حزم الجنرال بن شيخة أمتعته من بيت مولودية العاصمة، واستقال بحجة أنه تعب من الوضع المتعفن دون أن يقدم المبررات الفنية التي دفعته للرحيل بعد نتائج هزيلة حصدها مع بداية الموسم، ومثلما رحل أو دفع للرحيل من العارضة الفنية للخضر، بعد مهزلة مراكش، متجها آنذاك نحو فرنسا، لم يقدم بن شيخة المبررات الحقيقية والتقنية التي جعلته لا يوفق تماما في عمله مع منتخب مونديالي، ومع أكبر ناد في العاصمة، ليستقيل بعد ساعات فقط من عودته من فرنسا، وكأن الجنرال يخطط لقراراته في بلد الجن والملائكة. ما يلفت الانتباه في كلام المدرب بعدما رمى المنشفة أول أمس، هو كشفه عن تعفن الوضع في البطولة الجزائرية وفي بيت المولودية، لكن الجنرال، الذي يعرف ما يحدث في بيت العميد العاصمي جيدا، لم يقل ذلك في أول ندوة صحفية عقدها قبل شهرين على هامش تعاقده مع الرئيس غريب، ويتذكر الكل تلك الجمل الجميلة والرنانة التي رددها مهندس إقصاء الخضر من كأس أمم إفريقيا 2012، حيث قال بأنه رجل التحديات ويلعب دوما الأدوار الأولى في أي فريق يعمل معه، وأن الشناوة معه سيعيشون أحلى الأيام، لتنقلب الأمور رأسا على عقب ويلغي بن شيخة كل ما قاله عن المولودية وأنصارها، تماما مثلما حدث له مع الخضر أين كان دوما يتحدث عن الانتصارات والأهداف الكبيرة، وفوق الميدان لم نحصد معه سوى النكسات. صحيح أن عالم التدريب عميق كالبحار والمحيطات، وهناك من التقنيين من يحسن التدريب، لكنه لا يجيد فن الخطابة والكلام الصحفي، وهناك من المدربين لا يحملون سوى الشهادات الطايوان ، لكنهم يحسنون دغدغة مشاعر المناصرين، ويتكلمون بشكل معسل في وسائل الإعلام، تحسبهم فقهاء في الرياضة والتدريب، وما يخفونه في باطنهم أدهى وأمر. وكان الأجدر على بن شيخة تقديم الحقائق حول أسباب فشله مع المولودية، بعدما أخفى أسباب فشله مع الخضر، وهذا ليس لتبرير النكسات، بقدر ما هو خدمة للمنتخب وللمولودية، حتى لا يقع الذين يأتون بعده في نفس الأخطاء، فمشاركته حاليا في رسكلة مدربين مخضرمين لمنح إجازة الكاف. أ ، تحتم عليه خلال تدريس ال 89 مدربا الموجودين في التربص، تقديم النصائح من تجربته التي قادته في المنتخب أو في المولودية، لأن المثل يقول ليس عيبا أن نرتكب الأخطاء، فالعيب أن لا نعترف بأخطائنا ولا نتعلم منها.