تنطلق غدا الأحد فعاليات مهرجان "أضواء على أكفادو" ببجاية، تستمر إلى غاية 19 أوت الجاري، بمشاركة مثقفين وفنانين، منهم الفنان الكبير إيدير، سيقدّمون جانبا مشرقا من الثقافة الأمازيغية الأصيلة، وسيقفون عند تاريخ منطقة القبائل. يشارك في هذه التظاهرة سكان منطقة أكفادو الساحرة المطلة من على مرتفعات بجاية الشاهقة (1700 متر)، والمعروفة بغاباتها الكثيفة التي تلبس اللون الأبيض طيلة فصل الشتاء؛ إنها قطعة من الجنة لم تمتد إليها يد التلوث. يتضمن برنامج تظاهرة "أضواء على أكفادو" العديد من الأنشطة الفكرية والفنية المتنوعة من خلال المعارض، كمعرض الصناعات التقليدية المحلية، وعروض أفلام سينمائية أمازيغية، وتدشين بعض المعالم الثقافية، وتنظيم رحلات سياحية لفائدة الضيوف، إضافة إلى جولات إلى منطقة الصومام والبحيرة السوداء. وتنطلق الفعاليات ظهيرة غد من مقر بلدية أكفادو، وستقدَّم فيها بعض المحاضرات التي ينشّطها الضيوف، منها محاضرة بعنوان "التراث الغابي لأكفادو"، يلقيها الأستاذ شريط شعبان، ومحاضرة أخرى عن "الهوية الذاكرة" يلقيها رشيد أولبصير، و«المهرجانات المحلية نقاط الضعف والقوة" للأستاذ محمد دحماني، كما ستنظَّم في اليوم الأول سهرة فنية مهداة لمنطقة ميزاب. وتتواصل المحاضرات في اليوم الموالي من خلال محاضرة بعنوان "مكانة ودور منطقة القبائل في المحيط الأمازيغي"، يلقيها يونس عدلي، ومحاضرة عن "التراث التاريخي والثقافي لأكفادو وللمنطقة" للدكتور حاشي سليمان. وفي نفس اليوم وبعد الظهيرة، ستستقبل أكفادو الفنان الكبير إيدير ومعه السيد محمد سعدي أحد رواد الإعلام الأمازيغي بالتلفزيون، لتستأنف المحاضرات نشاطها مع رمضان عشاب، الذي سيقدّم "الفكر في اللغة الأمازيغية". كما ستلقي نورة تغزيري محاضرة عن "تدريس الأمازيغية: دراسة حالة"، ومحاضرة أخرى يلقيها يوسف عليوي عنوانها "سبل مؤدية إلى الألفية الأمازيغية". سهرة اليوم الثاني من الفعاليات ستكون سينمائية من خلال عرض شريط سينمائي لحسين رجالة عنوانه "سينما أمازيغية" و«تاناكرا" و«انتفاضة الشيخ الحداد والرحمانية" و«المنفيون القبائل"، ستتبعه مناقشة مفتوحة مع الضيوف والجمهور. واليوم الأخير من التظاهرة سيكون مع النجم إيدير ومحمد سعدي، اللذين سيفتتحان مكتبة جديدة بالبلدية، تحوي الكثير من العناوين والمراجع، والتي ستستقطب أبناء المنطقة. وستنظَّم زيارة إلى المقر التاريخي الذي انعقد به مؤتمر الصومام التاريخي، علما أن مناسبة إحياء ذكرى 20 أوت على الأبواب، وكذا زيارة أخرى إلى متحف إيفري الذي يؤرخ لهذه المنطقة الاستراتيجية التي تعاقبت عليها الأحداث التاريخية. الاختتام سيكون مسكا من خلال أجمل أصوات الأغنية القبائلية الأصيلة، منها بوجمعة أقراو وآكلي دي وعلي إدفلاون وعمار أزغال وإبراهيم طيب وإيدير أكفادو وأولحلو وسي موح وتنهنان ورايي بوقندورة ومختار نصرية وغيرهم. وتبقى مثل هذه المناسبات فرصة لإنعاش الحركة السياحية خاصة الجبلية منها، ولتفعيل النشاط الثقافي والفني ومحاولة إخراجه من المدن الكبرى. كما تُعتبر الفعاليات تقليدا محمودا للتعريف بالمناطق الداخلية للوطن.