منذ خسارتهم الحرب سعى الألمان إلى استعادة الحيوية والعودة للواجهة بقوة وكانت كأس العالم ضمن مخططاتهم بعد تقديمهم لطلب استضافة المونديال رفقة إسبانيا والأرجنتين وهذا خلال فعاليات مونديال أنجلترا حيث تم الفصل يوم 6 جوان 1966 في لندن بمنح ألمانيا الغربية دورة 1974 وللأرجنتين 1978 وأخيرا إسبانيا 1982. تزايد أعداد المشاركين في التصفيات وهايتي والزائير أبرز المفاجآت مع توالي حصول العديد من دول العالم على استقلالها ومن ثم انخراطها في الفيفا بلغ عدد المشاركين في تصفيات مونديال ألمانيا 90مشاركا وانطلقت التصفيات سنة 1972،وأبرز نتائجها تأهل أول منتخب من جزر الكاريبي وهي هايتي المتفوقة على المكسيك ،وأيضا تمكن بطل إفريقيا آنذاك الزائير من التأهل لأول مرة ويكون أول منتخب من إفريقيا السوداء يتأهل للمونديال،ومن أبرز المفاجآت أيضا إقصاء المنتخب الإنجليزي أمام بولندا التي فرضت عليها التعادل في ويمبلي 1-1 . الفنان غازانيغا وتصميم كأس العالم الجديد بعد أن فازت البرازيل بثلاث نسخ من المونديال احتفظت بالكأس القديمة (قبل أن تسرق فيما بعد)و استلمت الفيفا 53 عرضا من نحاتين من سبع دول وقامت اللجنة باختيار الفنان الإيطالي سيلفيو غازانيغا وتم صنعها من 18 قيراط ذهب مع قاعدة من المرمر وتمثال شخصان يحملان الكرة الأرضية وأصبحت جاهزة لتسلم للفائز بمونديال ألمانيا،كما وفرت ألمانيا ثماني ملاعب في ثماني مدن لتوزيع المنتخبات 16 المشاركة في النهائيات كان أكبرهم الملعبين الأولمبيين في برلين و ميونخ وعكس الدورات السابقة لم يتم توزيع الملاعب على حساب المجموعات. لقاء تاريخي بين الألمانيتين والكلمة الأخيرة عادت للمعسكر الشرقي وسط أمطار غزيرة بدأت البطولة وأهم ما ميز المجموعة الأولى بدون شك ولفت انتباه العالم حتى غير المهتمين بكرة القدم هو اللقاء التاريخي بين الإخوة الأعداء ألمانيا الغربية والشرقية ولعب اللقاء يوم 22 جوان 1974 في هامبورغ وكان في آخر جولة من المجموعة ويومها حققت ألمانيا الشرقية المفاجأة وهزمت جارتها فوق أرضها بهدف وحيد سجله سبارواسر وأهم ما ميز اللقاء هو الروح الرياضة العالية رغم الحساسية الموجودة بينهما،كما تأهلت الألمانيتين معا للدور الثاني فيما ودعت الشيلي واستراليا البطولة من الدور الأول. الزائير أهانت نفسها ومن يسجل أكثر عليها يتأهل المجموعة الثانية ضمت بطل إفريقيا الزائير التي كانت بطريقة مباشرة من المارشال موبوتو وتواجدت في نفس مجموعة يوغسلافيا وأسكتلندا والبرازيل وقد تعادلت الفرق الثلاثة الأخيرة مع بعضها وتم حسم التأهل بحساب من يسجل أكثر على الزائير حيث فازت عليها يوغسلافيا 0-9 والبرازيل 3-0 واسكتلندا 0-2 لتتأهل بالتالي يوغسلافيا و البرازيل واستغرب الجميع من الأداء الباهت وتعمد لاعبو الزائير المشي فوق الميدان بسبب عدم تلقيهم أموالهم. هولندا أبدعت وأرسلت إنذارا للجميع من الدور الأول عرفت تلك الفترة تألق أجاكس أمستردام بالكرة الشاملة وانعكس هذا على المنتخب الهولندي الذي هيمن على المجموعة الثالثة بعد الفوز على الأورغواي 0-2 وبلغاريا 1-4 وتعادلت سلبا مع السويد التي رافقتها للدور الثاني بأربع نقاط فيما غادرت البطولة كل من بلغاريا والأورغواي متذيلة الترتيب بنقطة وحيدة والبعيدة عن مستوى الدورة السابقة. العلامة الكاملة لبولندا وهايتي حطمت رقم زوف المجموعة الأخيرة ضمت المنتخب المتألق في تلك الفترة وصاحب آخر ميدالية أولمبية منتخب بولندا بنجومه لاتو وداينا والفائز بالمباريات الثلاث على هايتي 0-7 والأرجنتين 2-3 وإيطاليا 2-1،وأقصيت إيطاليا من الدور الأول بثلاث نقاط كما تحطم رقم زوف على يد لاعب مغمور اسمه سانون فبعد أن حافظ زوف على عذرية شباكه الدولية في عامين تمكن سانون لاعب هايتي من التسجيل عليه ،ورافقت بدورها الأرجنتين بولندا للدور الثاني. نصف نهائي على شكل دوري المجموعات وهولنداوألمانيا في النهائي تم تغيير صيغة الدور الثاني في تلك النسخة حيث قسمت الفرق الثمانية المتأهلة إلى مجموعتين وكل بطل مجموعة يتأهل للنهائي وفي المجموعة الأولى تأهلت هولندا بعد الفوز على الأرجنتين 0-4 وألمانيا الغربية 0-2 والبرازيل 0-2 فيما اكتفت البرازيل بالمركز الثاني للعب المقابلة الترتيبية، وفي المجموعة الثانية تصدرتها ألمانيا بعد ثلاثة انتصارات أيضا على يوغسلافيا0-2 والسويد 2-4 وبولندا 1-0 ،وحلت بولندا وصيفة لتواجه البرازيل في اللقاء الترتيبي وتهزمها بهدف دون رد من تسجيل لاتو. في نهائي مثير أبطلت فيه الماكينات الألمانية سحر الكرة الهولندية جرى النهائي بالملعب الأولمبي في ميونيخ أمام 75 ألف متفرج يوم 7جويلية1974 ومع انطلاق اللقاء لم يلمس الألمان الكرة إلى غاية حصول هولندا على ضربة جزاء في الدقيقة الأولى سجلها نيسكانس،قبل أن يرد برايتنير بضربة جزاء ويعدل في الدقيقة 25 ،وقبل نهاية الشوط الأول أضاف القناص ميلر الهدف الثاني ليحافظ رفقاء بيكنباور على تفوقهم إلى غاية صافرة النهاية والفوز بالكأس بحلتها الجديدة وخاب أمل كرويف ورفاقه رغم الإبداعات التي قدموها طيلة الدورة. كرويف أيقونة الدورة رغم هزيمته في النهائي يبقى نجم دورة ألمانيا بدون منازع هو يوهان كرويف أحد مؤسسي الكرة الشاملة الهولندية ،ولد كرويف يوم 25أفريل 47 لعب لسنوات في أجاكس أمستردام وقبل المونديال تنقل بمبلغ كبير وقتها إلى برشلونة واستمر في الإبداع إلى غاية اعتزاله في فاينورد سنة 1984.