دوَّخ مدرب المنتخب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، ملايين الجزائريين بعدما كشف عن قائمته الموسعة التي سيختار منها 23 أو 25 لاعبا يمثلون الجزائر في العرس الإفريقي التاسع والعشرين بجنوب إفريقيا. إذ لم يفهم حتى مساعدو المدرب البوسني الإستراتيجية العملية التي ينتهجها حاليلوزيتش في انتقاء المجموعة التي يعول عليها في كأس إفريقيا، فمن بوشوك إلى فتحي حراك مرورا بقضية بلفوضيل ثم ياسين براهيمي وملف عبدون، يتساءل الجميع عن المقاييس التي يستخدمها المدرب السابق للفيلة في توجيه الدعوة أو وضع أسماء اللاعبين المعنيين بالتربصات إلى درجة أن التناقضات الصارخة بين تصريحاته في الندوة الصحفية وأفعاله جعلت الكل يشك في الوجهة التي يسلكها المنتخب الوطني منذ أن ظهرت معالم قرعة كأس إفريقيا والتي تلتها الهزيمة ضد البوسنة. صحيح أن هاجس الإصابات يلاحق المنتخب منذ سنوات، وصحيح أيضا أن وضعية كثير من المحترفين في نواديهم متذبذبة، وهذا خارج عن نطاق حاليلوزيتش، لكن هذا الأخير وبضمه لفتحي حراك يكون قد استخدم أكثر من 67 لاعبا في ظرف سنتين، وهو عدد كبير جدا من اللاعبين لا يمكن اعتباره قاعدة عمل لمنتخب يبحث عن الاستقرار في التعداد وأغلب المدربين يفضلون العمل بقائمة من ثلاثين لاعبا على مدار موسمين، في حين حاليلوزيتش استدعى أكثر من ستين لاعبا وهناك من ظل في القائمة ولم يوظف في صورة مثلا عبد المومن جابو . دون شك اختلطت الأمور على حاليلوزيتش الذي تمادى خاصة في عدم إدماج عبدون وزياني في الوقت المناسب، واليوم اضطر لوضع اسم لاعب أولمبياكوس في قائمته الموسعة لتعويض يبدة، بعدما لاحظ كل العالم بأن عبدون في أعلى مستوياته ويعد حاليا أحسن مقارنة بوضعية يبدة وبودبوز، كما أننا لا يمكن أن نستبعد فكرة وضع اسم عبدون ضمن القائمة لمجرد مناورة الغرض منها إسكات الصحافة الجزائرية التي دعمت بقوة لاعب أولمبياكوس . كما أن إضافة فتحي حراك إلى القائمة في آخر لحظة فاجأ مساعدي حاليلوزيتش، حيث لا أحد عاين هذا الظهير الأيسر طوال سنتين من التألق مع باستيا ولو تم تجريبه في لقاء البوسنة أو قبله لأعتبر الأمر منطقيا . وحتى إن كان حاليلوزيتش لديه فكرة دقيقة عن ال14 أو 16 لاعبا الذين سيوظفون في كأس إفريقيا المقبلة، غير أن طريقة عمل التقني البوسني توحي بأن هذا الأخير ما زال يفتقد للخبرة في تسيير المنتخبات ، لأن العمل في النوادي ليس كما هو الحال في المنتخبات ، خاصة من حيث تسيير التعداد الذي لا يتحكم فيه مدرب المنتخب، بل النادي هو الذي يحضر ويجهز اللاعب ويمنحه حجم اللعب المناسب . ودون شك استحسن الكثير ضم اسم عبدون في القائمة الموسعة التي ستتقلص إلى النصف تقريبا نهاية هذا الشهر، حينها سيضطر مدرب الخضر إلى التضحية بمن يشكو نقص المنافسة في أوروبا والخليج، وسيجبر على إبعاد المصابين ولو تم شفاؤهم تماما، لأن المنافسة القارية تحتاج إلى كومندوس ولاعبين جاهزين وليس إلى «سبيطار» سيما وأن طموحات الجزائر في هذه الدورة تبقى كبيرة لبلوغ نصف النهائي على الأقل ، إذا ما عرف حاليلوزيتش كيف يسير التحضيرات والمباريات في جنوب إفريقيا .