كم كانت الضربة التي تلقاها "الفرنسي" نبيل فقير على ملعب لشبونة موجعة، وكم كانت الصورة التي أخذت له وهو ينزل بمطار مدينة ليون بالعكازات مؤثرة، لشاب في بداية مشواره يحلم بمعانقة الكرة الذهبية العالمية، على ما قاله لمجلة فرانس فوتبول الأسبوع الفارط، ويسعى للمشاركة في أكبر المحافل الكروية العالمية تحت ألوان فرنسا التي فضلها على ألوان بلد أجداده. لقد شاءت الأقدار أن لا يلعب فقير أكثر من 11 دقيقة كأساسي مع فرنسا ويسقط دون أن يلمسه أحد، وتتقطع أربطة الركبة اليمنى، لينهار"الشبل الفرنسي" المفعم بالروح الجزائرية، طريحا ويتحول الحلم إلى "كوشمار" بمجرد أن أظهرت الأشعة المغناطيسية بأنه سينام على طاولة الجراحة ولن يعود للملاعب قبل 6 أشهر . و قدر المحللون بأن فقير، الذي وصفه رئيس أولمبيك ليون بميسي، لن يلحق بمشاركة الديكة في الأورو القادمة، وهي المنافسة التي جعلت نبيل يختار فرنسا ويعتذر لغوركيف بطريقة غريبة حتى لا نقول في سيناريو مفبرك مع مناجيره بيرنيس. صحيح أن كل لاعب معرض في أي لحظة إلى مثل هذه الإصابات وحتى مارادونا و بيلي وفان باستن وأكبر نجوم العالم عاشوا كابوس الجراحة التي فرملتهم لسنوات، لكن رد فعل الشارع الجزائري لما تعرض له فقير يثير للدهشة إلى حد أن شبكات التواصل والفايس بوك لم تتوقف عن جمع التعاليق الغريبة و المناهضة. وبين تأسف الفرنسيين لما وقع للنجم الصاعد و "تشفي" عشاق الخضر، نجد بأن تعلق الجزائريين بفقير، قلب حبهم لنبيل إلى كره و أصبحوا يتشفون لما وقع له إلى درجة أن البعض قال :" ستتنازل عنه فرنسا ولن يجد سوى الجزائر ليعود إلى أحضان منتخبها وسترميك فرنسا في مزابلها". حدة التعليقات ضد فقير بعد الإصابة الخطيرة التي تعرض لها أول أمس، دليل قاطع على أن الجزائريين كانوا فعلا يحبون نبيل ويتشرفون به كي يلتحق بفيغولي و براهيمي و زفان، وعلقوا آمالا كبرى عليه، غير أن الصفعة التي وجهها ابن مدينة ليون لملايين الجزائريين عندما اختار بلد مولده على بلد أجداده لم ينسها عشاق "الخضورة" وفي أول سقوط له، فجر هؤلاء ما في جعبتهم عبر الفايس بوك . قضية فقير تؤكد مرة أخرى بأن كرة القدم عند الجزائريين عقيدة ومنتخب "الخضورة" من المقدسات و اختيار نبيل لغير الجزائر، وإن كان خيارا شخصيا يجب علينا جميعا احترامه، صعب على الملايين هضمه، فمعذرة يا نبيل إن كان رد فعل الجزائريين جاء بهذا الشكل، ولو كنت تعرف مدى حب الجزائريين لك لما اخترت فرنسا .