كشف مدير التعاون والتبادل الجامعي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، السيد سعيداني أرزقي، أن عدد الطلبة الجزائريين الذين استفادوا من منحة مزاولة الدراسات العليا في الجامعات الفرنسية منذ 1987 إلى 2012، بلغ أزيد من 1200 طالب، موضحا أن الدولة قررت تخفيض عدد الطلبة المرسلين إلى فرنسا، إلى 20 طالبا سنويا قصد مواجهة ظاهرة التسرب وهجرة الأدمغة، ورفعت من جهة أخرى عدد المنح الممنوحة للأساتذة المساعدين لتحضير شهادة دكتوراه. وأضاف المسؤول أن أزيد من 750 اتفاقية شراكة مباشرة تم إبرامها إلى حد الآن ما بين الجامعات الجزائرية والفرنسية، فيما يقدر عدد الطلبة الذين يزاولون دراستهم بالجامعات الفرنسية أزيد من 22 ألف طالب. وأوضح سعيداني، في تصريح ل"المساء" على هامش افتتاح منتدى التعليم العالي الجزائري الفرنسي، بالمدرسة الجزائرية العليا للأعمال، أن الاتفاقيات المبرمة التي توجد حاليا حيز التنفيذ لها مضمونان الأول يتمثل في التنسيق للذهاب معا إلى المشاريع الأوروبية التي يمولها الاتحاد الأوروبي، والثاني يتعلق بالتعاون الثنائي المباشر الذي يتضمن تبادل زيارات الأساتذة بين هذه الجامعات لإلقاء محاضرات والإشراف المشترك على رسائل دكتوراه، بالإضافة إلى تنظيم ملتقيات حول الإشكاليات الكبرى للتعليم العالي والبحث العلمي. وأكد في هذا السياق أن التعاون الجامعي الجزائري الفرنسي يرتكز على أهمية تثمين الموارد البشرية وتعزيز القدرات والكفاءات. وأكد ممثل قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في هذا السياق، أن الوزارة الوصية وضعت استراتيجية جديدة تسمح وفق برنامج وطني استثنائي بإرسال الأساتذة إلى جامعات فرنسية كل سنة لتحضير شهادة دكتوراه خاصة في المجالات التي تعتبر جامعاتنا في حاجة ماسة إلى تأطير. وذكر المسؤول بالمناسبة ببرنامج المنح الجزائري الفرنسي "باف" الذي انطلق في سنة 1987، والذي تم على أساسه إرسال أزيد من 1200 طالب جزائري إلى جامعات فرنسية مختلفة، موضحا أن هذا البرنامج تمت عصرنته وتكييفه مع الحاجيات الوطنية في مجال التكوين الجامعي. كما كشف سعيداني، أن الجامعات الجزائرية كونت ما يفوق 9 آلاف طالب أجنبي ينتمون إلى 63 دولة من بينها دول أوروبية والولايات المتحدةالأمريكية إلى جانب دول عربية وإفريقية، مشيرا إلى أن الجزائر كونت العديد من الطلبة الأجانب لاسيما الأفارقة الذين أصبح البعض منهم حاليا وزراء وحتى رؤساء حكومات ورؤساء برلمانات في بلدانهم. وأكد أن أهمية استقطاب الطلبة الأجانب نحو الجامعات الجزائرية، كما أن تواجد الطلبة الأجانب في جامعاتنا سيعزز تصنيفها الدولي كون من بين الشروط المعتمدة في ذلك مدى استقطاب الجامعة للطلبة الأجانب. ويرى المتحدث أن الهدف من تنظيم المنتدى هو تبادل التجارب بين الجامعات الجزائرية والفرنسية في مجال التكوين، ووضع برامج تكوين تتماشى واحتياجات سوق العمل وتستجيب إلى المقاييس الدولية حيز التنفيذ. من جهتها أعلنت مسؤولة "كامبوس فرنسا" فلورا سيتي، أنه من بين 30 ألف طالب جزائري زاروا مختلف فضاءات هذه الهيئة للحصول على معلومات تتعلق بكيفية وشروط الالتحاق بالجامعات الفرنسية، التحق في سبتمبر المنصرم، 3500 طالب جزائري ليصبح عدد الطلبة الدارسين حاليا بجامعات فرنسا أزيد من 22 ألف طالب، مشيرة إلى أن الجزائر تحتل بهذا العدد المرتبة الثالثة بعد كل من المغرب والصين. ويمثل العنصر النسوي نسبة 40 بالمائة من هذا العدد الذي يتزايد من سنة إلى أخرى، فيما تعد شعب العلوم والهندسة، التجارة والمنجمنت والعلوم الإنسانية، فضلا عن الهندسة المعمارية التخصصات الأكثر استقطابا للطلبة الجزائريين. أما المستشار المكلف بالتعاون والنشاط الثقافي بسفارة فرنسابالجزائر، السيد ألكسي أندري، فأبدى رغبته في تكثيف التعاون الجزائري في مجال التعليم العالي والبحث، مشيرا إلى أن المنتدى الذي ينظم بالجزائر يكتسي أهمية كبيرة كونه يرافق الطلبة ويسمح لهم بالاطلاع على المعلومات التي يرغبون فيها، بالإضافة إلى استفادتهم من محاضرات وورشات مخصصة لتحرير السيرة الذاتية والرسالة التحفيزية. ويشرف على تنشيط هذا المنتدى الذي يدوم يومين، 28 مؤسسة جزائرية وفرنسية للتعليم العالي بين مدارس ومعاهد عليا وجامعات، وهذا من خلال توجيه وإعلام الطلبة حول مختلف المهن والتكوينات التي تهمهم.