يبدو أنّ الجماهير الإسبانيّة لن تغفر أبداً لجيرارد بيكيه مدافع نادي "برشلونة" والمنتخب الإسباني، في ظلّ تصاريحه النارية عن إقليم كتالونيا واستقلاله عن إسبانيا. إذ أنّ الجماهير الإسبانية نسيت كلّ ما قدّمه قلب الدفاع مع المنتخب الوطني، وتغاضت عن مساهمته الفعّالة في الظفر بلقب كأس العالم 2010، وباتت تُطالب برحيله عن تشكيلة اللاروخا. كلّ ذلك بدأ حين صرّح صاحب ال28 عاماً عن دعمه وتأييده للاستفتاء الذي أُقيم من أجل استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، معتبراً أنّ هذه القضيّة هي ديموقراطية ولا يجب الخلط بين السياسة والرياضة. فهو يقوم بواجبه بالكامل مع المنتخب الإسباني لكنّه أيضاً لديه وجهة نظره السياسية وآرائه الشخصيّة وعلى الجميع احترامها. ولم يكتف بيكيه بهذه التصريحات، بل خرج في أكثر من مناسبة إلى الشوارع تأييداً للاستفتاء واحتفل مع الكتالونيين بمناسبة اليوم الوطني للإقليم وأشاد برئيس الإقليم أرتور ماس. من هنا بدأت النقمة، وأصبح بيكيه غير مرغوب به، وبات يُستقبل بصافرات الاستهجان الغضب أينما ذهب وكلّما استلم كرة. واليوم وبغضّ النظر عن الأداء ومستوى المنتخب الإسباني، بات عنوان مباريات اللاروخا، الصيحات المندّدة لوجود جيرارد بيكيه على أرض الملعب، حتى لو بذل المستحيل في سبيل الماتادور، إذ أنّه قلب الدفاع ومن البديهي أن تمرّ غالبيّة التمريرات عبره، بالتالي من الصعب تجنّب السيمفونيّة "الغاضبة". والمفارقة اليوم أنّ المنتخب الإسباني خاض مباراة وديّة أمام نظيره الإنجليزي إستعداداً لكأس الأمم الأوروبيّة 2016 في فرنسا، وحقّق فوزاً بهدفين نظيفين، وبالطبع بيكيه لم يكن مرحّباً به وصافرات الاستهجان انطلقت منذ نزوله من الحافلة ودخوله إلى الملعب. إلاّ أنّ المفاجأة كانت مع الجمهور الإنجليزي الذي رحّب بالمدافع الإسباني وخصَه بجانب من التصفيق والكلمات الداعمة له في حالة بدت وكأنها تعاطفاً مع ما يمر به اللاعب الاسباني في لقاءات المنتخب الاخيرة. فمتى سيُسامح الإسبان مدافع منتخب بلدهم الذي ورغم آرائه الشخصيّة على الجميع محاسبته على أدائه داخل الملعب؟