"بعد القمة.. هبطت الهمة" عبارة ساخرة اصبح يتغنى بها عدد كبير من جماهير ريال مدريد وبرشلونة على وجه التحديد وذلك بعد التراجع الكبير في مستوى اتلتيكو مدريد والذي ظهر مفككا في مباراتي نصف نهائي . اتلتيكو مدريد تعرض لثلاثة هزائم متتالية منذ صعوده لصدارة ترتيب اندية الدوري الاسباني الممتاز هزيمتين منهما أمام ريال مدريد في الكأس ذهابا وإيابا وهزيمة مفاجئة أمام ألميريا في الدوري، ولم يستطع الانفراد بالصدارة رغم تراجع مستوى برشلونة وسقوطه هو الآخرأكثر من مرة آخرها امام فالنسيا عندما خسر على ملعبه "كامب نو" بثلاثة اهداف لهدفين. ما هي اسباب خسارة اتلتيكو مدريد امام ريال مدريد ذهاباً 3-0 واياباً 2-0 في الدور قبل النهائي من مسابقة كأس ملك اسبانيا؟.. ومن المسؤول عن خسارة الفريق الاخيرة في الدوري امام الميريا 2-0 ليفقد الصدارة لصالح برشلونة وريال مدريد بفارق الاهداف على اعتبار ان كل فريق يمتلك 57 نقطة في المراكز الثلاثة الاولى. "يوروسبورت عربية" تلقي الضوء على ابرز 3 اسباب دفعت اتلتيكو مدريد للتراجع.. وتالياً نوجزهم: 1- المحاربة على 3 جبهات: وجد اتلتيكو مدريد نفسه في مأزق كبير عندما تصدر الدوري الاسباني برصيد 57 عقب فوزه العريض على ريال سوسيداد والخسارة المفاجئة لبرشلونة على ملعبه امام "الخفافيش" فالنسيا 2-3، ثم وجد نفسه في اختبار آخر امام ريال مدريد في الدور قبل النهائي من مسابقة كأس الملك، ولكن بعيداً عن المنافسات الداخلية وجد سيميوني لنفسه عذراً من خلال التفكير بموقعة ميلان الايطالي ضمن منافسات دور ال16 من مسابقة دوري أبطال أوروبا.. لذلك فقد أتلتيكو التركيز وسقط في دوامة طرفيها ريال مدريد وبرشلونة فكان السكين منهما وبسببهما وهو الضحية.. وهو ما كلفه خسارة الكثير من النقاط والتنازل عن الانفراد بالصدارته لصالح برشلونة وريال مدريد وفقدانه لقبه على يد الجار الغريم. 2- زلزال الاصابات: يعاني اتلتيكو مدريد من غياب العديد من الاسماء البارزة في الفترة الاخيرة بسبب الاصابة او الايقاف، حيث افتقد الفريق لخدمات كل من ديفيد فيا وفيليبي لويس واردا توران للاصابة فيما افتقد البرازيلي الاصل، اسباني الجنسية دييغو كوستا بريقه في الفترة الاخيرة، وهو ما ينذر برحيله الى صفوف تشيلسي الانجليزي خلال سوق الانتقالات الصيفية كما يتوارد من شائعات، حيث منذ انطلاق العام 2014 وكوستا يقدم مستويات هزيلة لا ترقى لمهاجم بحجم امكانياته. 3- ضعف النفس الطويل: الفرق الكبرى المعتادة على الصدارة دائما تتمتع بما يطلق عليه النفس الطويل.. وهو أمر اتلتيكو مدريد للقدرة على المنافسة، حيث وجد الفريق نفسه دفعة واحدة منافسا على لقب الدوري الإسباني وسط العملاقين ريال مدريد وبرشلونة، وهو ما شكل ضغطاً نفسياً رهيباً على اللاعبين، في نفس الوقت فالنفس الطويل هو امتلاك الفرق لذخيرة من البدلاء تعوض الغائبين أو المتراجعين وهو ما يملكه أتلتيكو المكافح دون سند، والذي يملك 11 لاعبا متميزين ومقاعد بدلاء شبه خاوية أو ممتلئة بكمالة عدد، الأمر الذي يفقد فريق العاصمة الاسبانية القدرة على الاستمرار طويلا.. يجعله قصير النفس في ظل تعدد المسابقات والجبهات. قد يكون على سيميوني في الفترة المقبلة العمل على الجانب النفسي لتعويض النقص العددي.. وربما عليه أيضا الجلوس مع اللاعبين لاخراجهم من الصدمة النفسية التي من الممكن أن تدخلهم في دوامة تخرجهم وتفقدهم ما بنوه طوال الشهور الماضية.. هي مهمة المدير الفني بشكل كامل وانقاذ أتلتيكو مدريد في يد سيميوني.. على الأقل نفسيا. فهل يرفع اتلتيكو مدريد شعار نكون او لا نكون.. ام يكتفي بوصفه "طفرة دور الذهاب في الدوري الاسباني"؟!
