أصبح اللاعب الكولومبي جاكسون مارتينيز آخر الصفقات الكبرى التي يبرمها وكيل اللاعبين البرتغالي خورخي مينديز ، الذي نجح في غضون سبعة أشهر في تدوير 77 مليون يورو (84 مليون و400 ألف دولار) في فلك لاعب واحد فقط. وأذيع مساء أول أمس الثلاثاء خبرا أصاب عالم كرة القدم بدهشة كبيرة، حيث قام نادي أتلتيكو مدريد الأسباني ببيع مارتينيز إلى جوانقشو ايفرجراند الصيني مقابل 42 مليون يورو، حسبما أفادت بعض التقارير الصحفية. ولم تثر أي إشاعات أو تكهنات ولو على استحياء عن رحيل وشيك للاعب الكولومبي حتى أبرمت صفقة انتقاله إلى النادي الصيني بنجاح. ونجح النادي الاسباني في الحصول على مقابل مادي ضخم نظير الاستغناء عن لاعب لم يكن يشارك في المباريات بصفة أساسية ولم يحظ برضا الجماهير أيضا. ومن المفترض أن يحصل مينديز على عمولة كبيرة بمناسبة اتمام هذه الصفقة، كما سيحصل اللاعب الكولومبي أيضا على مكاسب مادية أكبر بعد انتقاله إلى أحد أغنى الدوريات في العالم، رغم أنه لا يزال يفتقر إلى التمتع بمستوى راق من الندية. وأظهرت الصورة التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحظات توقيع مارتينيز لتعاقده الجديد مع النادي الصيني، السعادة الكبيرة التي علت قسمات وجه مينديز والتي انعكست من خلال ابتسامته الواسعة، فيما ظهر اللاعب الكولومبي بملامح أكثر جدية، معترفا في الوقت نفسه أن رحيله هو الحل الأفضل للجميع. وقال مارتينيز 29/ عاما/ في رسالة نشرها الموقع الرسمي لأتلتيكو مدريد على الانترنت: "لقد كان شرفا لي أن أشكل جزءا من هذا النادي ولكن أعتقد أنه حانت لحظة بدء مرحلة جديدة في مسيرتي، لقد تحدثنا كثيرا في الأيام الأخيرة واتفقنا أن هذا هو الحل الأمثل للجميع". وتمكن أتلتيكو مدريد من بيع لاعب ذو انتاجية ضعيفة للغاية، بعد أن سجل ثلاثة أهداف في 22 مباراة، مقابل 42 مليون يورو، الأمر الذي ساهم في دعم خزينته بشكل كبير من أجل مواجهة المتطلبات المالية للتعاقد مع مهاجم من العيار الثقيل في حزيران/يونيو المقبل. وبما أن المدير الفني للنادي المدريدي، دييجو سيميوني، قرر أيضا الاستغناء عن المهاجم فيرناندو توريس، عادت الصحافة الأسبانية إلى ترديد اسم دييجو كوستا، لاعب تشيلسي الحالي، مرة تلو أخرى، مشيرة إلى اقترابه الوشيك من العودة إلى ناديه السابق. وبذلك، حسم مينديز آخر صفقاته الكبرى، حيث نجح في تحويل لاعب متواضع إلى اللاعب الأغلى في تاريخ الكرة الصينية. ولم يتمكن أي شيء من أن يقف عائقا بين الوكيل البرتغالي وبين إبرام صفقات مقابل عدة ملايين من الدولارات خلال فترة الانتقالات الشتوية التي خلت تقريبا من الصفقات الضخمة. وأمام الركود الذي أصاب سوق الانتقالات الأوروبية، وجد مينديز منجما من الذهب في السوق الأسيوي، يستوعب الكثير من العمل. ويبدو أن شراهة مينديز لا تعرف حدودا، حيث تمكن خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية من أن يصبح الوكيل رقم واحد في حجم الصفقات المبرمة آنذاك، بعد أن قام بتدوير 400 مليون يورو مقابل انتقال عدد من اللاعبين البارزين مثل الأرجنتيني أنخيل دي ماريا ومواطنه نيكولاس أوتاميندي والفرنسي أنتوني مارتيال. وعلى ضوء علاقاته الوثيقة بأندية الدوري الاسباني، سيكون موسم الانتقالات المقبل بالنسبة لمينديز هو الأفضل على الإطلاق، كون نشاط ناديي ريال مدريد وأتليتكو مدريد سيشهد نشاطا محموما وسيقومان بتخصيص مبالغ مالية ضخمة لإبرام صفقات ضم لاعبين جدد، قبل أن يقوما بتطبيق عقوبة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، التي تقضي بحرمانهما لمدة عام من تسجيل لاعبين جدد على إثر المخالفات التي شابت تعاقداتهما مع لاعبين قاصرين. وفي خضم عالم متقلب مثل عالم كرة القدم، يوجد قاعدة أساسية واحدة وهي: مينديز لا يعرف الخسارة.