جددت الحكومة مساعيها لدعم كل مكونات الهوية الوطنية، بما فيها الأمازيغية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من أركان هذه الهوية، حيث أكدت وزيرة الثقافة السيدة نادية لعبيدي شيرابي، لدى إشرافها أمس، ببومرداس، على افتتاح الملتقى الوطني حول "مجهودات مؤسسات الدولة لترقية الأمازيغية" أن الأمازيغية من بين مقومات الهوية الجزائرية، مشيرة إلى أن مصالح وزارتها حاضرة لدعم كل النشاطات الرامية لترقية الأمازيغية في المجتمع الجزائري. وقالت الوزيرة: "نحن هنا من أجل تعزيز الهوية الجزائرية بكل مكوناتها، وحتى نسجل قفزة نوعية لتعزيز وحماية الثقافة الوطنية، والوزارة تفتح أبوابها لتثمين كل المجهودات المقدمة في المجال، وتقديم الدعم اللازم للدفاع عن الهوية الوطنية"، وأضافت "أن وجودها هو عبارة عن مساندة ودعم في هذا المجال، وتشجيع للمبدعين والمنتجين ولمؤسسات المجتمع المدني التي تصب في قلب الروح الجزائرية. من جهته، ثمّن السيد الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، المجهودات المبذولة من طرف مختلف مؤسسات الدولة من أجل ترقية الأمازيغية، واصفا إياها بالمهمة جدا في انتظار تحقيق مزيد من الانجازات بالنظر إلى الأهداف المسطرة من طرف المحافظة، وكشف في حديث ل"المساء" على هامش انعقاد المنتدى أن المحافظة تسعى لوضع استراتيجية شاملة على المدييْن المتوسط والبعيد بهدف تطوير الأمازيغية، حيث تسعى المحافظة من خلال مخطط عمل 2014، للإشراف على عدة إصدارات باللغة الأمازيغية، منها مؤلفات ستصدر بمناسبة الصالون الدولي للكتاب المزمع تنظيمه في نوفمبر المقبل، من أجل إبراز الكتاب الأمازيغي والترويج له، مضيفا "أنه سيتم منح الأولوية للأكاديميين والباحثين الجامعيين المهتمين بالثقافة الأمازيغية، حيث تعمل حاليا المحافظة السامية للأمازيغية بالتنسيق مع ديوان المطبوعات الجامعية، على طبع 24 شهادة دكتوراه من الجامعة الجزائرية والخاصة باللغة الأمازيغية، والعمل على نشرها وتوزيعها في إطار مختلف اتفاقيات الشراكة التي تجمعها مع عدد من الجامعات الوطنية"، وكشف أنه سيتم إصدار طابع بريدي خاص بالمحافظة السامية للأمازيغية في ال27 ماي المقبل، بمناسبة مرور 19 سنة عن إنشائها في 1995، وهذا الطابع هو ثمرة اتفاق بين المحافظة السامية للأمازيغية، ووزارة البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال ومسؤولي قطاع البريد، وسيضفي مزيدا من الدلالة للتعريف بالهوية الأمازيغية الوطنية، إضافة إلى إبراز النشاط الميداني للمحافظة السامية للأمازيغية. جدير بالإشارة أن المحافظة السامية للأمازيغية، تعمل على ترقية اللغة الأمازيغية في كامل الإذاعات المحلية، علما أن 24 محطة تستعمل هذه اللغة على المستوى الوطني، كما أشرفت المحافظة على إصدار 203 كتاب خاص بهذه اللغة، منها 7 قواميس.