كشف رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم أنه لن يستغني عن مدرب المنتخب الوطني وحيد حاليلوزيتش في حال إخفاقه في تحقيق نتائج حسنة في كأس إفريقيا المقبلة مضيفا بأن دورة جنوب إفريقيا هي مرحلة من مراحل بناء منتخب جديد سيلعب على مدار عشر سنوات . دعم رئيس الفاف للبوسني يبدو منطقيا بحكم أن المواعيد التي ستلي كأس إفريقيا هامة ومن الصعب المغامرة بتنحية المدرب وإيجاد خليفة له في ظرف شهر، سيما وأن لقاء البينين ضمن تصفيات المونديال سيكون في مارس، لكن أن يعلن رئيس الفاف مسبقا عن احتفاظه بحاليلوزيتش مهما كانت نتائج الدورة المقبلة، فهذا ما لم يقم به الرئيس من قبل سيما في 2010 أو في سنة 2002 ، ودون شك رئيس الاتحادية تعلم من دروس الماضي وأصبح يفضل الاستقرار في العارضة الفنية وهو عين العقل. وقد يتذكر الجميع كيف أن روراوة رفض تنحية ماجر بعد نكسة كأس إفريقيا 2002 أين وصف صاحب الكعب الذهبي مشاركة الجزائر بالمشرفة رغم الهزائم المتتالية ليقيله شهرين بعد ذلك بعد لقاء بلجيكا. كما يتذكر الكل كيف رفض روراوة تمديد عقد سعدان بعد دورة أنغولا التي حقق فيها المعجزة، وبالتالي الاحتفاظ بحاليلوزيتش ولو في حال حدوث نكسة في جنوب إفريقيا سيكون سلاحا ذا حدين بين يدي رئيس الاتحادية. ولعل صراحة روراوة في ندوته الصحفية لنهار أمس مؤشر واضح على تكتيك الرئيس الذي يريد تحضير الرأي العام لأي نكسة في دورة جنوب إفريقيا حتى لا يقع الضغط عليه من الشارع والمحيط لتنحية البوسني ،مفضلا الحديث عن بناء منتخب جديد هدفه مونديال البرازيل، فروراوة يظل دوما من مفضلي الذهاب إلى العرس العالمي على التألق القاري في الوقت الذي تبقى فيه خزانة الفاف تحتفظ بلقب قاري يتيم . من جهة أخرى، أكد روراوة ما كشفت عنه الخبر الرياضي منذ شهور بخصوص ترشحه لعهدة جديدة وهي العهدة التي ستكون الأخيرة له، فاسحا المجال لمن يريد منافسته في سباق الترشح لاقتراع الربيع المقبل، وهي روح الديموقراطية التي يريدها روراوة أن تسود في الهيئة الكروية، سيما وأن الفاف تعد أول جمعية في الجزائر جددت هيئاتها القاعدية، من الرابطات الولائية إلى الرابطات الجهوية والوطنية. كما أن الفاف لم تعد تسير في مخابر الوزارة، مثلما كانت عليه في العشريات السابقة، حيث كان رئيس الفاف يعين من مقر ساحة أول ماي وهي سمة جديدة يمكن أن تضمن للفاف استقلاليتها التامة والفضل في ذلك يعود أيضا إلى استقلاليتها المالية. وحتى إن كان رئيس الفاف رفع العارضة عاليا، فيما يخص شروط المنافسة بعدما جعل من الاتحادية أكبر مؤسسة رياضية في شمال إفريقيا، إثر انهيار الاتحاد المصري عقب رحيل سمير زاهر وتلاشي الجارة التونسية بعد فرار سليم شيبوب، والزلزال الذي عاشته الاتحادية الملكية المغربية منذ حادثة غيريتس مع الحكومة الإسلامية ، فإن تولي تسيير قصر دالي إبراهيم ومقارنة بما كان عليه في الثمانينيات والتسعينيات أصبح يحتاج لتفكير عميق، حيث جعل روراوة من كرسي الرئاسة هدفا بعيد المنال، وكل من يطمح إليه مطالب بالتفكير مرارا وتكرارا قبل أن يقدم على تنفيذ هذه الخطوة طبعا مع إحضار حزمة من الشهادات والخبرات و الديبلومات العليا في التسيير وحسن التدبير، وامتلاك في أجندته علاقات متينة في عالم المال والأعمال و السياسية.