أشرف وزير المجاهدين السيد طيب زيتوني أمس على إحياء الذكرى ال60 لاستشهاد البطل الرمز، ديدوش مراد قائد الولاية الثانية، الذي سقط في ساحة الوغى بعد وشاية، يوم 18 جانفي من سنة 1955 بمنطقة واد بوكركر بمنطقة السمندو (بلدية زيغود يوسف حاليا) في الجهة الشمالية من ولاية قسنطينة. وكان الشهيد يومها رفقة مجموعة تضم 17 مجاهدا من منطقة قرية "السفرجلة" ببني والبان، خاضوا معركة ضروسا وغير متكافئة مع حوالي 500 جندي مدرعين بالأسلحة الثقيلة والرشاشة من قوات المظليين للاستعمار الفرنسي الغاشم بقيادة العقيد "دو كرونو". ووضع وزير المجاهدين رفقة السلطات المحلية والأسرة الثورية، إكليلا من الزهور بالمكان الذي استشهد فيه ديديوش مراد، ثم قرأ بمقبرة الشهداء بزيغود يوسف، فاتحة الكتاب على أراوح الشهداء الطاهرة الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل استقلال الجزائر. وأشاد الوزير بخصال ومناقب الشهيد ديدوش المدعو سي عبد القادر، حيث دعا الجيل الجديد إلى ضرورة الاقتداء بالسلف الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل أن تبقى الجزائر حرة مستقلة، ومواصلة مسيرة البناء والتشييد والحفاظ على مكاسب الثورة التحريرية. كما افتتح الطيب زيتوني، خلال اليوم الثاني من زيارته إلى قسنطينة، أشغال الندوة التاريخية حول الشهيد ديدوش مراد، بقاعة المحاضرات الكبرى بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، بحضور الأسرة الثورية من مجاهدين وأبناء شهداء، مؤكدا أن هناك مساع حثيثة للتعريف بجرائم الاستعمار الفرنسي بمشاركة أكاديميين وجامعيين مختصين في التاريخ. من جهته، قدم العقيد سي عمار بلعودة، أحد مرافقي الشهيد ديدوش مراد شهادة حية حول حياة ومآثر الرجل، حيث أكد أن اسم "سي عبد القادر" الذي كني به ديدوش مراد خلال مشواره النضالي والثوري، كان مستمدا من إعجاب ديدوش بشخصية الأمير عبد القادر الجزائري، وبخصاله الحميدة وبحنكته السياسية وعبقريته في القيادة، مضيفا أن أمنية الشهيد الذي وصفه بالوطني كانت أن يرى الجزائر حرة مستقلة. وقال سي عمار بلعودة إن ديدوش مراد كان شابا شجاعا لا يهاب الموت، فقد نفذ العديد من العمليات العسكرية كبطل مغوار ضد المستعمر، ورفض الزواج لأنه تزوج الجزائر، حسب رفيق الشهيد الذي قال إن ديدوش مراد كان يردد دوما مقولته المشهورة "يجب أن نكون على استعداد للتضحية بكل شيء بما في ذلك حياتنا، فإذا استشهدنا فحافظوا على مبادئنا..".