ضمن سلسلتنا التي نعرض فيها يوميا لاعبا من المنتخب الجزائري مرشح لحمل قميص الخضر في المونديال، نصل اليوم إلى لاعب صغير في السن كبير بفنياته ومراوغاته الساحرة، هو نجم فريق غرناطة الإسباني ياسين براهيمي الذي عرف كيف يأسر قلوب الجزائريين ويستميلهم رغم التهميش الذي عانى منه مع الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش لكنه وعلى الرغم من ذلك يأمل في أن يكون في الموعد خلال نهائيات كأس العالم بالبرازيل ليساهم في تحقيق الحلم المنشود وهو التأهل للدور الثاني لأول مرة في تاريخ الجزائر. ابن العاصمة باريس وأصله من الجنوبالجزائري بداية الحديث عن لاعب غرناطة ستكون عن مولده ونشأته، حيث ولد ياسين براهيمي في الثامن من شهر فيفري 1990 بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، من أبوين جزائريين، الوالد من مدينة المنيعة الواقعة في الجنوبالجزائري وأمه من منطقة القبائل، ترعرع الوافد الجديد للأفناك في حي شعبي يدعى «مونتروي»، غير أنه غادره في سن مبكرة متوجها إلى مركز التكوين «كلار فونتان» المعروف في فرنسا، أين بدأ بتعلم أبجديات الكرة في هذه المدرسة التي قضى فيها ثلاث سنوات، لينخرط بعدها من جديد في مدرسة نادي باريس سان جيرمان التي قضى فيها أكثر من عام كامل، قبل أن يبدأ تكوينه الفعلي كلاعب في مدرسة فريق فرنسي آخر وهو نادي ران. استفاد كثيرا من انخراطه في مدرسة نادي ران لامتلاكه مهارات وفرديات فنية، ولأنه يجيد مداعبة الكرة بسلاسة، تمكن ياسين المعروف عنه انضباطه وأخلاقه من فرض مكانته كلاعب ناشئ وسط أقرانه، ومن أبرز الفنيات التي تطورت معه هي إتقانه اللعب بكلتا القدمين، الأمر الذي منحه سهولة في مراوغة منافسيه، كما أنه يمتلك مؤهلات في سرعة بناء وصنع الهجمات المعاكسة، فما كان على تقنيي وكشافي مدرسة نادي ران إلا أن تنبؤوا بمستقبل باهر للفتى الموهوب، حيث وضعوا اسمه ضمن لائحة اللاعبين الذين سيستفيد الفريق الفرنسي من تكوينهم مستقبلا، وهنا بدأت مسيرة اللاعب الصاعد في عالم الكرة. وقع أول عقد احترافي مع ران في سن ال18 وأحرز لقبين للآمال كانت أولى إيجابيات انخراط ياسين في مركز التكوين لنادي ران الفرنسي، هو توقيعه لأول عقد احترافي في مسيرته الكروية وهو لم يتجاوز بعد سن ال18، ليكتشف الشاب عالم المنافسة التي كانت بداية مع خوضه لبطولة فرنسا سنة 2007 لفئة 18 سنة، والتي تألق من خلالها كلاعب منح الإضافة لفريقه حيث نجح في تحقيق لقب البطولة، قبل أن يفوز في العام الموالي بكأس «غامبارديلا»، وهي مسابقة ترعاها الفدرالية الفرنسية لكرة القدم، تشارك فيها جميع النوادي الفرنسية من الدرجة الأولى، وهي مخصصة لفئة لاعبي الآمال وهذا من أجل إعطائهم فرصا لكي يظهروا من خلالها إمكانياتهم، فكانت لبراهيمي فرصة التألق والبروز وصقل موهبته أكثر وتجسدت في الأخير في تحقيق الكأس المذكورة. أعير إلى نادي كليرمون الذي ينشط في الدرجة الفرنسية الثانية في موسم -2008 2009 ،أهل ياسين براهيمي بشكل رسمي للفريق الأول لنادي ران الفرنسي، الذي خاض معه أول لقاء أمام ليل شهر جويلية من عام 2008، لكن الدولي الجزائري المرتقب لم يستطع فرض مكانته ضمن لاعبين يفوقونه خبرة، مع العلم أن ران كان ينافس دائما على أحد المراكز الخمسة في سلم ترتيب الدوري الفرنسي، وخلال فترة تواجده في نادي الغرب الفرنسي كان هذا الأخير مواظبا على المشاركة في مسابقة الأوروبا ليغ، فقررت إدارة فريقه إعارته لنادي كليرمون الفرنسي الذي ينشط في الدرجة الثانية مع بداية موسم 2009 – 2010 ، فكان على براهيمي انتهاز الفرصة التي منحت له، فاستطاع انتزاع مكانة أساسية ولعب 32 لقاء مع كليرمون سجل من خلالها ثمانية أهداف، لكنه خسر مع فريقه رهان تحقيق الصعود، حيث اكتفى بالمرتبة السادسة في ذلك الموسم وبرصيد 54 نقطة وبفارق ست نقاط عن آخر الصاعدين نادي آرل آفينيون. العودة إلى ران من جديد وبداية التألق في «الليغ1» بعد قضائه لموسم استثنائي رفقة كليرمون عامي -2009 2010، ارتفعت أسهم ياسين في ناديه الأصلي الذي عاد إليه من جديد مع انتهاء فترة إعارته، واستطاع أن ينال ثقة مدربه الفرنسي فريدريك أنتونيتي الذي أقحمه ضمن تشكيلة الفريق الأساسية في 22 مناسبة موسم 2010-2011 أظهر من خلالها براهيمي قدرات فنية كبيرة، حيث استطاع تسجيل ثمانية أهداف في أول موسم حقيقي له في «الليغ1»، كما حقق مع ناديه مرتبة مشرفة في ذلك الموسم، تأهل من خلالها نادي ران إلى مسابقة «الأوروبا ليغ»، وفي الموسم الموالي (2011-2012) خاض ياسين من جديد موسما مليئا بالمنافسة، حيث شارك في 23 مباراة منها خمس مواجهات على المستوى القاري، كما سجل متوسط ميدان ران السابق في موسمه الأخير مع النادي الفرنسي سبعة أهداف. أعير من جديد لنادي غرناطة واللاعب يكتشف أجواء «الليغا» مع بداية الموسم الكروي الحالي، أبدى النجم الصاعد لمقربيه نيته في ترك ناديه الفرنسي وتغيير أجواء البطولة الفرنسية، فكان له ذلك بعدما تقدمت إدارة نادي غرناطة الإسباني بطلب لنظيرتها الفرنسية من أجل إعارته مطلع الصيف الفارط، فوافق مسؤولو نادي الشمال الفرنسي واللاعب الذي لطالما كان يبحث عن مشاركات كثيرة من أجل تطوير مهاراته وكسب ثقة أكبر في النفس من شأنها أن تمنحه خبرة في مثل هذا المنافسات التي تتطلب مستويات عالية، ولولا أن لعنة الإصابات بدأت تطاله من حين لآخر لاستطاع الظهور أكثر خلال الموسم الحالي مع فريقه الجديد الذي يملك معه لحد الآن 16 مشاركة 13 منها كأساسي مسجلا 1136 دقيقة، نال فيها أربع بطاقات واحدة منها حمراء، في حين لم يستطع تسجيل أي هدف لحد الآن. شق طريقه نحو النجاح في بلاد الأندلس والإصابات ما زالت تلاحقه لم يفوت اللاعب ياسين براهيمي فرصة انضمامه لإحدى أندية «الليغا» ليكشر عن أنيابه ويؤكد علو كعبه، حيث أكد خلال المباريات التي لعبها لحد الساعة وواجه فيها العملاقين برشلونة وريال مدريد أنه لاعب كبير يستحق المزيد من الاهتمام سيما أنه يعتبر أحسن مراوغ في البطولة الإسبانية متفوقا على نايمار وميسي وكريستيانو وغاريت بيل لكن النقطة السلبية في مسيرة براهيمي تبقى الإصابات التي ما زالت تلاحقه لحد اليوم. تدرج في الأصناف الشبانية للمنتخب الفرنسي وكان مراقبا من أبرز النوادي الأوروبية بالعودة إلى فرنسا ومع تألق براهيمي في مركزه كوسط ميدان هجومي، استطاع نيل فرصة تمثيل المنتخب الفرنسي في مختلف التظاهرات الرياضية في أوروبا منذ عام 2005 وإلى غاية 2011، وكان أبرزها تحقيقه لبطولة أوروبا للأمم سنة 2009 لفئة أقل من 19 سنة وهي الفئة التي شارك خلالها في عدد كبير من اللقاءات مقارنة بالفئات الأخرى، حيث لعب في 11 مباراة كأساسي وسجل فيها سبعة أهداف، يذكر أن ياسين براهيمي كان متابعا من أبرز النوادي الأوروبية، والتي كان على رأسها آرسنال الإنجليزي، هوفنهايم الألماني، ريال مدريد وفياريال الإسبانيين. الجزائر نادته قبل مونديال «البافانا» لكن الإصابة حرمته حكاية متوسط ميدان غرناطة الحالي مع الخضر بدأت منذ إبداء الجهات الساهرة على شؤون المنتخب الوطني نيتها في استقدامه قبل مونديال جنوب إفريقيا عام 2010، لكن تفاجأ الجميع بالرد السلبي الذي جاء من طرفه، والتي استغلته وسائل إعلام بطريقة أكثر سلبية،حيث وصف اللاعب ما تداولته من أخبار فيما بعد، بأن لا أساس لها من الصحة، حيث ذكرت بعض الصحف الأجنبية وحتى المحلية أن براهيمي لا يريد تمثيل المنتخب الجزائري مستقبلا، لكونه يحلم بمشاركة مع أكابر»الأزرق الفرنسي»، لكنه خرج مخاطبا الجميع مفندا جميع هذه الأقاويل ومؤكدا تعرضه لإصابة في ذلك الوقت، أفقدته مكانته الأساسية مع ناديه السابق «ران» ولاحقته طوال آخر موسمين له في فرنسا. مارس 2013 "غزال الصحراء" يلبي دعوة "حاليلو" للقاء البينين بالبليدة بعد انتظار طويل من عشاقه في الجزائر، منح براهيمي وثائق تأهيله لرئيس الفاف محمد روراوة في شهر فيفري 2013، حيث استغل المسؤول الأول عن مبنى دالي إبراهيم قانون "الباهاماس" ليحول جنسية اللاعب الرياضية من فرنسا نحو الجزائر وبدوره لم ينتظر الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش كثيرا واستدعى اللاعب للقاء البينين بمصطفى تشاكر بالبليدة يوم 26 مارس من ذات السنة ليلبي متوسط ميدان غرناطة الدعوة دون تردد وتنطلق مسيرته الكروية مع المنتخب الجزائري رغم التهميش الذي لاقاه من طرف التقني البوسني الذي يجلسه في أغلب الأحيان على دكة البدلاء دون أن يبدي ذات اللاعب انزعاجه وهو الذي يثق كثيرا في إمكاناته وينتظر فرصة المونديال ليفجر طاقاته ويرد على المشككين. متمسك بالدين الحنيف حتى النخاع ويريد تأدية مناسك العمرة رفقة عائلته أبرز ما يبين أخلاق وتربية النجم الجزائري ياسين براهيمي، هو تعلقه الشديد بعقيدة الدين الحنيف، كما أكد أنه تألم رفقة زميله المغربي يوسف العربي بالفيلم المسيء للرسول محمد صلي الله عليه وسلم الذي أذيع العام الماضي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أما أبرز أمنية يريد تحقيقها حاليا، فقد أكد براهيمي أنه يريد القيام بفريضة مناسك العمرة في القريب العاجل رفقة أفراد عائلته، الذي صرح بخصوصهم النجم الجزائري الواعد أنهم يعدون كل شيء في حياته. يحلم بالانضمام إلى ناد كبير وليس من هواة السينما والتلفزيون مثله مثل أي لاعب طموح يأمل نجم الخضر القادم أن يلعب في يوم ما ضمن أحد أكبر الأندية الأوروبية العريقة، حيث أسر براهيمي في هذا الشأن لبعض من مقربيه أنه يتمنى أن يلعب في صفوف فريق كبير يستطيع من خلاله تحقيق الكثير من الألقاب، وبخصوص أبرز حدث شغله في حياته، اعترف ياسين أن انتقاله للعب مع فريقه غرناطة أفرحه كثيرا، وهذا لكونه يرى من خلاله فرصة مواتية لإثبات قدراته أمام نجوم الليغا الإسبانية عندما يقوم بالاحتكاك ببعضهم، مؤكدا بأن البطولة الإسبانية تستهويه منذ الصغر، حيث كان متابعا وفيا لها والآن يشعر بالاعتزاز لأنه يخوض منافساتها حاليا، وعن بعض الكواليس المتعلقة بحياته الشخصية كشف براهيمي أنه ليس من هواة التلفزيون ودور السينما، لأنها تبعده عن تركيزه الكلي في حياته الرياضية.