشيرة الصعود وهناك من يتفاوض حول مكانته في القسم الأول أو الثاني وكأن المنافسة الرياضية لم يعد لها معنى، وكل شيء يباع ويشترى و»الطورطة» تم اقتسامها بعيدا عن ميدان كرة القدم ولا يهم إن كان منفذو هذه المخططات الشيطانية أطباء ومهندسين أو بطالين.