تتحول أنظار العالم في السادس من يونيو المقبل نحو العاصمة الألمانية برلين حيث يلتقي يوفنتوس ببرشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا، في الواقع فإن اسمًا واحدًا احتل عناوين الصحف قبل أبرز وآخر مواجهات الموسم الكروي، دون شك نحن نتحدث عن ليونيل ميسي أسطورة برشلونة بالمقابل يدور جدل كبير في أوساط مُشجعي يوفنتوس حول اسمٍ آخر، بين الخبرة والتقدم في السن، العبقرية والبطء، يُشارك أم يبقى سلاحًا يُستخدم وقت الحاجة، إنه أندريا بيرلو. المايسترو ما زال يُثبت أنه من بين الأفضل في مركزه حتى وإن كان دخل قبل أيام عامه ال 36، نجح في أن يكون قطعة أساسية في فريق ماسيمليانو أليجري الذي يُقدم موسمًا تاريخيًا يُنافس فيه على الفوز بالثلاثية الأولى بتاريخ النادي لكن هل ستكون له كلمة أمام المُرشح الأبرز للفوز باللقب؟ سواءً مع يوفنتوس أو المنتخب الإيطالي، ما زال بيرلو قادرًا على تمرير الكرات الحريرية والتي تضع زملاءه في مواقف مميزة بالإضافة إلى قراءته المميزة للملعب والمباراة، هذه النوعية من اللاعبين أصبحت نادرة في الوقت الحالي، في أفضل حالاته لا يُمكنك أن تنتزع الكرة من بين أقدامه وكل ما يُمكنك فعله هو أن تستمع بالسيمفونية التي سيعزفها. في الواقع يبدو التخلي عن بيرلو في التشكيلة الأساسية صعبًا جدًا، صاحب الرقم 21 يُشكل تهديدًا كبيرًا بالنسبة لبرشلونة، لويس إنريكي يُدرك ذلك تمامًا، فدفاع البارسا وإن أثبت صلابته في عديد المناسبات هذا الموسم إلا أنه قابل للضرب بتمريرة واحدة من تمريرات بيرلو القادرة على وضع أي من زملائه في مواجهة مع حارس المرمى. من ناحية أخرى يُعتبر بيرلو واحدًا من أفضل لاعبي يوفنتوس جاهزيةً من الناحية الذهنية فهو يتميز بالهدوء وبرودة الأعصاب في أصعب المواقف عدا عن خبرته في البطولة الأوروبية وكونه واحدًا من أربعة لاعبين في صفوف يوفنتوس سبق لهم رفع الكأس ذات الأذنين. بالإضافة إلى ذلك فإن بيرلو قادر على أن يكون سلاحًا فعالًا عندما يتعلق الأمر بالركلات الحرة المباشرة أو حتى ركلات الجزاء الترجيحية وهو سيناريو لم يُخفِ أليجري أنهم يتوقعون الوصول له. بيرلو لعب دورًا حاسمًا في نهائي كأس إيطاليا أمام لاتسيو وقاد يوفنتوس للفوز باللقب للمرة الأولى في السنوات ال 20 الأخيرة لكن ماذا لو تكررت بعض تمريراته الخاطئة ضد ريال مدريد أمام برشلونة الفريق الذي يتمتع برتمٍ سريع وضغطٍ عالٍ ويعتمد السيطرة على الكرة بالإضافة إلى وجود ثلاثي ال MSN الذي لن يغفر مثل تلك الأخطاء كما فعل رونالدو وبيل. كما هو متوقع فإن أليجري سيبدأ ببيرلو أساسيًا وسيحاول توفير الحماية له ولخط الدفاع بالدفع بلاعب خط وسط قوي بدنيًا ومميز دفاعيًا مثل آرتورو فيدال أو كلاوديو ماركيزيو أو ربما يُكرر مفاجأة الذهاب أمام الريال ويدفع بستيفانو ستورارو ويبقي فيدال حرًا في الوسط يُساند الدفاع تارةً ويخرج للأمام تارةً أخرى. خروج بيرلو من تشكيلة أليجري – وإن كان هو السيناريو المستبعد – يفرض على المدرب الإيطالي خيارًا من اثنين الأول هو اعتماد طريقة لعب 3-5-2 مع الدفع بمدافع ثالث إلى جانب ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي – بعد تأكد غياب جورجيو كيليني للإصابة – في الخط الخلفي وإسناد مهمة اللعب أمام المدافعين إلى كلاوديو ماركيزيو إلى جانب آرتورو فيدال وبول بوجبا في خط الوسط. الخيار الثاني هو الاعتماد على ثلاثي خط الوسط ماركيزيو، فيدال وبوجبا بالإضافة إلى روبرتو بيريرا خلف المهاجمين حيث سيكون بإمكانه المساندة في شن الهجمات المرتدة مستفيدًا من سرعته ومهارته وقدرته على التسجيل التي تطورت في الأسابيع الأخيرة. في الختام وقبل أن نترك الخيار للمستر أليجري، يُمكننا القول إن بيرلو قادر على قتل المباراة بحركة واحدة لمصلحة يوفنتوس بركلة حرة، تسديدة صاروخية أو تمريرة ساحرة أو لمصلحة برشلونة بردة فعل بطيئة، تمريرة خاطئة أو سوء احتفاظ بالكرة.