عمق بورتو جراح بايرن ميونخ، الغائب عنه أعمدته الرئيسية لإصابات مختلفة، بهزيمته بثلاثة أهداف لهدف على ملعب الدراجاو في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا مساء اليوم الاربعاء، ليستعيد التينين الأزرق ذكريات الزمن الجميل حين هزم البايرن بقيادة رابح مادجر في نهائي البطولة عام 1987 في العاصمة النسماوية فيينا. بورتو، حامل لقب دوري أبطال أوروبا 2004 في ملعب شالكه، باغت كل أوروبا بتسجيله لهدفين متتاليين في شباك مانويل نوير في غضون عشر دقائق من اللقاء، حملا توقيع النجم البرتغالي «ريكاردو كواريشما» في سيناريو غير متوقع أدهش أنصار البايرن وحير المدير الفني الإسباني جوسيب جوارديولا. الحكم الإسباني «كارلوس فيلاسكو كاربالو» كان رحيمًا ببايرن ميونخ حين تغاضى عن إشهار البطاقة الحمراء المباشرة في وجه الحارس الدولي الألماني «مانويل نوير» الذي تعمد عرقلة المهاجم الكولومبي «جاكسون مارتينيز» داخل منطقة الجزاء بقدمه ويده، مكتفيًا باحتساب ركلة جزاء وبطاقة صفراء. وكان مارتينيز قد قطع الكرة من الدولي الإسباني «تشابي ألونسو» على خط ال18 لينفرد بنوير الذي لم يجد وسيلة لمنعه من تسجيل الهدف إلا عرقلته بالقدم ثم بعد ذلك بجذب قدمه باليد. ونفذ ريكاردو كواريشما الذي لم ينجح في رحلاته الاحترافية المختلفة مع الإنتر وبيشكتاش وتشيلسي ركلة الجزاء باقتدار بعد أن موه بجسده قبل تنفيذها ليضع مانويل نوير على الجهة اليسرى قبل أن يضع الكرة عكس الاتجاه، ليشعل مدرجات ملعب الدراجاو المتأهبة للاحتفال. ورد بايرن ميونخ على تقدم بورتو بواسطة ركلة حرة غير مباشرة نفذت من على الرواق الأيسر حولها توماس مولر برأسه داخل منطقة الستة ياردات نحو روبرت ليفاندوفسكي لكن النجم البولندي ضربها بقوة مبالغة برأسه لتعلو العارضة بياردتين أو ثلاث. وفي الدقيقة العاشرة إنقض ريكاردو كواريشما بسرعته العالية على المدافع المهزوز «دانتي» ليقص منه الكرة على حدود منطقة الجزاء ويسجل منها الهدف الثاني بعد أن وضع نفسه نفسه في انفراد صريح بمانويل نوير. لكن البايرن عاد في اللعبة بتسجيله لهدف في الدقيقة 28 للاعب الإسباني «تياجو ألكانتارا» بتسديدة فنية مثالية من داخل منطقة الجزاء بعد تلقيه لعرضية صعبة من الجهة اليمنى ارسلها «جيروم بواتينج». وطالب رجال المدرب جوسيب جوارديولا باحتساب ركلة جزاء في الدقيقة 42 على المدافع «مايكون» لتعمده حجز روبرت ليفاندوفسكي داخل المنطقة لحظة تسلمه تمريرة طولية من بيرنات، لكن الحكم الإسباني أشار باستمرار اللعب رافضًا احتجاجات لاعبي البايرن. بعد حوالي عشر دقائق من بداية الشوط الثاني جرّب لاعب الوسط الإسباني المعار من ريال مدريد لبورتو «كاسميرو» التصويب من حوالي 50 ياردة تسديدة ساقطة حين لمح تقدم مانويل نوير، على طريق تشارلي آدم في مباراة تشيلسي وستوك سيتي الأسبوع الماضي، غير أن نوير تدارك الموقف وأمسك بالكرة في الوقت المناسب قبل ولوجها للمرمى. وقرر جوسيب جوارديولا التدخل بإجراء أول تغييراته في الدقيقة 56 بسحب ماريو جوتسه للدفع بلاعب الوسط «رودي»، لكن بورتو كاد يحتفل بالهدف الثالث بعد دقيقة واحدة من هذا التغيير!. جيروم بواتينج، المطلوب في برشلونة، كان سيتسبب في مشكلة حقيقية للبايرت عندما أخفق في تشتيت كرة عرضية كانت في طريقها لجاكسون مارتينيز على خط الستة ياردات بتسديدها بوجه القدم على يمين نوير الذي كانت له ردة فعل مثالية لينقذ الموقف. لكن الهدف البرتغالي الثالث لم يتأخر أكثر من ذلك، فقد تمكن جاكسون مارتينيز من تسجيله أخيرًا في الدقيقة 65 عندما استغل هفوة قاتلة من جيروم بواتينج في تشتيت كرة طولية ارسلها أليكس ساندرو في العمق الدفاعي للبايرن، ليتسلم جاكسون الكرة ويراوغ نوير ويسدد في الزاوية القريبة. وعاد جوارديولا ليتدخل من جديد في اللعبة بسحب تشابي ألونسو في الدقيقة 74 لاشراك بادشتوبر في الدفاع، وبعد دقيقة واحدة رد المدرب الإسباني الشاب «جولين لوبيتيجوي» بأول تغييراته حين زج بالبرتغالي نيفيس مكان الاسباني توريس. وبعد خمس دقائق من التحكم في إيقاع اللعب بفضل كواريشما وبراهيمي، قرر لوبيتيجوي اخراج النجم الجزائري براهيمي للدفع باللاعب الإسباني هيرناني. ولم يجد جديد بعد سلسلة التغييرات التي أجريت لينتهي اللقاء بفوز بورتو بثلاثية ليضمن مكانًا في نصف النهائي بنسبة كبيرة إذا لم يخسر في العودة بثنائية نظيفة.