مهدي لحسن حاليا أنت في خيتافي منذ بداية الموسم، بعدما تنقلت من فريق سانتاندير الإسباني، كيف وجدت هذا الفريق الجديد مقارنة بالنادي الذي كنت تلعب فيه الموسم الماضي؟ فريقي الجديد خيتافي فريق ممتاز، حيث نملك تشكيلة في المستوى، وأفضل بكثير من التشكيلة التي كنا نملكها الموسم الماضي لما كنت ألعب في نادي سانتاندير، لهذا نعمل بجد هنا في خيتافي وإذا قارنت ذلك بالموسم الماضي، فأحس نفسي أحسن بكثير هنا في هذا الفريق الجديد الذي استعدت فيه الكثير من الأمور الجميلة. قلت إنكم تملكون فريقا ممتازا، ما هي طموحاتكم هذا الموسم في البطولة الإسبانية؟ فيما يخص الطموحات، نحاول بكل ما أوتينا من قوة أن ننهي الموسم ضمن العشر فرق الأولى في الليغا، فحسب الإمكانيات التي نملكها هذا هو الترتيب الذي يمكن أن ننهي فيه الموسم، أو بالأحرى الذي نتمنى تحقيقه في نهاية الموسم الجاري لليغا الإسبانية. حسب حديثك، تريد القول إنكم ستلعبون ربما على مرتبة مشرّفة في البطولة الإسبانية؟ لا أظن ذلك، لأن الأمر صعب جدا، خاصة هذا الموسم، مثل كل السنوات الماضية، فالأمور في الليغا ليست سهلة على الإطلاق مثلما يتصوره البعض، لهذا لا أظن أننا سنلعب على هذه المرتبة التي تتحدثون عليها. مَن تظن أنهم أقرب أو أوفر حظا منكم للعب هذه المناصب؟ دون شك، الريال والبارصا سيكونان في الأمام دائما كالعادة، وأرشح فريق فالنسيا الذي ربما سيكون في المرتبة الثالثة بعدهما، ويعتبر الفريق المرشح كي يضمن هذه المكانة، ثم لما يتعلق الأمر بالنوادي التي تلعب المراتب المشرفة فأرشح كلا من نادي إشبيليا، وهذا الموسم أيضا هناك نادي ملقا الإسباني الذي يوجد في أحسن أحواله، دون نسيان نادي أتليتيكو مدريد الذي يملك الإمكانيات ليعود بقوة في مرحلة العودة ويحتل إحدى المراتب المشرفة. وهل تفكّرون في مرتبة أحسن من العاشرة مع خيتافي؟ ربما كل شيء ممكن، ففي مرحلة العودة في حال تمكنا مع خيتافي أن نلعب بشكل جيد، من الممكن أن ننهي الموسم ما بين المرتبة ال8 والعاشرة، فالثامنة ستكون أحسن شيء نحققه هذا الموسم مع نادي خيتافي وهذه هي الاحتمالات. إذن لن تكون هناك مرتبة للعب "أوروبا ليغ" الموسم القادم؟ لا أظن ذلك، فلا يجب أن ننسى أن نادي خيتافي كان في الصف الأخير في بداية الموسم، وبعدها تمكنا من العودة بقوة إلى الواجهة بالعمل الكبير الذي قمنا به، ولعبنا مواجهات في المستوى وتمكنا من العودة في الترتيب، وبالنظر للانطلاقة السيئة التي حققناها لا أظن أننا سنلعب على "أوروبا ليغ"، لكن يبقى كل شيء ممكنا ويجب التفاؤل. مهدي ألا تتأثرون لما ترون دائما البارصا والريال يلعبون على اللقب وكامل الفرق الأخرى تتفرج؟ صحيح... هذا مقلق للغاية، فصحيح البارصا تلعب كرة جميلة لكن المشكل الكبير في إسبانيا حاليا هي الميزانية، فالبارصا تملك ربما ميزانية 400 أو 350 مليون أورو سنويا، أما فريق مثل خيتافي فلا تتجاوز ميزانيته ال30 مليونا سنويا، فهنا من المستحيل مزاحمة البارصا أو الريال على البطولة. وهل ترى أن الأمور ستتواصل على هذا المنوال؟ حاليا في إسبانيا، يحاولون أن يوازنوا بين النوادي من الناحية المالية، فهناك الكثير من المشاكل مع الفرق، ويريدون إعادة النظر في حقوق البث التلفزيوني، فالنوادي الصغيرة لم تقبل الفارق في الأموال التي تتلقاها النوادي، وما دام هناك هذا الفارق في الميزانيات، يسمح للبارصا والريال وفالنسيا وحتى خيتافي استقدام لاعبين كبار، لكن خيتافي لا يتمكن من ذلك. تتحدث عن خيتافي براحة كبيرة، ما يوحي ربما عدم ندمك أبدا على مغادرة سانتاندير والالتحاق بنادي خيتافي في مدريد؟ لا أبدا، لم أندم على مغادرة سانتاندير والقدوم إلى نادي خيتافي، فأنا مرتاح جدا هنا في مدريد، وفي هذا النادي الطموح الذي سيمنح لي فرصة أكبر للتألق والبروز في "الليغا"، فلم أندم لحظة واحدة على مغادرة سانتاندير. ربما ندمت على عدم مغادرته باكرا؟ لا أبدا، لم أندم على لعب ثلاث سنوات في نادي سانتاندير الذي عشت فيه لحظات رائعة، وتعلمت الكثير معهم، وكما سبق وقلت إني كنت مرتاحا في هذا النادي، لكن خلال السنوات الأخيرة الأمور كانت صعبة بعض الشيء، عشنا بعض المشاكل بلعبنا على البقاء من جهة، وبعض المشاكل المالية من جهة أخرى، عكس ما يجري هنا في مدريد... قلت عكس ما يجري في مدريد، ماذا تقصد بالضبط...؟ هنا مع خيتافي لدي عقد ممتاز من كل النواحي، وأنا في فريق قوي وفي العاصمة مدريد، ولا أعيش أي مشكل، كما أننا لا نلعب على البقاء، بل نلعب على وسط الترتيب، فعدة أمور تغيرت هنا في خيتافي وأنا سعيد جدا بالتواجد هنا وهي خطوة إلى الأمام في مشواري الكروي. بعد ثلاث سنوات في سانتاندير، وقدومك مؤخرا إلى خيتافي، هل تعوّدت على هذه المدينة الكبيرة مقارنة بمدينة شمال إسبانيا؟ لا... أنا ممتاز هنا في مدينة مدريد، هي عاصمة إسبانيا وخيتافي بلدة كبيرة جدا، لهذا وجدت ضالتي فيها، فصحيح البرد قارس بعض الشيء في فصل الشتاء، لكن يمكننا رؤية الشمس عكس ما يحدث في سانتاندير، لكن كل شيء على ما يرام، وأعجبتني كثيرا العاصمة والعيش فيها وأنا جد مرتاح. مع ناديك خيتافي، فزت على برشلونة، الذي يعتبر الأحسن هذا الموسم وخلال المواسم الفارطة، فزت أمام ميسي وتشافي و...وهذا الفريق يملك أحسن اللاعبين في العالم، كيف كان إحساسك بعد نهاية اللقاء وفوزكم على برشلونة؟ يضحك ويتذكر اللقاء...أجل فهي فرحة لا توصف، ولا أظن أننا سنتمكن من الفوز هذا الموسم على البارصا، وحتى خلال المواسم القليلة القادمة، فأنا شخصيا لم يسبق لي الفوز على البارصا منذ أن قدمت للبطولة الإسبانية، فأتذكر أنني تمكنت من تحقيق تعادل واحد فقط أمامهم. قلت لو نلعب أمامهم خلال السنوات الفارطة فلن نفوز، هل إلى هذا الحدّ هم أقوياء؟ أجل هذا صحيح، فأقولها في حال لعبنا أمامهم 100 مرة فسننهزم 95 مرة، وإذا لعبنا معهم مرة أخرى يمكن أن يضعوا في شباكنا 5 أهداف كاملة، فهذه هي الحقيقة، في ذلك اللقاء تمكنا من الفوز عليهم وحققنا شيئا رائعا، من خلال استغلال بعض الأمور التي جعلتنا نفوز مثل الكرات الثابتة وعدم ارتكاب العديد من الأخطاء، فمنذ البداية كنا نريد التسجيل من كرة ثابتة، وتمكنا من تحقيق ذلك. تذكّرت اللقاء وكأنك تعيشه من جديد؟ أجل هذا صحيح، فالفوز على البارصا لا يأتي كل يوم، فقبل أن نفوز عليهم، لم ينهزموا حسبما أتذكر منذ 28 لقاء، وحتى بعدما فزنا عليهم لم ينهزموا لحد الآن، فكل هذه الأرقام تؤكد ما أقوله، الفوز على البارصا شيء رائع وإحساس لا يوصف وليس في كل الأيام تحقق هذه النتيجة الرائعة. حتى بعدها فقد فازوا أمام الريال في البيرنابيو؟ أجل هذا صحيح، فالبارصا بعد خسارتها أمامنا في خيتافي لم تنهزم بعدها، وحتى ريال مدريد خسر أمامهم وفي البيرنابيو، هذا ما يؤكد كلامي، ففي هذا اللقاء، تمكنا فعلا من تحقيق إنجاز كبير. حتى الفوز على أتليتيكو مدريد كان إنجازا، فهذا الفريق رغم أنه يعاني هذا الموسم لكن يبقى الفوز عليه له طعم خاص؟ أجل... أتذكر أننا كنا في المرتبة ما قبل الأخيرة قبل بداية اللقاء، وبعدها لعبنا بعشرة لاعبين لمدة طويلة خلال المواجهة، ما جعل المواجهة صعبة للغاية، وفي الأخير تمكنا من الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين ما أسعدنا كثيرا. خاصة أن سيناريو المواجهة كان مجنونا، فهدف التعادل أتى من الخصم وتمكنتم من الفوز في آخر اللحظات؟ أجل هذا صحيح، تمكنوا من تعديل النتيجة قبل أن نتمكن من تسجيل الهدف الثالث عن طريقة ركلة جزاء، وهذا ما سمح لنا بالفوز والفرحة كانت كبيرة بعد اللقاء، بما أن الفوز كان أمام فريق كبير، من المفترض أن يلعب على إحدى المراتب المؤهلة لمنافسة أوروبية. كيف يحسّ مهدي لحسن لما يلعب أمام لاعبين كبار، أمام البارصا وريال مدريد، وأمام أكبر الفرق في العالم؟ الإحساس رائع للغاية، فصحيح أنا ألعب منذ مدة في إسبانيا وواجهت هذه النوادي أكثر من مرة، لكن ما أريد قوله إنني بعدما أتوقف عن ممارسة كرة القدم، سأقول للجميع إنني لعبت أمام أكبر فريق في العالم، أو بالأحرى أكبر فريق في تاريخ كرة القدم منذ أن خلقت. تبدو مولعا كثيرا بفريق برشلونة؟ لا أدري إن كان الناس يقدّرون الأداء الذي يقدمه نادي برشلونة فوق أرضية الميدان، فالكلمات ربما تعجز عن التعبير، ما أريد قوله إن البارصا في الوقت الحالي آلة في كرة القدم، وشيء لا يوصف بالكلمات. إذن، لحسن يعيش حلما وهو حقيقة في الليغا؟ هذا صحيح، فاللعب أمام نواد كبيرة وفي أكبر بطولة في العالم وأمام أحسن اللاعبين في العالم أيضا، فأظن أن أحسن اللاعبين ينشطون في البطولة الإسبانية، والحلم يراود الجميع لمواجهة هؤلاء اللاعبين وأنا أعيشه حاليا. مهدي، كيف تحضّرون مثل هذه المواجهات الصعبة والكبيرة، خاصة لما تواجهون البارصا والريال، على أيّ شيء تركّزون بالضبط ؟ التحضير للريال والبارصا شيء مختلف تماما عن تحضير المواجهات الأخرى مهما كانت الفرق التي سنواجهها. مثلا قبل لقاء البارصا الذي فزتم به، ما الذي طلبه منكم المدرب وما الذي قمتم به أثناء التحضير للقاء العمر؟ المدرب طلب منا قبل لقاء البارصا أن نجري وراء الكرة، فلا يوجد أي فريق في العالم يمكنه أن ينزع الكرة من لاعبي نادي برشلونة، حيث طلب منا مدربنا أن ندافع جيدا ولا نتوقف عن الجري وراء الكرة، و عدم تلقي أي هدف قبل نهاية الشوط الأول، وهو ما تمكنا من فعله، وبعدها طلب منا المدرب أن نحاول الصعود بعض الشيء من أجل التسجيل وتمكنا من ذلك. عن طريق ضربة حرّة؟ أجل... فالمدرب أخبرنا أن البارصا تعاني بعض الشيء من ناحية الكرات الثابتة مقارنة بالسنوات الفارطة، لهذا طلب منا التركيز عليها، وتمكنا من الوصول إلى الشباك عن طريقة ركنية محكمة، فاللعب أمام البارصا يجب أن يكون مثاليا كي تفوز، لهذا كنا مثاليين وحققنا إنجازا تاريخيا. وهل ترى أن ليونيل ميسي يستحقّ الفوز بالكرة الذهبية العالمية للفيفا وفرانس فوتبول؟ أجل... أرى أن ميسي يستحق الفوز بالكرة الذهبية، فصحيح أن كريستيانو رونالدو لاعب خارق للعادة هو الآخر، وتمكن من الفوز بلقب أحسن هداف في أوروبا الموسم الفارط، فكريستيانو كل ما يقدمه في ناديه هو الأهداف التي يسجلها، لكن لديه مساعدة كبيرة من الوراء. وميسي؟ ميسي لاعب خارق للعادة خاصة لما يجري بالكرة، وكل ما يمكن أن يفعله والكرة بحوزته، والمراوغات التي يقوم بها، تجعله يتمكن من مراوغة ثلاثة وأربعة وخمسة لاعبين مرة واحدة، فلا يوجد من يقدر على فعل ذلك، وعودة للكرة الذهبية، أقول إن لاعبين آخرين يستحقون الفوز بها على غرار تشافي وإنييستا.