خرج كرستيانو رونالدو نجم ريال مدريد بتصريحات واضحة أنه ليس بالشخص المغرور، وأن الإعلام يظلمه ويخلط بين رفضه للخسارة وبين الغرور، وهو أمر أكده من قبل عدة لاعبين لا تربطه بهم أي علاقة قوية باستثناء لقاء واحد أو اثنين، وهو أمر أكده أصدقاء مقربين له أيضاً، وهناك قناعة لدى كثيرين بأن هذه هي الحقيقية وأن رونالدو فعلاً غير مغرور. في حين هناك أدلة بالفيديو والتصريحات تؤكد أن لاعباً مثل زلاتان إبراهيموفتش مغرور ومهيمن على الأخرين، ولكن الإعلام لا يركز على هذه الناحية لدى اللاعب السويدي ويركز على نجاحاته وإبداعاته فقط، ولا نقاش – لو حكمنا المنطق لا العاطفة – بأن رونالدو يتفوق على زلاتان كلاعب كرة قدم، لكن الإعلام يركز على خصائصه السلبية، وليس ذلك من صحف كتلونيا المعادية له وحسب، بل من كل وسائل الإعلام. يملك اللاعبون النجوم فريق عمل حولهم، يساعدهم على التسويق لأنفسهم، ويحسن صورة نقاط سلبية تؤثر عليهم، لكن فريق عمل رونالدو فاشل مطلق بهذه الناحية، فحتى إبداعاته لا يتم التركيز عليها، وأما سلبياته فيضطر هو للدفاع عنها بنفسه، وكأن وظيفتهم أخذ الرواتب وحضور الحفلات، ونسيان تلميع شخصية مثل رونالدو، هذا التلميع الذي يدفع ثمنه كرستيانو باهظاً للغاية. عندما حطم رونالدو أعلى رقم تهديفي في تاريخ الدوري الاسباني مرت الحادثة مرور الكرام، لكن لو نظرنا إلى ليونيل ميسي وأرقامه القياسية، لوجدنا أن تحطيمه أي رقم ينال تغطية إعلامية مدهشة، وليونيل لاعب كبير طبعاً لكن من الواضع أن فريق عمله رائع جداً من ناحية إظهار إنجازاته للناس، وهذا ما قصده جوزيه مورينيو عندما تحدث عن الكرة الذهبية وقال لفريق عمل ميسي ما معناه “برافو .. حملة تسويقية ناجحة". أنا مؤمن بداخلي أن رونالدو ليس مغروراً لأنني أعرف نوعية الإنسان المقاتل كيف يحسبه الناس لعدم اعتيادهم عليه، وتلك نقطة أوضحها الكاتب البرازيلي باولو كويلو في كتابه أوراق محارب الضوء، لكن ذلك لا يعني أن ننسى بأنه يتوجب على أغلى لاعب في العالم أن يغير في فريق عمله، فمن شاهد منكم فيلم “الواد محروس بتاع الوزير" يعرف كيف أن لقطة إنسانية ولو كانت تمثيلية تساعد على تغيير وجهة نظر الناس بك، ورونالدو كما تؤكد التقارير يفعل الكثير من الأمور الإنسانية وليس تمثيلاً والتركيز عليها سيحسن من وضعه، وقياس سرعة هدف له والتحدث عنه أياماً بالإعلام مع بعض الإحصائيات ليس كذباً، وقياس نجاحه نسبة إلى سعره ليس كذباً، ومقارنة أرقامه منذ جاء مورينيو مع غيره من اللاعبين ليس كذباً، وإبراز لمحاته الفنية وتشبيهها بلمحات بعض الأساطير ليس كذباً...لكنه أمر يحتاج فريق عمل يعرف كرة قدم، ويحتاج فريق عمل مؤمن بضرورة تحسين صورة اللاعب مهما كان نجماً.