عرفت شواطئ ولاية سكيكدة خلال الموسم الصيفي الذي أسدل ستائره مؤخرا، توافدا قياسيا للمصطافين، حيث تجاوز عددهم 5 ملايين مصطاف، من بينهم أكثر من 4500 شخص من جنسية أجنبية، إلى جانب المغتربين الذين فضلوا قضاء العطلة الصيفية بين ذويهم، وهو رقم قياسي فاق كل التوقعات، حيث عرفت سكيكدة إنزالا حقيقيا من قبل المصطافين والسياح الذين توافدوا عليها من الولايات الداخلية، بالخصوص تلك المجاورة لها، رغبة منهم في الاستمتاع بما تزخر به من مناظر طبيعية خلابة وشريط ساحلي ساحر يمتد على طول 140 كلم، يضم 40 شاطئا من أجمل الشواطئ على الإطلاق. وإذا كانت حراسة الشواطئ والاستجمام بها تخضع لقرار ولائي يوقعه والي الولاية، بناء على محاضر الزيارات الميدانية للجنة الولاية المكلفة باقتراح فتح ومنع الشواطئ للسباحة، فإن الملاحظ خلال هذا الموسم هو تقلص عدد الشواطئ المسموحة للسباحة من 20 شاطئا خلال الموسم الصيفي 2013 إلى 18 شاطئا خلال موسم 2014، منها 05 شواطئ كانت مسموحة للسباحة، مما يطرح أكثر من علامة استفهام عن المعايير التي اعتمدتها اللجنة التي تضم العديد من القطاعات كالبيئة والصحة والبلديات السياحية ومختلف المصالح الأمنية المختصة وغيرها فيما يخص غلق الشواطئ ال 5 التي عرف العديد منها خلال الموسم الصيفي الأخير توافدا قياسيا للعائلات، كما هو الحال بشاطئ رأس الحديد وشاطئ رميلة 3 وشاطئ الشيخ الرابح الواقع داخل إقليم بلدية المرسى وشاطئ وادي الصابون بفلفلة وشاطئي وادي بيبي ووادي طنجي ببلدية الحدائق والمحجرة وميرامار بسكيكدة وشاطئ قصير الباز وعين الدولة وتمنارت بالقل. يحدد القرار رقم 664 المؤرخ في 20 ماي 2014 الشواطئ الممنوعة للسباحة، فمن أصل 28 شاطئا بها غير محروس؛ 15 شاطئا منعت بها السباحة بسبب عدم توفر شروط الاستغلال و03 شواطئ كونها منطقة صخرية، 06 شواطئ بسبب المياه القذرة، شاطئ واحد بسبب وجود بقايا باخرة، شاطئ آخر بسبب تدفق مياه المنطقة الصناعية وشاطئ آخر بسبب أشغال مشروع كاسرات الأمواج. وهنا يطرح سؤال آخر عن دور المجالس البلدية الساحلية بما في ذلك مديرية القطاع، من أجل العمل على توفير الشروط اللازمة التي تمكن من استغلال تلك الشواطئ المقصودة من قبل المصطافين وجعلها مفتوحة من خلال تهيئة المسالك وتوفير كل الظروف المواتية التي تسمح بتشجيع الاستثمار، ومنه تحريك عجلة السياحة الجماهيرية بها. ولإنجاح الموسم الصيفي الأخير، تم تخصيص 24 عملية تهيئة وتجهيز بمبلغ مالي قدر بحوالي 78 مليون دج، تكفلت بها مدينة سكيكدة من ميزانيتها الخاصة، منها 22 عملية تخص أساسا الإنارة العمومية والنظافة وتوفير مياه الشرب وتهيئة الشواطئ. نقص في هياكل الاستقبال وتدن في الخدمات من النقائص الأخرى التي شهدها هذا الموسم، رغم الحركية التي عاشتها سكيكدة خلال هذه الصائفة، وحولتها إلى مدينة لا تنام، النقص الفادح المسجل في هياكل الاستقبال التي لم تتجاوز طاقة الاستيعاب بها 2098 سرير موزعة على 31 مؤسسة فندقية وكذا في مختلف المرافق الخدماتية التي لم ترق بعد إلى ما هو مطلوب، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الإيواء على مستوى الفنادق الموجودة أو حتى على مستوى الشقق وبعض المساكن والفيلات غير المنتهية التي تراوح سعر الكراء على مستواها بين 2500 دج إلى 4000 دج لليلة الواحدة، ناهيك عن النقص المسجل في مادة الخبز، دون الحديث عن تدني الخدمات المقدمة على امتداد الشواطئ، مقارنة مع ارتفاع أسعارها، حسبما شاهدناه على مستوى شاطئ العربي بن مهيدي وسطورة والمرسى وحتى القل، مع انعدام النظافة خاصة على مستوى الشواطئ، أمام غياب الثقافة السياحية لدى بعض المواطنين والمصطافين بوجه عام، من خلال مساهمتهم في تلويث الشواطئ. ضرورة تجسيد مشاريع الاستثمار السياحي على أرض الواقع ومهما يكن من أمر، فإن ولاية سكيكدة التي توافد عليها خلال هذا الموسم عدد كبير من السياح تبقى بحاجة جد ماسة إلى تدارك النقائص المسجلة من خلال الإسراع في تجسيد البرامج السياحية على أرض الواقع وإلزام البلدية السياحية بتوفير الظروف المواتية لاستقبال السياح من خلال تهيئة الشواطئ والممرات والمسالك المؤدية إليها وإنجاز الإنارة العمومية وتوفير المياه وإنجاز فضاءات للتخييم الفردي والعائلي، بإمكانه المساهمة في توفير مداخل إضافية للبلديات، بما في ذلك تشجيع الاستثمار الفندقي والإقامات السياحية. للتذكير، استفاد القطاع من عدة مشاريع، منها 07 مشاريع فندقية سياحية يجري إنجازها من 05 نجوم و04 نجوم، يضاف إليها 13 مشروعا حصلت على الموافقة وستنطلق في الإنجاز قريبا، وإن انطلق بعضها فعلا، ناهيك عن وجود، في طور الإنجاز، دراسة جديدة للمخطط التوجيهي للتهيئة السياحية في الولاية ودراسة أخرى لمخططات التهيئة السياحية ل 4 مناطق توسع سياحي، ناهيك عن استفادة الولاية من تسجيل عمليتين تتعلقان بدراسة مخطط تهيئة سياحية لمنطقتي توسع سياحي بمنطقة تمنارت، في بلدية الشرايع بالمصيف القلي، وسيدي عكاشة ببلدية المرسى شرق سكيكدة.