تبدو معجبا كثيرا بإنييستا؟ آه.... هذا أكيد، فهذا اللاعب هو مفتاح برشلونة، صدقني في هذا الفريق هناك العديد من اللاعبين الذين يستحقون الفوز بالكرة الذهبية ولا يوجد إنييستا فقط، بل يوجد لاعبون آخرون لكن ميسي يبقى أحسنهم وسحق الجميع بفوزه بثلاث كرات ذهبية متتالية، لأنه الأحسن بكل بساطة. إذن يلزم البارصا ثلاث أو أربع كرات ذهبية من أجل إقناع الجميع؟ يضحك... هذا أمر أكيد، فميسي يقدم مردودا خارقا للعادة، وأرى أنه في حال حقق هذا الموسم إنجازات كبيرة، وواصل في نفس المستوى الذي يوجد عليه حاليا، فيمكن له الفوز بالكرة الذهبية لعام 2012 أنا متأكد من ذلك. لما كنا في الكرة الذهبية وحاورنا ليونيل ميسي، لاحظنا أنه لاعب جد عادي ومتواضع كثيرا، ألا ترى أنه الأمر الذي جعل منه أحسن لاعب في العالم؟ هذا صحيح، فهو لاعب خارق للعادة وجد متواضع، وربما هذا ما جعل منه أحسن لاعب في العالم، فإذا قارنا ميسي بكريستيانو فهذا الأخير متكبر بعض الشيء مقارنة بميسي الذي يعتبر مثالا خارج الميدان، فميسي لا تسمع صوته فوق الميدان ولا يشتكي، يلعب وفقط، ولا تراه أبدا يدلي بتصريحات نارية ولا يقول أشياء تافهة، فبكل صراحة هو أحسن لاعب في العالم ودون منازع حاليا. هل تحدثت من قبل مع ميسي؟ أجل.. تحدثنا وتبادلنا بعض الكلمات مع بعض، لكن أؤكد لكم أنني لم يسبق لي أن شاهدت ميسي منفعلا فوق الميدان، فهو لاعب عاقل ويعرف ما الذي يفعله، ويمنح لجميع اللاعبين في العالم القيمة الحقيقية للاعب الكبير. رغم فوزه بكل الألقاب لكنه لم يفز بعد بكأس العالم ويتمنى ذلك، وهو ما قاله لنا في الكرة الذهبية ما رأيك؟ صحيح... ميسي فاز بكل الألقاب سواء مع البارصا أو الألقاب الفردية، لكنه لحد الآن لم يفز بالمونديال، وهو اللقب الوحيد الذي ينتظره وعليه تحقيقه مع الأرجنتين... أثناء تواجدنا بحفل الكرة الذهبية، حاورنا كلا من تشافي وداني ألفيس أيضا، فالثنائي تحدث عنك وقالا أنك لاعب ممتاز في وسط الميدان، وتحدث اللاعبان أيضا عن فيغولي، فما رأيك؟ أمر رائع وإحساس لا يوصف لما يتحدث عني لاعبون أكثر من كبار، فداني ألفيس من أحسن اللاعبين على الأروقة في العالم، وتشافي لاعب يتحدث عن نفسه وهو لاعب كامل في كرة القدم ورائع، فمن دون شك أفرح كثيرا وأفتخر لما يتحدث عني لاعبون من أمثالهما. داني ألفيس قال أنه يتمنى مواجهة الجزائر في المونديال القادم بالبرازيل، فما رأيك؟ يضحك لحسن كثيرا...واو أمر رائع للغاية لو يحصل، فأنا أيضا أتمنى وأحلم بمواجهة البرازيل في مونديال 2014 على أرضها وأمام جمهورها، وأولا علينا أن نتأهل إلى المونديال، ونملك الفريق القادر على تحقيق ذلك بكل تأكيد. الريال متقدم على البارصا حاليا بخمس نقاط، كيف ترى حظوظ الفريقين في نيل اللقب ومن ترشحه للفوز بالليغا؟ أجل الريال تقدم ب5 نقاط على البارصا، لكن أنا شخصيا أتمنى فوز برشلونة مرة أخرى بالبطولة الإسبانية، لكن الأمور ستكون صعبة للغاية ولا أظن أن ريال مدريد سيتمكن من الفوز بكل المواجهات لغاية نهاية الموسم، والبارصا يملك أولوية استقبال الريال في النيو كامب ويمكنه الفوز، وسيكون الصراع حادا لغاية النهاية. لم يكن منتظرا تعادل البارصا أمام إسبانيول؟ أجل هذا أكيد، لم يكن منتظرا أن تخسر البارصا أمام خيتافي أو تتعادل أمام إسبانيول، وأظن أن نفس السيناريو سيحدث لريال مدريد في المرحلة الثانية، ولا أظن أنهم سيتمكنون من الفوز بكل اللقاءات والأمور ستكون أصعب بالنسبة إليهم مستقبلا في الليغا، فلما يتعثرون يجب أن تكون البارصا في انتظارهم وتستغل الفرصة. تشافي قال في الكرة الذهبية إثر حواره معنا أن البارصا ستلعب بكل قوة ولن تترك أي شيء لغاية نهاية الموسم؟ أجل هذا صحيح، ففريق البارصا يملك الخبرة اللازمة للفوز بالمواجهات، الفوز بالألقاب وهذا شيء عودتنا عليه البارصا. من ترى أنهم سيفوزون هذا الموسم برابطة أبطال أوروبا؟ أتكهن أن تفوز بها البارصا، ففي حال واصلوا بنفس المستوى وقدموا مستوى في القمة، فأي فريق سينهزم أمام برشلونة وأنا متأكد من ذلك، فحتى ريال مدريد لن يصمد أمام برشلونة، فهذا الفريق سيحصد كل شيء هذا الموسم، لأن الفريقين لما التقيا في الثلاث سنوات الأخيرة الفوز عاد للبارصا، والمرة الوحيدة التي فاز فيها الريال كانت في نهائي كأس الملك. وهل يستحق غوارديولا لقب أحسن مدرب في العالم؟ نعم غوارديولا يستحق هذا اللقب، ولا ننسى كل العمل الذي يقومون به في برشلونة، التكوين وكل من يعملون في هذا النادي كي يصل إلى النجاحات الحالية، فمنذ سنوات يلعبون بنفس الطريقة، سواء أكابر أو شبان، يعلمون كثيرا على الجانب الفني، فلا ينتدبون لاعبين أقوياء بدنيا، فكل شيء متوقف على الجري بالكرة والتحكم فيها، أما غوارديولا فهو مدرب كبير في البارصا، ومنذ أن أصبح مدربا فاز بكل شيء وقدم أمورا كثيرة جدا وفاز بكل الألقاب، إذن فوزه بلقب أحسن مدرب مستحق ومستحق ومستحق... غوارديولا قال بعد تعيينه أحسن مدرب في العالم حسب الفيفا، أن الفضل يعود للألف عامل الذين يعملون في شركة برشلونة؟ نعم هذا صحيح، فهناك العديد من العمال يساهمون في نجاح هذا الفريق وهذا ما أردت قوله من قبل، فلا أدري كم من لاعبين في الفريق الأول مكونون في البارصا، فهم الأحسن في العالم، فكل من هم في الفريق الأول وكل من هم في الفرق الشابة للفريق، وكل اللاعبين في المنتخبات، وكل ما يقدمونه للمنتخبات الوطنية، من البارصا هذا شيء رائع وخارق للعادة. مهدي أنتم حاليا أربعة لاعبين جزائريين تنشطون في البطولة الإسبانية، هل أنتم على اتصال مع بعضكم البعض؟ أجل، نحن على اتصال دائم بين بعضنا البعض، فحاليا نحن أربعة لاعبين في إسبانيا وهذا شيء رائع، فمن قبل لما قدمت إلى هذا البلد كنت لوحدي فقط في إسبانيا، لكن بعدها قدم سفيان فيغولي ويبدة وكادامورو، وأصبحنا حاليا أربعة وهذا شيء مشجع للغاية. بما أنكم تلعبون كلكم في بطولة واحة، ما هو رأيك في هؤلاء اللاعبين واحدا بواحد بداية بسفيان فيغولي لاعب فالنسيا؟ سفيان لاعب جيد ويلعب في فريق قوي جدا،حيث شاهدته أمام إشبيليا ورغم خسارتهم بهدفين لهدف واحد لكنهم تأهلوا إلى الدور القادم من كأس ملك إسبانيا، فمشاركة فيغولي كأساسي ولعبه في فريق قوي شيء جيد كما أنه من الممكن أن يحتل المركز الثالث في البطولة الإسبانية، وسفيان منذ شهرين أو ثلاثة يلعب كأساسي، ويربح العديد من النقاط ويلعب جيدا، وحتى الصحافة الإسبانية تتحدث عنه بشكل جيد هنا، فهو لاعب يملك مؤهلات كبيرة جدا، لهذا ضمن مكانا له مع فالنسيا. حسان يبدة...؟ يبدة وصل إلى فريق جديد وسيلعب على البقاء، ففي إسبانيا هناك على الأقل عشرة فرق تلعب على عدم السقوط ومن بينها غرناطة، فليس سهلا اللعب في هذه الفرق ويبدة تمكن من فرض نفسه في التشكيلة الأساسية فهذا أمر جيد، وأتمنى أن يؤدي موسما في المستوى. وماذا عن كادامورو، هل تعرفه جيدا؟ لا أعرف كادامورو جيدا، لا شخصيا ولا من بعيد، وخلال مواجهة الذهاب لما تقابلنا لم أشاهده، ولا أظن أنه شارك في اللقاء. ربما لا تعرفه لكن هل سبق لك أن شاهدته يلعب وهل تعرف إمكانياته الفنية؟ شاهدته مرة واحدة يلعب في البطولة الإسبانية وقدم مباراة في المستوى، وقدم لقاء في المستوى أيضا. شاهدته أمام ريال مدريد؟ لا ليس أمام الريال، ولا أتذكر أمام من شاهدته، لكن قدم مباراة في المستوى وأبان عن إمكانيات لا بأس بها، فهذا كل شيء بالنسبة عن كادامورو وقد أتحدث معه في لقاء العودة. تلعبون أنتم الأربعة بإسبانيا، ألا ترى أن العدد الهائل من لاعبينا في مختلف أقوى البطولات في أوروبا يساعد كثيرا المنتخب الوطني على رفع مستواه، بما أنكم كل أسبوع تشاركون أمام نواد كبيرة مثل الريال والبارصا؟ لا أظن أن هذه الأمور ستساعد المنتخب الوطني للرفع من مستواه، فالشيء الذي يساعد المنتخب أننا نلعب كلنا كأساسيين مع نوادينا ونقدم مباريات في المستوى، ونكون جيدين من كل النواحي، لهذا يوم نلتقي في معسكر المنتخب الوطني نكون في المستوى، خاصة أن اللقاء القادم الذي ينتظرنا لا نملك وقتا كبيرا للتحضير له ويجب الدخول مباشرة فيه. خلال حفل الكرة الذهبية تقابلنا مع المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش، وكان متأسفا جدا لعدم رؤية أي لاعب جزائري ضمن مجموعة اللاعبين التي اختيرت للتتويج، ما رأيك؟ نتمنى أن يحدث ذلك يوما ما لكن الأمور ليست سهلة، فصحيح لدينا العديد من اللاعبين الممتازين في المنتخب الوطني، لكن هؤلاء اللاعبين الممتازين حسب رأيي عاديون وليسوا خارقين للعادة، هناك رياض بودبوز الذي يملك إمكانيات كبيرة جدا، ولاعب ممتاز، لكنه لا يزال يلعب في نادي سوشو الفرنسي، وهناك سفيان فيغولي الذي يلعب في نادي فالنسيا، دون نسيان رفيق جبور الذي يلعب في أولمبياكوس اليوناني، ومن قبل كان مجيد بوڤرة مع غلاسكو، لكن على المستوى الأوروبي لا يوجد أي لاعب جزائري يلعب رابطة أبطال أوروبا بانتظام، أو يلعب كأساسي في فريق كبير، فماعدا فغيولي الذي بدأ هذا الموسم فلا يوجد لاعبون آخرون. لكن لماذا لا نملك لاعبين ينشطون في أقوى البطولات، ويصلون إلى مستوى المختارين من طرف الفيفا، هل بسبب التكوين، أم لأننا جزائريون؟ شيء من هذا وشيء من ذاك، فكل شيء يلعب دوره، فليست الجزائر فقط، فلا يوجد مثلا لاعب ألماني اختير في الكرة الذهبية، لهذا يجب العمل ثم العمل، فرغم أننا أساسيون مع نوادينا لا يجب التوقف عند العمل بل يجب المواصلة. ألا تظن أن أحد الجزائريين من الممكن أن يصل إلى المستوى العالي في السنوات القليلة القادمة ويصبح مع المختارين في الكرة الذهبية العالمية؟ بكل صراحة لا أتكهن ذلك، أو بالأحرى ليس في الوقت الراهن، فصحيح نملك لاعبين جيدين، لكن في نفس الوقت المستوى ليس متقاربا، بل مستوى تشافي وميسي وكل هؤلاء كبير جدا وعال لدرجة لا يمكن وصفها، فتشافي مثلا لعب 600 لقاء مع البارصا ودائما في نفس المستوى، والمشكل لا يجب التألق في موسم واحد فقط بل في عدة مواسم متتالية للفوز بالكرة الذهبية. إذن يوجد زيدان فقط ذو الأصول الجزائرية الذي وصل إلى هذا المستوى وفاز بالكرة الذهبية مرتين ليحفظ ماء وجه الجزائر؟ نعم... فما قدمه زيدان مع المنتخب الفرنسي طيلة مشواره الكروي مع النوادي التي لعب لها وخاصة مع ريال مدريد، كل هذه السنوات كانت رائعة بالنسبة إليه، فدائما كان في أحسن مستواه، جعله يستحق كل هذه التتويجات. لنعد بعض الشيء إلى المنتخب الوطني، حدثنا عن أول لقاء لك مع الخضر والجمهور الرائع الذي شاهدته بمناسبة لقاء صربيا؟ أول لقاء لي أمام صربيا يبقى راسخا في ذهني، وسيبقى تذكارا كبيرا بالنسبة لي، فبغض النظر عن هزيمتنا بثلاثية على أرضنا وأمام جمهورنا، لكن الأجواء كانت مثالية ورائعة، خاصة أن المنتخب عاد حينها لأول مرة ليلعب في الجزائر بعد التأهل إلى المونديال، والأجواء كانت رائعة خاصة مع اللاعبين. شاهدناك حينها تلتقط صورا تذكارية بجوالك؟ هذا صحيح، ففي ذلك اللقاء شاهدنا أمورا رائعة لا نشاهدها حتى هنا في الليغا الإسبانية. ما حصل قد حصل، الآن نريد أن نعرف ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلت مهدي يلتحق بالمنتخب في شهر مارس ولا يلتحق به من قبل؟ بكل صراحة قلتها من قبل، كان عليّ القدوم للمنتخب من قبل والمشاركة في كأس إفريقيا، لكن زوجتي كانت ستلد في تلك الفترة وهو ما أجبرني على تأجيل قدومي للخضر، وبعد مرور الوقت أقول أنني لو يعود بي الزمن إلى الوراء لقدِمت للمنتخب الوطني قبل كأس إفريقيا. إذن مهدي ندم على عدم المشاركة في الكان؟ أجل أعترف أنني ندمت، وقلت لك لو يعود بي الزمن إلى الوراء لشاركت ولن أرتكب نفس الخطأ، لكن كما قلتم ما وقع قد وقع ويجب التفكير في المستقبل حاليا. وهل ترى أن المنتخب الجزائري كان قادرا على تقديم نتائج أحسن في كأس العالم بجنوب إفريقيا؟ بكل صراحة كنا قادرين على المرور إلى الدور الثاني في المونديال وكانت لنا فرصة كبيرة لتحقيق ذلك، فالمواجهة الأولى كانت هي المفتاح خاصة أننا واجهنا منتخب سلوفينيا، أضعف فريق في المجموعة على الورق بالإضافة إلينا نحن أيضا، ولو فزنا بذلك اللقاء كنا قادرين على التأهل لكننا خسرنا، وبعدها تمكنا من تحقيق تعادل ثمين أمام إنجلترا، وفي الأخير كانت لنا فرصة الفوز على الولاياتالمتحدةالأمريكية للتأهل، لكننا خسرنا في الوقت بدل الضائع لسوء الحظ وحتى هذا المنتخب قوي جدا. ربما الخبرة هي التي صنعت الفارق، فالولاياتالمتحدةالأمريكية لعبت 6 كؤوس عالمية متتالية، سنوات 90، 94 ، 98، 2002، 2006 و2010 بجنوب إفريقيا؟ أجل... الخبرة تلعب دورا كبيرا في مثل هذه المواجهات، فلما تلعب لقاءات كأس العالم أمام الملايين من المشاهدين، تتعلم الكثير من الأمور وهذا شيء مهم جدا، لأننا حاليا ناقصو خبرة مقارنة بالعديد من المنتخبات الأخرى، لكن مثلما سبق وقلت مفتاح كأس العالم كان المنتخب السلوفيني ولسوء الحظ انهزمنا في ذلك اللقاء. ألا ترى أننا لعبنا بخطة دفاعية ما ساهم في خروجنا من الدور الأول؟ ربما... نعم كنا نفكر في عدم تلقي الأهداف أكثر من التفكير في التسجيل، وهذا هو السبب، لكننا كنا ندخل المواجهات من أجل الفوز وليس من أجل الدفاع، وكانت عزيمتنا كبيرة جدا، خاصة خلال المواجهة الأولى، فربما لعبنا بعض الشيء في الدفاع مقارنة بالمواجهات الأخرى، لكننا في الأخير ضيعنا مفتاح التأهل في أولى مواجهات المونديال. نحن كصحفيين غطينا كأس العالم وكانت كل الأمور جميلة والإحساس لا يوصف، فكيف أحسستم أنتم اللاعبين لما كنتم تشاركون في المونديال؟ المشاركة في كأس العالم كانت بالنسبة لنا كلاعبين القمة، قمة كرة القدم منذ أن بدأنا ممارسة هذه اللعبة، فبغض النظر عن كأس العالم، كل ما عشناه كلاعبين مع بعض من قبل، سواء في سويسرا أو ألمانيا أو إيرلندا، كل الأمور التي سبقت كأس العالم كانت رائعة، فصحيح البعض يرى أن كأس العالم هي الثلاث مواجهات التي لعبناها، لكن ما عشناه نحن بين بعضنا البعض كلاعبين كان أمرا رائعا للغاية، فبقينا شهرا مع بعض، ولعبنا الكثير من المواجهات الودية وكل شيء سيبقى راسخا في الأذهان. المنتخب الوطني تأهل إلى كأس العالم ووصل لنصف نهائي الكان، لكنه لم يتمكن من التأهل إلى كان 2012، كيف تفسر هذا وأنت لاعب في المنتخب الوطني وعشت فترة التصفيات الأخيرة؟ ربما تعثرنا في مواجهات كان يجدر بنا الفوز بها، على غرار لقاء تنزانيا الأول الذي أثر كثيرا على مشوار المنتخب الوطني بعدها، فضيعنا الكثير من الفرص في تشاكر وكنا الأقرب للفوز لولا سوء الحظ. تفكر وكأن هناك أسبابا أخرى؟ أجل... هناك الكثير من الأسباب، فليس سهلا لعب كأس العالم ثم بعد شهر فقط تنطلق تصفيات كأس إفريقيا، فالجميع بقي يعيش تحت حلم المونديال، وليس سهلا العودة بعض الشيء في المستوى وبداية تصفيات الكان، ربما هذه هي الأسباب، لأنني لم أجد لحد الآن تفسيرا خاصا بالإقصاء. حتى تواريخ المواجهات لم تكن في صالحنا، فلقاء تنزانيا جاء مثلا في بداية تحضيرات اللاعبين للموسم الجديد؟ أجل هذا صحيح، فلم نكن في مستوانا البدني أمام تنزانيا، لكن رغم ذلك ضيعنا الفوز، وضيعنا الكثير من الأهداف، وكان يجدر بنا الفوز بذلك اللقاء لأن تعادلنا عقد كثيرا من مأموريتنا في المجموعة. بعض النقاد والمتتبعين يرون أن غياب الجزائر عن كان 2012 سيكون في صالحها، بما أن الدورة القادمة ستكون بعد سنة، ما سيسمح لكم بالبقاء مع نواديكم، والمشاركة كأساسيين، وستكونون جاهزين لشهر جوان بداية تصفيات مونديال 2014؟ أجل هذا صحيح، بما أن الدورة القادمة ستكون بعد سنة، أتمنى أن يكون إقصاؤنا شيئا كرهناه وسيكون خيرا لنا، لنتمكن من التأهل لكان 2013 ومونديال 2014، لكن كنا طبعا نتمنى التأهل لكان 2012 والمشاركة فيه خلال نهاية الشهر الحالي. مهدي أول لقاء لعبته أنت في إفريقيا السوداء كان في بانغي، اروِ لنا كيف كان ذلك اللقاء وكيف انهزمتم فيه، وكيف أحسست بالنسبة للفرق بين اللعب في إفريقيا وإسبانيا مثلا؟ هناك الكثير من الناس من لا يقدرون الأمور التي نملكها، اللعب في إسبانيا على أرضية رائعة، غرف تغيير الملابس ممتازة، كل شيء على ما يرام، عكس ما شاهدناه في بانغي، لا يوجد لا ماء ولا كهرباء، وهو الشيء الذي سمح لي بتقدير الحظ الكبير الذي نملكه. وما الذي حصل بالضبط في مراكش، والهزيمة النكراء التي تكبدها منتخبنا برباعية كاملة؟ ما حصل في مراكش لم أجد له أي تفسير لحد الآن، ويعتبر بالنسبة لي أسوأ ذكرى لي مع المنتخب الوطني، فربما انهزمنا لأننا دخلنا اللقاء بثقة زائدة في النفس بعدما فزنا في لقاء الذهاب، والذي لعب في ظروف مغايرة تماما للقاء العودة، ففي عنابة المواجهة كانت أكثر بدنية ولم تكن فنية لهذا تمكنا من الفوز، أما في لقاء العودة لا أدري، تلقينا الهدف الأول وبعدها نزلت الكارثة. بعد هزيمة مراكش أقال رئيس الفاف المدرب بن شيخة، وجاء حاليلوزيتش مكانه، وجاءت النتائج معه، فوز على إفريقيا الوسطى وتونس، وتعادل في تنزانيا، فما الذي تغير مع هذا المدرب، وما الشيء الجديد الذي أتى به وحيد؟ لكل مدرب طريقته الخاصة في العمل، وأظن أن هذا المدرب أتى ببعض الانضباط، سواء ما يتعلق الأمر في الحياة العادية للمنتخب، أثناء التدريبات، على أرضية الميدان، خاصة من الناحية التكتيكية والذي كنا كثيرا بحاجة إليه من قبل.