تلقت انجلترا بالأمس هزيمة مؤلمة أمام الأوروجواي بهدفي هداف دوريها الأول وهو لويس سواريز ليصبح الانجليز على بعد خطوة من الخروج من كأس العالم وليحمل الجميع المسؤولية بشكل تلقائي للمدرب روي هودسون الذي امتلك خيارات كثيرة لم يستعملها في التشكيلة الانجليزية لكن هل فعلاً هودسون هو المسؤول ؟؟ هودسون ارتكب العديد من الأخطاء بالأمس وهذا صحيح أبرزها هي التبديلات التلقائية مركز بمركز دون أي مخاطرة حيث أدخل باركلي كجناح مكان سترلينغ ولايانا مكان ويلباك قبل أن يدخل لامبرت في الدقيقة 87 مكان هندرسون (ونركز هنا على الدقيقة 87 )، وكان من الممكن مثلاً إدخال فرانك لامبارد بدلاً من هندرسن ودفع روني إلى الأمام كرأس حربة للاستفادة من اندفاعه الكبير للتسجيل في هذا اللقاء عبر تقريبه أكثر إلى المرمى والسماح له بالاختراق من العمق الذي كان شبه مكشوف من الأوروجواي والدليل وصول العديد من الكرات العرضية التي تحتاج فقط لمن يغمزها ، أما الخطأ الثاني فهو عدم أغطاء مهام دفاعية لرباعي ليفربول الهجومي، صحيح أن الفريق قدم أداءاً هجومياً مميزاً خاصة عبر الأطراف حيث أن نسبة 80 بالمئة من الهجمات كانت منهم بحسب الإحصاءات ، لكن ذلك خلق بالمقابل فراغاً في منتصف الملعب سمح لسواريز وكافاني بالتحرك بحرية ولسع انجلترا بهدفين، وقد سبق وأن استغلت إيطاليا هذه المسألة وسيطرت على الوسط في المباراة الماضية ، وتبقى الغلطة الأكبر هي عدم استدعاء جون تيري مما خلق ثغرة كبيرة في الدفاع حيث لم يقدم جغالييكا الأداء المطلوب ، ولو كان تيري موجوداً لكان الانسجام أعلى بكثير مع كاهيل. لكن بالمقابل لايمكن تحميل هودسون كامل المسؤولية لأن انجلترا لم تنجح في تقديم أداء جيد في كؤوس العالم مع أي مدرب قبله (سوى مع الراحل بوبي روبسون الذي أوصلهم إلى نصف نهائي مونديال إيطاليا 1990 ) حيث فشل كابيلو في الوصول لأبعد من الدور الثاني من كأس العالم 2010 حيث خسر بقسوة أمام الألمان وقبله إريكسون فشل في الوصول لأكثر من ربع نهائي مونديالات 2002 و2006 حيث خسر من البرازيل والبرتغال (وللمفارقة درب المنتخبين وقتها لويس فيليبي سكولاري ) وأمم أوروبا 2004 أمام برتغال سكولاري أيضاً في حين لم ينجح في التأهل إلى نهائيات أمم أوروبا عام 2008 من الأساس تحت قيادة ستيف ماكلارن الانجليزي وقبله فشل أيضاً هودل وكيغان ، وتنوع مدارس المدربين مما يعني أن المشكلة ليست فيهم فقط بل أيضاً في ذهنية اللاعبين الذين لا يعرفون كيفية التعامل مع بطولات المنتخبات بنفس سوية التعامل مع بطولات أنديتهم رغم نجوميتهم العالية ، وبالتالي من الظلم أن نحمل هودسون ( على علّاته التكتيكية وقلة كارزميته ) مسؤولية الإخفاق كاملة خاصة أن المنتخب تطور في كثير من النواحي على عهده أبرزها _وللمفارقة _ الناحية الهجومية...وبالتالي أهم مسألة تواجه الاتحاد الانجليزي بعد البطولة هي في إيجاد المدرب القادر على صياغة عقلية اللاعبين بشكل جديد أكثر من العمل التكتيكي .