الحركة توقفت في شرق البلاد و كل العقول والقلوب ارتبطت مع المحاربين عاش عشاق الأفناك على أعصابهم طيلة ال90 دقيقة من لقاء أول أمس، ولم تختلف أجواء التحضيرات لهذا الحفل الكروي، عبر كامل ولايات الشرق الجزائري، فكان الديكور واحدا من عاصمة الشرق قسنطينة إلى أبعد نقطة على الحدود الشرقية مرورا بجيجل، أم البواقي، سكيكدة، قالمة و عنابة، من خلال وضع الرايات على شرفات المنازل ومواكب السيارات التي جابت الأحياء والشوارع وهي مزينة بالألوان الراية الوطنية. الساحات العامة أحسن مكان لبيع الرايات، القبعات وأقمصة الخضر شهدت مختلف الساحات الكبرى عبر عديد المدن الشرقية قبل بداية المقابلة، تهافتا كبيرا للجمهور ومناصري الخضر على اقتناء كل ما هو أخضر، أبيض وأحمر، فكانت الأعلام الوطنية في الموعد، ووجد أنصار الخضر ضالتهم في هذه الساحات على غرار ساحة الأول ماي بقسنطينة وساحة الثورة بعنابة وغيرها من الفضاءات الواسعة التي تم استغلالها من بعض الشباب وتحويلها إلى سوق على الهواء الطلق لبيع أقمصة وقبعات الفريق الوطني. الفوفوزيلا دارت حالة قبل اللقاء من بين المقتنيات التي كثر عليها الطلب من طرف أنصار الخضر، بوق الفوفوتزيلا الذي اشتهر في مونديال جنوب أفريقيا 2010 والذي أخد نصيبه في احتفالات الجمهور الجزائري، ولم تسكت أبواق الفرحة باللقاء عبر مختلف أنحاء الشرق، إلا دقائق قبل بداية المقابلة، ونقلت خاصة في المدن الكبرى أجواء حماسية ومونديالية. ملعب بن عبد المالك يفتح أبوابه للجمهور ارتأت السلطات المحلية بقسنطينة، فتح باب ملعب الشهيد حملاي الذي شهد عملية ترميم واسعة وتحول إلى ملعب محترم، حيث كانت الفرصة في لقاء أمس لمئات الأنصار من عشاق الخضر لالتقاء على مدرجات الملعب ومشاهدة المباراة على المباشر من خلال شاشة عملاقة تم نصبها خصيصا لهذا الموعد العالمي، وقد استحسن الشباب هذه المبادرة بعدما كان الملعب مقصدا لعدد كبير منهم. المقاهي على عادتها تكتظ بالجمهور مع اقتراب موعد اللقاء، عرفت حركة المرور في أغلب المدن الكبرى، تناقصا ملحوظا، حيث فضل العديد من الأنصار أخد أماكنهم أمام الشاشات في وقت مبكر، لمتابعة كل كبيرة وصغيرة، وفضل عدد كبير من الجزائريين عدم تضييع لحظة عزف النشيد الوطني ودخول اللاعبين إلى أرضية ملعب مينيراو بمدينة بيلو أورزنتي البرازيلية، حيث اكتظت جل المقاهي خاصة منها التي تفطن أصحابها لاقتناء أجهزت بي إين سبورت تزامنا وموعد المونديال، في حين تابع آخرون اللقاء عبر القنوات الأوروبية التي نقلت المباراة. حركة مرور شبه منعدمة أثناء اللقاء كانت الشوارع والطرقات شبه فارغة ابتداء من الساعة الخامسة مساء، حيث غابت مظاهر الاكتظاظ المروري التي كانت تميز الطرقات في زمن الذروة مع مغادرة العمال والموظفين لأماكن عملهم، وقد تفطن أغلب سكان الشرق إلى هذا الأمر حيث ضبطوا أمورهم مبكرا وغادروا نحو مقرات سكناهم أو نحو المقاهي والأماكن العامة التي خصصتها الدولة لمتابعة اللقاء في وقت مبكر. بعض الأنصار احتفلوا بين الشوطين بما أن المنتخب الوطني أنهى المرحلة الأولى من المقابلة، متفوفقا بعد الهدف الذي سجله فيغولي عن طريق ضربة جزاء، فضل بعض الأنصار عدم تضييع الفرصة، وخرجوا ليحتفلوا عبر بعض الساحات العامة وعبر الطرقات، حيث لاحظنا بعض السيارات تجوب الطرقات وهي مزينة بالأعلام الوطني تحت أنغام الأغاني الممجدة للمنتخب الوطني، وكأن هؤلاء الأنصار قد أرادوا عدم تضييع فرصة الاحتفال بعدما تنبؤا بأن اللقاء سينتهي للصالح الشياطين الحمر. أنصار آخرون احتفلوا رغم الهزيمة !! رغم الهزيمة التي مني بها المنتخب الوطني في أول خرجة له بالمونديال أمام منتخب بلجيكا القوي، لم يجد بعض الأنصار من حرج في الاحتفال بأداء أشبال حليلوزيتش، معتبرين أن أداء الخضر كان مشرفا ويستحق التشجيع وأن المباريات المقبلة ستحمل أمورا إيجابية، حيث كسر هؤلاء الأنصار هدوء المدن بعد نهاية المقابلة.